العدد 2367 - الجمعة 27 فبراير 2009م الموافق 02 ربيع الاول 1430هـ

الجودر يطالب بمنع دخول دعاة التكفير والإرهاب إلى البحرين

الوسط - محرر الشئون المحلية 

27 فبراير 2009

رفض خطيب جامع الخير بقلالي الشيخ صلاح الجودر دخول دعاة التكفير والإرهاب إلى البحرين البلد الذي أنعم الله عليه بالتسامح والتعايش، مطالبا بمنع دخول كل من يريد أن ينثر سموم التكفير والإرهاب والتطاول في ساحاتنا.

جاء ذلك تعليقا للشيخ الجودر على مطالبة أحد الدعاة استضافته إحدى الجمعيات في ندوة (خرج عن مضمونها، بحسب الجودر) دعا فيها إلى القيام بأعمال تخريبية وإرهابية في الولايات المتحدة من أجل قتل 330000 أميركي من خلال نثر سموم مادة «الإنثراكس».

كما دعا إلى إسكات أصحاب الأقلام والكتاب عن التعبير عن مواقفهم بالوسائل كافة، إرهاب وتخويف.

وقال الجودر إن أرضكم هذه ليست أرضا لدعاة الفتنة والصدام، وأرضكم ليست من أجل تأليب العالم عليها، لذلك فإننا نرفض أن تقام مثل هذه الندوات على أرض البحرين، ونرفض دخول دعاة التكفير والإرهاب إلى بلادنا، فكفانا سبع سنين من ويلات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول. وأضاف إن المسئولية تحتم على وزير العدل والشئون الإسلامية ووزيرة التنمية الاجتماعية أن يعيدا دراسة الندوات والمحاضرات التي تقام على أرض البحرين، فنحن لا يشرفنا أن نستقبل مثيري الفتن على أرضنا، ولا يشرفنا أن نستمع إلى دعاوى التكفير والتطاول في مؤسساتنا وجمعياتنا، لذلك نطالب بمنع دخول كل من يريد أن ينثر سموم التكفير والإرهاب والتطاول في ساحاتنا، فالعنف والإرهاب لا يمكن وصفهما إلا بالخروج عن منهج الوسطية والاعتدال والرفق الذي جاء به نبي الإسلام (ص)، فالإحساس بالخطر أمر يجب أن يستشعره الجميع، ليكونوا أكثر يقظة وحذرا، وتكون تصرفاتهم أكثر وعيا ومسئولية.

وذكر الجودر أن البحرين بلد ينعم فيها أهل الإسلام بإيمانهم وأمنهم واستقرارهم، بلادكم هذه يلجأ إليها الخائفون، ويستظل في ظلها المستضعفون، أيادي أهلها تداوي جراح المسلمين وغير المسلمين في الداخل والخارج، أعمال بر وخير وإحسان من أبنائها لا ينكرها إلا مكابر، أيتام وأرامل، وفقراء ومستضعفون، ومشردون ومجروحون، لا يعرفون إلا أهل البر والإحسان من أبناء هذا الوطن، فبلادكم محفوظة بحفظ الله تعالى لها.

وأوضح أن البحرين اجتمعت لأبنائها منذ مئات السنين قيم الوحدة والتعايش، والألفة والمحبة، في نسيج اجتماعي فريد، علاقات أخوية، ومصاهرات أسرية، وزمالات دراسية ووظيفية، في بنيان مرصوص يشد بعضه بعضا، فهي محفوظة بعد حفظ الله تعالى لها بتكاتف ولاة أمرها وعلمائها ودعاتها ومفكريها وساستها، الذين يقفون في وجه كل من يريد العبث بأمنها واستقرارها، ويتصدون لكل السهام الطائشة لتقويض منجزاتها ومكتسباتها، وما التصدي الأخير للدعاوى الإيرانية المريضة إلا أكبر دليل على وحدتها وتماسكها، لا نقول ذلك غرورا ولا زهوا، ولكن هذا نابع من إيماننا بالله تعالى أولا، ثم بقيادتنا السياسية والدينية وفئات المجتمع، فمن يقوم على المسكين والفقير والضعيف والمظلوم لا يخزيه الله أبدا، والعاقبة للمتقين.

وبين أنه من هنا فإن الفتن والسموم والأدواء التي تنثر اليوم في ساحاتنا تستوجب منا جميعا أن نقف في وجه كل تلك الدعاوى الباطلة، والأفكار الدخيلة، وأن نمسك على أيدي شبابنا وناشئتنا حتى لا يتحولوا إلى معاول هدم وأداة تخريب في نسيج هذا الوطن الاجتماعي.

وقال لقد عانى العالم بأسره بعد حوادث الحادي عشر من سبتمبر (2001م) من آثار الفكر التكفيري والإرهابي، سبعة أعوام والعالم يعاني من ويلات الحروب والدمار، وما ذلك إلا بسبب سياسة الإدارة الأميركية السابقة بقيادة جورج بوش الابن، اعتداء وعدوانا وترويعا وسفكا للدماء ونشرا للفوضى، قابلته دعاوى وأفعال تخريبية وتدميرية مريضة، في مسلك وحشي رخيص، ومنهج إجرامي دنيء، دافعها أفكار مضللة، ومبادئ منحرفة، ومفاهيم للدين مغلوطة، وإلا بالله عليكم أي عقل يرضى بنشر الفوضى؟!، وأي عقل يدافع عن مهدري الحقوق والأرواح؟!، وأي عقل يبرر تفجير النفس وترويع الآمنين وقتل الأطفال والنساء والعجزة في الأسواق والمدارس والطرقات بدعوى أنها استشهاد في سبيل الله؟.

واستشهد الجودر على حرمة ذلك بقول الله تعالى في محكم تنزيله: «وَلا تَقْتلوا أَنْفَسكم إنَّ الله كان بِكُم رحيما*ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا» (النساء:29، 30)، وعن رسول الله (ص) قال: «لايزال المرء في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما» أخرجه البخاري.

وقال إنها أعمال سيئة، ومفاسد عظيمة، تثير الفتن، وتولد الأحقاد، وتزرع العداوات، وتدمر الطاقات، أعمال تبعد البشرية عن الإعمار والبناء، وتؤخر الإنسانية عن الإصلاح والنماء، وتفتح أبواب الشر والحقد والكراهية بين بني البشر، وقد تكون بابا لتدخلات خارجية، مؤكدا الحاجة اليوم إلى إغلاق كل الأبواب المؤدية إلى الفتن، يجب أن نقول للمخطئ أخطأت وإن كان من بني جلدتنا وممن يتحدث بألسنتا، يجب ألا نخاف في الله لومة لائم، فإن أبشع ما تتعرض له أمتنا اليوم هي دعاوى التكفير والإرهاب والتطاول والخروج على القانون، يجب أن نفعل كل الأدوات التي تحفظ لنا أمننا واستقرارنا، فإن أوطاننا أمانة في أعناقنا.

العدد 2367 - الجمعة 27 فبراير 2009م الموافق 02 ربيع الاول 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً