الأزمة التي عاشتها العلاقة البحرينية الإيرانية طوال الأيام الماضية ليست جديدة، وهي عادة ما تتكرر مع كل تصريح يخرج من هنا أو هناك لتعود من جديد، وكانت هذه العلاقة تعيش تحت سطح رماد بركان لا يحتاج للكثير من الرياح لتنطلق ألسنة ناره من جديد.
كما أن تحركات الدبلوماسية البحرينية والإيرانية لحلحلة الأزمة ليست جديدة، وهي متكررة، مع كل قضية، وكأننا لم نتعلم من الدروس السابقة أن العلاقات القوية والمتينة والمبنية على الاحترام والاعتراف المتبادل لا يمكن أن تهتز بسهولة.
هذه الأزمة، تعكس حالنا كعرب في علاقاتنا غير المبنية على أساس واضح وقوي فلو نظرنا إلى القضايا العربية سنجد أن جل القضايا التي نعيشها مبنية على علاقات ركيكة سرعان ما تهتز على رغم المساعي الدبلوماسية التي توجد بعد كل أزمة بين أي طرفين مختلفين.
في فلسطين، العلاقة بين فتح وحماس دائما ما تعيش التوتر والخلاف، وعندما يكون هناك حل بينهما فهو حل مؤقت لا يصمد كثيرا أمام نقاط الاختلاف في إيديولوجية التفكير بين الطرفين.
في لبنان العلاقة بين ما يسمى الموالاة والمعارضة دائما متوترة وإن وجد توافق بسيط فلا يدوم كثيرا لأن الخلاف بين الطرفين هو الأساس لا التوافق.
العلاقات العربية تعيش الانتكاسة طوال الوقت حتى لو شهدت بعض المجاملات والتوافق بينهم في أروقة القمم العربية إلا أن أساسها خلاف.
وعليه فأزمة التصريحات الإيرانية المسيئة للبحرين لن تنتهي، فسيخرج من هنا أو من هناك من سيدعي أن البحرين جزء من إيران، وبالتالي فإن الأزمة ستعود من جديد، وبالخصوص عندما يكون هناك من يريد لهذه الأزمة أن تعود لخدمة مصالح ذاتية على حسابها سواء كان ذلك على الصعيد الداخلي أو حتى الخارجي.
من يقول بأن الأزمة البحرينية الإيرانية قد انتهت إلى غير رجعة يخدع نفسه، فهذه الأزمة ستتكرر وستعود على فترات زمنية متعاقبة تستخدم كأوراق ضمن لعبة سياسية .
ما هو مطلوب بعد الزيارات المتبادلة بين المسئولين البحرينيين والإيرانيين لتأكيد متانة وقوة العلاقة البحرينية الإيرانية وضع أسس قوية ومتينة لهذه العلاقة لا تهتز بتصريح غير مسئول، حتى لا تعود هذه القضية من جديد.
البحرين وإيران لم تتجاوزا الأزمة بعد ولا يمكن أن تتجاوزاها ما لم توقف التصريحات التي تمس السيادة البحرينية، وما لم تترسخ القناعة في البحرين أن الموقف الرسمي الإيراني اتجاه عروبة البحرين نهائي ومحسوم، وحتى ذلك الوقت، فالأزمة مازالت قائمة (نفسيا على الأقل) على رغم برودة نارها مؤقتا.
إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"العدد 2367 - الجمعة 27 فبراير 2009م الموافق 02 ربيع الاول 1430هـ