طالب إمام جامع أبي بكر الصديق الشيخ علي مطر في خطبته أمس بضرورة صرف معونة الغلاء وعدم تعطيلها كما طالب الحكومة بدعم السلع لخفض الأسعار المرتفعة وزيادة رواتب الموظفين.
وقال: «منذ فترة طويلة ونحن نسمع ونقرأ عن هذه المعونة (الغلاء) الواجبة التي ليست بمنة نسمع عنها والنقاشات حولها بين مجلس النواب والحكومة ولكن يظهر أن تلك النقاشات والمفاوضات لا بركة فيها»، مستهجنا تأخير مثل هذه المعونة على قلتها.
وأضاف مطر من أجل خفض الأسعار «يجب الجهات المعنية مراقبة أسعار السلع، والاحتكار، كما على التجار ترك الجشع واستغلال حاجة الناس إذ إن كثيرا من السلع انخفض سعرها في بلد المنشأ ولاتزال الأسعار في ارتفاع»، مطالبا الحكومة بدعم السلع وزيادة الرواتب بما يتماشى مع الغلاء.
على صعيد آخر، تحدث الشيخ علي مطر عن أثر الذنوب في محق البركة من الأموال والأولاد والأعمال ومن كل شيء، موجها الضوء على الأمور التي تستجلب بها البركة.
وقال مطر: «إن كثيرا من الناس يشتكون من قلة التوفيق والسداد في الأمور والأعمال... ومن سرعة مرور الوقت وانقضاء الأسبوع والشهر من دون التمكن من انجاز الأعمال، والشكوى من ضعف البدن وكثرة التعب وسرعة الإرهاق... ومن الملل والسآمة والضجر من كل شيء، من العمل، الوظيفة، البيت، الأولاد، الزوجة، فالكل غير راض...»، مضيفا «كذلك الشكوى من انتهاء الراتب بسرعة، ومن الغلاء، وتمرد الأولاد. وغير ذلك من الأمور».
وأوضح أن كل ذلك بسبب نزع البركة وقلة البركة وهذا أمر يغفل عنه الناس كثيرا، مبينا أن المقصود بالبركة، هو الزيادة والنماء وهي كثرة الخير واستمراره ودوامه.
وذكر مطر أن من أسباب نزع البركة ومحقها الذنوب والمعاصي والتفريط في حق الله عز وجل وعبادته وطاعته وطاعة رسوله (ص)، من ترك الصلاة، ومنع الزكاة والحقوق والقطيعة، والظلم والغش وتطفيف الكيل والميزان، والخيانة والبغي والعدوان والكسب الحرام بأنواعه... والنتيجة لا بركة في الراتب ولا في الوقت ولا في العمر، ولا... ولا... ولا... مضيفا «عمل كثير وكلام كثير وجهود تبذل وأموال تنفق وأوقات تهدر ولكن من دون بركة».
وقال: «عند الشخص علم كثير ليست فيه بركة، إذ لا يظهر أثر العلم عليه في عبادته وخوفه من ربه ولا في أخلاقه ولا سلوكه ولا في معاملاته مع الناس»، مشيرا إلى أن أسعار النفط وصلت في فترة من الفترات إلى أكثر من 80 دولارا ولكن من دون بركة، ولم ينعكس ذلك على الناس وحياتهم ومعيشتهم. وخزنت الأموال في المصارف الأوروبية والعربية وغيرها، ثم جاءت الأزمة المالية وطارت المليارات ولم تستفد منها الشعوب ولا من خزنها والمستفيد منها المصارف الكافرة.
وذكر أن البركة عطاء وفضل إلهي وخير رباني يجعله الله تعالى في أعمارنا وأعمالنا وأقوالنا وأفعالنا وأولادنا وأجسادنا وأموالنا وأرزاقنا وعلمنا... ولا يمكن أن تعطى هذه البركة لظالم ومجرم وعاص.
وحذر من أسباب محق البركة وزوالها، داعيا إلى البحث عن البركة وكيف نستجلبها، فتقوى الله تعالى إحدى طرقها الرئيسية، لقوله تعالى في سورة الأعراف آية 96 «ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض». فينزل ماء المطر وفيه خير وبركة، وتخرج الأرض معادنها ونفطها وثمراتها وتكون فيها بركة، وقد قيل لبعض الصالحين إن الأسعار ارتفعت، فقال: انزلوها بالتقوى.
وأوضح أن من الأمور التي يستجلب بها البركة أيضا العمل الصالح بأنواعه... فالصلاة بركة، والزكاة بركة ونماء، والقرآن بركة فهو كتاب مبارك كما قال تعالى: «كتاب أنزلناه إليك مبارك»،(ص: 29). مبارك في تلاوته، وتدبره، وحفظه والعمل به والاستشفاء به وتعلمه وتعليمه...
وأيضا الدعاء بالبركة للنفس والأهل والناس كما علمنا الرسول (ص) «اللهم بارك لهم فيما رزقتهم واغفر لهم وارحمهم».
ومن الأمور التي تستجلب بها البركة ذكر الله تعالى والتسمية عند الأكل والشرب وعند الركوب، وعند الوضوء، وعند الذبح... فاسم الله مبارك تنال معه البركة، قال تعالى «تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام» (الرحمن: 78).
العدد 2367 - الجمعة 27 فبراير 2009م الموافق 02 ربيع الاول 1430هـ