العدد 648 - الإثنين 14 يونيو 2004م الموافق 25 ربيع الثاني 1425هـ

مكان لكل جنس

يتفهم الكثير من الرجال اللافتات المكتوبة على عدد من رياض الأطفال والقائلة ممنوع على الرجال الدخول إلا بعد قرع الجرس، ذلك لأن المعلمات هناك يخلعن حجابهن أثناء التدريس، وسيكون من غير اللائق اقتحام المكان من دون استئذان.

والتفهم يكون أكبر بالنسبة للصالونات النسائية، إذ التحذير واضح بعدم دخول الرجال، ذلك أن لا أحد يريد أن يرى رجلا غريبا إحدى قريباته وهي متخففة في ملابسها في صالونات التجميل، هذا مع أن المرأة لا تطرق الباب للدخول لأحد الصالونات النسائية مصطحبة ابنها الصغير، على رغم أن عددا من هذه الصالونات تقدم «خدمات» لا تقل عن نظيراتها النسائية، ولكن لا يزال من المقبول أن تدفع امرأة باب الصالون الرجالي من دون استئذان أيضا.

غير أن مكتبة صغيرة جدا، كتبت ذات مرة على زجاج واجهتها «ممنوع دخول النساء»، ولنا أن نتساءل عما يوجد في هذه المكتبة التي يحرم معها دخول النساء، ولو شاء أحد أن يسترسل ليكمل العبارة «ممنوع دخول النساء... والكلاب»، ذلك لأن الثقافة يجب أن تكون متاحة للجميع، وهذا مكان عمل وليس مكان استرخاء أو تجميل، فما الذي يمنع دخول النساء إليه. البعض فسر الأمر على أنه تجنب حصول «خلوة» بين البائع والمشتري، مع أن الخلوة يمكن أن تقع بين الجنسين من دون ترتيب في أماكن لا يتصورها إنسان، أو ربما لا يرتب لها، ولكن الاتكاء هنا على «مَن» سيكون في هذه الخلوة وكيف تربى لكي يبتعد عن شبهاتها.

على الجانب الآخر، نسمع عن نشاط نسوي كثيف في الجمعيات النسوية والإسلامية وأخيرا بعض المجالس الخاصة، ولكننا لا نرى كما هو الحال في النشاطات الذكورية بأن «يخصص مكان للرجال»، هذا إن لم تأمن النسوة مغبة الاختلاط، وهذا الأمر لا ينطبق على الجمعيات النسوية الإسلامية بل حتى على الجمعيات الأخرى التي نرى توجهها إلى دمج الرجل في قضاياها لا يزال مرتبكا وغير متصاعد.

إن فصل المجتمع إلى قسمين، ويكون «تابو» الدخول إلى القسم الآخر ما يمكن أن يرسخ الأوهام والأفكار غير السليمة عن بعضه بعضا، ويبعد شوط الاقتراب الفكري والنفسي مراحل أخرى.

غيم الشمال

العدد 648 - الإثنين 14 يونيو 2004م الموافق 25 ربيع الثاني 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً