أطلق البحرينيون صرخة «وانتصرت غزة» في المهرجان الذي نظمته جمعية الإصلاح وجمعية مناصرة فلسطين أمس (الجمعة) بالمنامة، وسط حضور العديد من كبار الشخصيات وبمشاركة كل الداعمين إلى القضية الفلسطينية.
وافتتح المهرجان بإطلاق عبارات انتصاريه تعبيرا عن فرحة انتصار غزة على العدوان الصهيوني، وأشار ممثل حركة حماس في لبنان أسامة حمدان إلى أن القضية غزة أيقظت الأمة العربية والعالم أجمعه، مشيرا إلى أن نتائج حرب غزة وانتصارها غيرت النظام الرسمي العربي، الذي دعم المقاومة، وأيقظت الأمة العربية التي أكدت انتماءها إلى القضية الفلسطينية.
ووجه حمدان تحيات المقاومة الفلسطينية حماس لعاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وقادة الجمعيات الوطنية والسياسية والأهلية وجميع أفراد الشعب البحريني على وقفتهم ودعمهم لغزة أثناء الحرب التي شنها العدوان الصهيوني لمدة 23 يوما، إذ إن البحرين كانت لها مكانة كبيرة في قلوب أهالي غزة.
وذكر حمدان أن غزة انتصرت بدماء أبريائها، لا بالقبلات ولا المجاملات المزيفة التي يطلقها بعض القادة، لافتا إلى أن الانتصار لا يأتي إلا بالتضحية وفقدان الأبرياء، لا بالجلوس على الطاولات المستديرة وطرح اتفاقيات السلام. وقال حمدان: «إن إغاثة البحرينيين إلى غزة تعتبر فخرا مع عظم الدمار الذي حل بالبنية التحية في غزة وعدم وجود بينة سليمة يستطيع فيها الأهالي مواصلة العيش، وذلك عبر تخصيص شارع البحرين ومستشفي مملكة البحرين والمباني التي يجري تشييدها (...) إن نصر غزة يكتمل بإكمال إعمارها».
كما تحدث حمدان عن الدور البحريني في الضغط على العدو الصهيوني لوقف الحرب، مشيرا إلى أن البحرين من الدول التي ساهمت ودعمت القضية الفلسطينية، متابعا أن القادة الأوربيين أبدوا استغرابا من أمرين هما، صمود أهالي غزة وتحملهم طوال فترة الجهاد على رغم عدم توافر الطعام من جهة ومن استيقاظ العالم العربي من جهة أخرى.
واستنكر حمدان من محاولة الكيان الصهيوني الاستيلاء على القدس، مبينا أنه لابد من الوقف الوقفة نفسها التي وقف فيها العالم إبان الحرب على غزة من أجل إحباط محاولات الاستيلاء على القدس، مشيرا إلى أن الحرب التي شنها الكيان الصهيوني تختلف معالمها من منطقة إلى أخرى، ففي غزة تدمر البيوت، أما في القدس فتطرد الأهالي من منازلهم.
ولفت حمدان إلى أنه ليس من مصلحة العدو الصهيوني وجود دول عربية قوية متماسكة وقريبة من حدوده المغتصبة تهدف إلى تحرير فلسطين وتحقيق النصر لها. ودعا حمدان إلى بدء المصالحة الفلسطينية الناضجة البعيدة عما يسمى بالسلام مع «إسرائيل»، عبر تشكيل لجان لإعادة بناء الأجهزة الأمنية لحماية المقاومة، إلى جانب تشكيل لجنة لمعالجة آثار الانقسام، إضافة إلى تشكيل حكومة جديدة تنطلق منها مصالح الشعب الفلسطيني، مع ضرورة انتخاب مجلس وطني جديد يحمي القضية الفلسطينية. وختم كلمته بأننا لا ينبغي أن ننسى فلسطين، داعيا إلى الوحدة والتماسك بين المجتمعات العربية والإسلامية في جميع أنحاء العالم، مؤكدا أهمية وجود برامج عملية لربط الأمة بفلسطين وأهلها، مشيرا إلى أن النصر في غزة قد تحقق بالتلاحم فيما تبقى المسئولية الآن في المحافظة على دور الوحدة في فلسطين. إلى ذلك أشار نائب رئيس جمعية مناصرة فلسطين هشام ساتر إلى أن انتصار المقاومة في غزة له أبعاد سياسية واجتماعية واقتصادية، ويعتبر بداية لمرحلة جديدة في النضال الفلسطيني، فضلا عن أنه سيحقق تحولات على مستوى المنطقة والقضية الفلسطينية وعلاقاتها مع دول وقوى الهيمنة، مبينا أن قضية غزة حررت الأمة العربية بتبنيها القضية ودعمها إليها.
كما تطرق ساتر إلى أهم معالم انتصارات المقاومة في غزة، موضحا أن العدو لم يستطع تحقيق أي من أهدافه التي تحدث عنها قبل العدوان وأثنائه، قائلا إن الحكومة الشرعية في غزة مازالت قائمة، وصواريخ المقاومة لم تتوقف إبان الحرب، الأمر الذي أجبر العدو على الانسحاب من دون وضع شروط أو الدخول في أي تفاهمات، وخرج يجر أذيال الهزيمة، في الوقت الذي يعتبره العالم مجرما يشن الجرائم الإنسانية أينما وجد.
العدد 2367 - الجمعة 27 فبراير 2009م الموافق 02 ربيع الاول 1430هـ