سعادة وزير الداخلية، بداية أقدم لك أسمى التبريكات على تقلدك هذا المنصب والذي تمنينا كثيرا ان يحظى به ذات يوم رجل من رجال الاصلاح، يحمل فكرا تنويريا وآفاقا تمكنه من إدارة الوزارة الى حيث الانفتاح الانساني والتطلع المعرفي.
لقد سعد المجتمع البحريني بتقلدك هذا المنصب وما زال يتعشم الكثير من أن يحظى بحظوة الكعكة التي سمع عنها كثيرا لكنه لم يجدها خصوصا في هذه الوزارة التي مازالت تغذي اعدادا هائلة من الاجانب من الجنسيات الاخرى.
كل املنا يا سعادة الوزير ان نرى اجراءات عملية تعمل على تغيير تلك النظرة القديمة من أن وزارة الداخلية تعتبر معقلا للباكستانيين او الهنود أو اخوتنا اليمنيين والاردنيين... لا نقول ذلك انتقاصا من هؤلاء او من جنسياتهم ابدا فلهذه الدول اسهامات عظمى في تقدم البشرية في العلم والمعرفة ولكن نقول ذلك من موقع استحقاقي دستوري وطني من ان المواطن يقدّم على اي شخص من أية جنسية اخرى. سعادة الوزير هناك أعداد كبيرة من البحرينيين يتمنون الالتحاق بوزارة الداخلية لكنهم يفتقدون الطريق التي قد توصلهم إلى الوظيفة ويأملون بعرض طبيعة الوظائف المطلوبة في الصحافة حتى تكون الفرصة متاحة، ففي الزمن الماضي كادت تكون وزارة الداخلية الأكثر ابتعادا عن بقية الوزارات من طرح الوظائف عبر الصحافة، لكنا سمعنا ان الوزارة في هذه المرحلة - خصوصا مع تطلّعكم الاصلاحي الجديد للوزارة - ستقوم بعرض الوظائف عبر الصحافة. لقد سمعنا ايضا ان هناك اعدادا كبيرة من الاجانب سيتم الاستغناء عنهم وانهاء عقودهم ليستبدلوا ببحرينيين من الطائفتين الكريمتين... لقد سعدنا بالخبر والذي نتمنى ان يتحقق على الأرض ولا شك انه سيكون علامة مضيئة - اذا ما حدث - في رصيد عهدك الجديد.
لا اريد أن اطيل عليك سعادة الوزير لكني احب ان اطرح قضية هي في غاية الاهمية ولو انها استثمرت فإنها لا شك ستختصر الطريق على وزارتكم في توجهها.
القضية هي قضية الشرطة البحرينيين (عندي قائمة لأسماء بعض هؤلاء) الذين يعملون في الدول الخليجية المجاورة وحتى اكون دقيقا لن نقول جميعهم ولكن بعضهم وهم كثر. بعض هؤلاء اضطرتهم الظروف المعيشية وحال العوز للهجرة إلى الخارج للالتحاق بوزارات الداخلية في سلك الشرطة وغيرها ولكنهم ما زالوا يعيشون الغربة، بعضهم بقي 12 عاما وبعضهم اكثر من 18 عاما ويتمنى بعض هؤلاء الرجوع الى الوطن للعمل في وزارة الداخلية لخدمة بلادهم، ولله الحمد فمنذ ان عملوا في وزارات الداخلية في الخليج وسمعتهم طيبة شعروا انهم يعيشون على ارضهم ولم تسجل ولا حال واحدة طيلة هذه الاعوام ضد احد منهم... على العكس من ذلك فالبحريني - أيا تكن طائفته - في مثل هذه الوزارات يمتاز بسمعة طيبة وثقة واسعة لكن - وللأسف الشديد - هذا المواطن في الخارج يعيش كثيرا من المشكلات والتي لاشك ستنتهي لو انه عمل داخل الوطن وأهمها:
ضعف الراتب الذي يعاني منه بعض هؤلاء إذ يكون الراتب 350 دينارا وهو لا يكفي لرجل يعول عائلة في الغربة علما انهم يعيشون في شقق مؤجرة، كما ان هذا الراتب يصرف على مستلزمات الحياة اليومية، على الاكل واللباس والمدارس وايجار الشقة والاتصالات للبحرين مع الأهل... هؤلاء الذين عملوا في الخارج تحملوا الغربة وفي المقابل سيرجعون - غالبيتهم - صفر اليدين لأن ما يحصلون عليه لا يمكن توفيره لبناء حياة سعيدة في البحرين، بعضهم اضطر بسبب ضغوط المعيشة لإرجاع ابنائه وزوجته إلى البحرين بسبب تعقد المعيشة وغلاء الاسعار ولا شك ان لذلك انعكاسا نفسيا على الاسرة نفسها وربما تتعرض إلى الانهيار، فغالبية هؤلاء بلا تأمين او ضمان اجتماعي او... ولهذا من «ماتوا» من البحرينيين في حوادث السير اثناء رجوعهم الى البلاد. إذ أن غالبيتهم يرجعون الى البلاد عبر البر إذ تقل الكلفة، كانوا بلا تأمين، بمعنى أن زهرة اعمارهم انطفأت في الغربة من دون ان يسأل عنهم أحد. سعادة الوزير، الشعب البحريني يأمل ان يتم تغيير الوضع واستبدال الاجانب بهؤلاء المواطنين وغيرهم. إن لنا مئات من الشباب البحريني ممن لايزالون يبحثون عن اعمال أو يعملون في الخارج يمكن استيعابهم في البحرين مكان الاجانب وبذلك تتعزز الوحدة الوطنية وتتعزز صدقية التحديث والتغيير
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 650 - الأربعاء 16 يونيو 2004م الموافق 27 ربيع الثاني 1425هـ