بلغ عدد المتبرعين بالدم لحملة الرسول الأعظم (ص) العاشرة للتبرع بالدم تحت شعار «دمك رحمة» التي نظمها صندوق الدراز الخيري للعام على العاشر على التوالي أمس بمركز البديع الصحي 376 متبرعا من أصل تقريبا 500 مشارك.
وأكد رئيس اللجنة المنظمة للحملة ميرزا الدرازي أن هذه الحلمة ذات أهداف إنسانية، إذ إنها تهدف إلى تنمية الشراكة المجتمعية بين جميع المواطنين عبر التبرع بالدم للمحتاجين إليه.
وأشار الدرازي إلى أن الحملة تأتي تزامنا مع وفاة الرسول الأعظم (ص)، مبينا أن ذلك تعظيما إلى الرسول وحثا للمواطنين على إنقاذ حياة الأبرياء المحتاجين إلى الدم.
وذكر الدرازي أن الحملة ترفع شعار «دمك رحمة» وهو شعار ثابت لها ينطلق من رؤيتها المركزة على المعنى الإنساني المنسجم مع سماحة وسجايا النبي الأكرم(ص) والمحتوي على المضامين العالية لتعاليم الدين الحنيف والموجهة للإخاء والتناظر بين بني البشر، مبينا أن هذه الحملة جسدت خلال الأعوام العشر روح التلاحم بين أهالي المنطقة وترابطهم القوي.
وبيّن الدرازي بأن تنظيم الحملة يهدف أيضا إلى تزويد بنك الدم المركزي بما يحتاجه من الدم من جميع الفصائل وخصوصا أن البنك أحيانا يشكو من عدم وجود مخزون كاف لبعض فصائل الدم.
ولفت الدرازي إلى أن هذه الحملة تشهد إقبالا كبيرا من قبِل المواطنين وخصوصا أنه تم تخصيص الحملة لجميع الشعب، إذ إنها غير محصورة على منطقة دون أخرى، مشيرا إلى أن استهداف الحملة خلال الأعوام الماضية للمواطنين جذب بعض غير البحرينيين كالأجانب والآسيويين الذين يقبلون على التبرع بالدم من أجل إنقاذ حياة بعض البشر.
وأوضح الدرازي أن الحملة تشهد إقبالا كبيرا من مختلف الفئات العمرية، سوى كان المتبرعين من المراهقين أو الشباب أو كبار السن.
وأشار الدرازي إلى أن هذا العام تم تخصيص زاوية إلى رسوم الأطفال التي تعبر عن مأساة غزة، إذ إنه شهدت زاوية المعرض الرمزي إقبالا من المتبرعين الذين عبروا عن إعجابهم عما تستطيع أن توصله براءة الطفولة وإبداع الصغار من رسائل قوية في صدقها وتعبيرها عن مشاعر التعاطف والوقوف إلى جانب أطفال فلسطين، إذ شارك زهاء 40 طفلا وطفلة بلوحات من واقع تعاطفهم مع محنة الأطفال في غزة.
وأكد الدرازي بأن المعرض التضامني يعتبر توثيق للوقفة البحرينية الأخوية الداعمة لصمود أهل غزة في محنته، ورسالة محبة وود وإخاء صادق مع المنكوبين في الأراضي المحتلة وإحساس بجرحهم النازف الذي لمّا يندمل ويشفى.
وعن الاستعدادات التي جرت من أجل تنظيم الحملة قال الدرازي «إن اللجنة المنظمة سعت هذا العام إلى تسهيل عملية التسجيل، إذ إنها قامت بفتح باب التسجيل عن طريق الشبكة العنكبوتية، إلى جانب أنه تم تخصيص بطاقة إلى المتبرعين تحمل فصيلة الدم وبعض المعلومات الأخرى(...) إن هذه البطاقة التي تم تخصيصها إلى المتبرعين من قبل أو إلى المتبرعين الجدد سهلت العمل(...) إن هذه البطاقة ستسهل على المتبرعين التعرف على فصيلة دمهم إلى جانب أن هذه البطاقة ستعطي الصندوق معلومات عن بعض المواطنين ففي حال وجود مريض يحتاج إلى فصيلة دم نستطيع الوصول إلى صاحب الفصيلة المطلوبة عن طريق هذه البطاقة».
وتمنى الدرازي في ختام حديثه أن يتم تشكيل لجنة مشتركة ودائمة بين الجهات القائمة على تشكيل حملات التبرع بالدم وخصوصا أن هناك أكثر من حملة للتبرع بالدم، إذ إن في حال وجود مثل هذه اللجنة فإن ذلك سيسهل التنسيق في الأوقات إلى جانب أنه سيقلل من الازدحام، مبينا أن تشكيل اللجنة يخلق كيانا إنسانيا بينها من أجل تنمية الشراكة المجتمعية.
كما تمنى الدرازي بأن يتم تخصيص موازنة من قبِل بنك الدم المركزي لدعم حملات التبرع وخصوصا أن بعض هذه الحملات تحتاج إلى دعم.
من جهته نقل رئيس الخدمات الطبية بالمراكز الصحية عبدالحسين العجمي تحيات وزير الصحة ودعمه إلى هذه الحملة التي تعتبر موفر إلى الدم للمحتاجين وإلى بنك الدم المركزي.
ولفت العجمي إلى أن حملات التبرع بالدم هي من الحملات القديمة التي تقوم تحت رعاية وزارة الصحة لها، مبينا بأن مثل هذه الحملات لها العديد من الفوائد ومن أهمها إنقاذ حياة الإنسان، إلى جانب أنها تعمق العلاقة الاجتماعية وتنمي حب العمل التطوعي في نفوس المواطنين، إضافة إلى تنمية حس الشراكة المجتمعية.
وذكر العجمي بأن حملة التبرع بالدم تعتبر رافد لبنك الدم من خلال تزويده بالدم لجميع الفصائل مما ينعكس إيجابيا على المخزون وإمكانية اللجوء إليه في حالة الإسعافات السريعة أو في حالة وجود حاجة بالنسبة إلى مرضى أمراض الدم الوراثية.
إلى ذلك أكد رئيس صندوق الدراز الخيري عبدالحسن المتغوي أن الحملة شهدت إقبالا كبيرا من قبِل المواطنين وذلك بفضل الإعلانات، متمنيا أن تكون هناك رعاية إعلامية وجهات إعلامية تنشر أهمية مثل هذه الحملات التي تقوم بدور إنساني.
والجدير بالذكر أنه مرت عشرة أعوام منذ أن دشن صندوق الدراز الخيري حملة الرسول الأعظم»ص»للتبرع بالدم في يونيو 1999م بالتزامن مع ذكرى وفاة النبي الأكرم «ص»لتكون من أولى الحملات السنوية المرتبطة بالمناسبات الدينية، بعد أن تثبت موقعها على إثر التفاعل الكبير في أول سنة حيث بلغ عدد المشاركين الألف مشارك،مما حمل إدارة الصندوق نتيجة لنجاح الحملة ومطالبة الجمهور.
العدد 2367 - الجمعة 27 فبراير 2009م الموافق 02 ربيع الاول 1430هـ