العدد 2367 - الجمعة 27 فبراير 2009م الموافق 02 ربيع الاول 1430هـ

العصفور يدعو لإشاعة ثقافة التسابق على التصالح

الوسط - محرر الشئون المحلية 

27 فبراير 2009

تحدث خطيب جامع عالي الكبير الشيخ ناصر العصفور في خطبته أمس (الجمعة) عن ضرورة وجود ثقافة التسابق على التصالح في المجتمع وبث روح المبادرة والمسارعة للصفح والعفو بين الناس، وذلك بأن نكون سباقين في حل الإشكالات والخلافات أو المشاجرات التي تطرأ في واقعنا، سواء كانت بين الأفراد أو الجماعات والتكتلات، وسواء كانت عائلية أو في مؤسسة اجتماعية أو دينية. وتساءل العصفور «هل نملك واقعا نفس الدرجة من الحسّ الذي قد يوجد عند البعض في مجال التخاصم والمسارعة لإذكاء الخلافات والمشاحنات، وتأجيج الفتن والعداوات، هل نملك نحن قدرة مقابلة لذلك عن طريق التسابق والتنافس على المصالحة ونشر ثقافة التسامح بين الناس»، وقال: «إننا بحاجة إلى وقفة مع الذات وقفة محاسبة مع أنفسنا والنظر إلى مدى قدرتنا على التعامل الصحيح في مجال العلاقات والروابط الاجتماعية، وأين موقعنا من الأوامر الإلهية والإرشادات المعصومية التي أرشدتنا إلى التعامل الحضاري الراقي الذي لا تجده لدى أية حضارة في الأرض، بأن أرشدتنا إلى معادلة عكسية أمام المواقف والتصرفات السلبية بالتواصل مع من قطعنا أو قاطعنا، والإحسان إلى من أساء إلينا، والعفو والصفح عن من ظلمنا، هذه القيم الأخلاقية العالية التي تصنع الحياة الحقيقية، ويقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) (يعجبني عن الرجل أن يعفو عن من ظلمه ويصل من قطعه، ويعطي من حرمه، ويقابل الإساءة بالإحسان)». وأشار العصفور إلى أن «النصوص الشرعية حذرت من خطر الفرقة والاختلاف والشتات، والتي تدمر المجتمعات وتهدر الطاقات وتضيع الأعمار كما قال (ع): (إياكم والتدابر والتقاطع، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)». كما تحدث العصفور عن دور المساجد في الإسلام، وقال: «إن المساجد هي بيوت الله التي شرفها وطهرها واختارها محلا لعبادته، والتفرغ فيها لطاعته، وأضافها لنفسه إضافة تشريف وتعظيم، فقال: (وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا)»، وحث القرآن على إعمارها وإكرامها والمحافظة على قدسيتها، فقال سبحانه وتعالى: (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله، فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين)». وقال العصفور: «إن عمارة المسجد كما تشمل بناءه وتشييده، وترميمه والقيام بجميع شئونه، واحتياجاته، فهي تعني إعماره - وهو الأهم - بالاجتماع فيه، والقيام بالوظائف الشرعية التي بنيت لأجله المساجد وإقامة الصلوات وخصوصا صلاة الجمعة والجماعة ومدارسة العلم والتعليم، وبث المعارف الشرعية والعقائدية والفكرية، وذكر العصفور قسما من الروايات في هذا المجال ومنها الحديث «من اختلف إلى المسجد أصاب إحدى الثمان: أخا مستفادا في الله، أو علما مستطرفا، أو آية محكمة، أو يسمع كلمة تدل على هدى، أو رحمة منتظرة، أو كلمة ترده عن ردى»، كما نبه إلى أهمية صلاة الجماعة والمحافظة عليها وملازمتها بما فيها من أجرٍ كبيرٍ وفوائد ومنافع كثيرة، دينية واجتماعية، ونبه العصفور إلى بعض السلبيات التي قد تصدر من البعض في المساجد والتي تتنافى مع قدسية هذه الأماكن الشريفة من قبيل اللغو ورفع الصوت والأحاديث الجانبية في أمور الدنيا وإشغال المصلين في أوقات الصلاة وخصوصا في يوم الجمعة وأثناء خطبة الجمعة، كما قال (ص): «واترك اللغو ما دمت فيها فإن لم تفعل فلا تلومن يوم القيامة إلا نفسك».

العدد 2367 - الجمعة 27 فبراير 2009م الموافق 02 ربيع الاول 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً