حسنا فعلت مؤسسة نقد البحرين بالسماح بإنشاء شركات تأمين خاصة لم يسمع بها من قبل في المنطقة لتكون المملكة دولة رائدة في هذا المجال والانطلاق منها إلى بقية دول الخليج العربية التي تحتاج إلى مثل هذه الشركات خصوصا بعد ارتفاع أسعار التأمين في السنوات القليلة الماضية بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول العام 2001 على معالم الولايات المتحدة الأميركية والتي أدت إلى قفز أسعار التأمين بنسبة وصلت إلى 300 في المئة ونأمل أن تستفيد البحرين من هذه الانطلاقة الجديدة التي ستضيف بعدا جديدا لمركز البحرين وسمعتها.

شركات قليلة موجودة في البحرين يمكن أن تستفيد من هذا التأمين ولكن هناك شركات عملاقة في المنطقة في السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والكويت يمكن أن تقوم بإنشاء هذه الشركات لكسر احتكار الشركات العالمية لهذا المجال وتقليص مصروفات التأمين على المخاطر التي تدفعها هذه الشركات في حين تكون مطالباتها قليلة على المدى الطويل وفي الوقت نفسه فإن مثل هذا التأمين يتماشى مع المبادئ الإسلامية لأنه تأمين ذاتي.

نتمنى أن تقوم شركات الطيران في المنطقة وكذلك شركات النفط والبتروكيماويات بدراسة هذا القطاع بجدية والاستفادة منه بقدر المستطاع وليس هناك أمر أفضل من أن تؤمن الشركة التي تدفع ملايين الدولارات للشركات الأجنبية نفسها بنفسها!

ولكن من المهم أن نبدأ (إذا لم نقم حتى الآن) بتنمية الموارد البشرية التي هي أساس نجاح أي عمل وتوفير الأشخاص المؤهلين لقيادة مثل الشركات خصوصا إذا عرفنا أن الهدف الرئيسي من وراء ذلك هو جذب الاستثمارات الخارجية إلى المملكة وتوفير فرص عمل للأجيال القادمة فهناك مئات أو الآلاف من خريجي الجامعة فهل شمل التعليم الذي تلقوه مثل هذا المجال؟ فإذا كان الجواب لا فالأحرى أن نفسح لهم المجال ونبدأ في تأهيلهم من الآن لأن هذا المجال واسع ويمكن أن يستوعب المئات من الخريجين. كما أن توفير البنية التحتية والجو المناسب لعمل هذه الشركات (ربما يتكرر ذلك في كل مقال) هو عامل رئيسي ومهم في استمرار تمتع البحرين بسمعتها ومصداقيتها ولذلك يجب أن نستمر في بناء وترسيخ هذه القاعدة لدى الشركات الأجنبية خصوصا أن الفترة المقبلة ربما تشهد نشاطا كثيفا في مجال التأمين