موقف مملكة البحرين من موقف المملكة العربية السعودية. هذه قضية ثابتة لا جدال فيها فأمن السعودية هو أمن مملكتنا وكل ما يمس المملكة العربية السعودية يمس البحرين. ما أقوله ليس مجاملة. قد نختلف في مسائل جزئية هنا أو هناك ولكننا نلتقي على أن التاريخ والاسلام والمصير واحد لا يتجزأ لاننا كلنا في ركاب واحد، لهذا ينبغي ان نقف جميعا موقفا واحدا قويّا داعما للسعودية كما يقف اليوم الشعب السعودي مع مملكته للحفاظ على أمنها. ولو قرأنا الواقع السعودي سنجد أن هناك من الشعب وبشتى اطيافه من يطالب بإصلاحات وبمزيد من الانفتاح وخصوصا في ظل هذا العالم المتغير ولكنهم جميعا يتفقون على الوحدة الوطنية وضرورة الوقوف صفا واحدا ضد أي تآمر من الخارج ايا تكن صوره أو مسمياته. قبل اشهر وجهت إلي دعوة لالقاء كلمة في محفل علمائي في منطقة القطيف في ديوانية الشيخ حسن الصفار. القيت هناك كلمة تناولت عبرها قضايا كثيرة لكني - لا اخفي عليكم - اني سررت كثيرا لذلك الاعتدال وذلك التوازن الذي يحمله الشيخ ومعه ايضا بقية العلماء فكانوا يركزون على مسألة الوحدة الوطنية وضرورة التلاحم امام الأزمة التي مازالت تتعرض لها السعودية.
لا أحد يستطيع ان يشكك في أهمية الدور الريادي الذي تلعبه المملكة العربية السعودية في خدمة المنطقة وفي تماسك النسيج السياسي لدى دول الخليج. للبحرين علاقة وطيدة مع السعودية منذ أمد بعيد ولكن بعد تقلد جلالة الملك مقاليد الحكم اصبحت العلاقة أكثر متانة وقوة وكل ذلك يعزز العلاقة بين الشعبين الكريمين. قبل فترة ذهبت وفود من مناطق عدة من السعودية ومن القطيف ايضا الى السلطة لتسجيل موقف وطني بإدانة ما يمارس من عنف وارهاب ضد السعودية. هذا الموقف يجب ان يعزز دائما، وهو يثبت ان الشعب بكامله داعم للاصلاحات القادمة في السعودية والتي تأتي من ارادة الشعب والحكومة وليس من إملاءات احد من الخارج فهناك فرق كبير ما بين الدعوات السلمية التصحيحية وما بين القتل او الذبح. لقد اثبتت التجربة ان البضاعة الفكرية التي نقدمها إلى الشباب يجب ان تكون معتدلة وتسمح بالتعددية، فالخطاب التكفيري من اي فصيل او مجموعة يؤدي إلى احراق المجتمع وقلما تجد فصيلا او حزبا او مجموعة لا تعاني من مثل هذه الخطابات التكفيرية وان كانت بأشكال مختلفة او بنسب متفاوتة، فخطاب الاقصاء محل ابتلاء لدى الجميع بمن فيهم الديمقراطيون او الماركسيون فمتى اختلفوا كفروا بعضهم بعضا.
يجب ان نمد يد العون إلى السعودية بالقول والفعل والكلمة وبما نملك فليس هنالك نعمة أكبر من الأمن، والفتنة اذا وقعت في مكان لا تقتصر عليه ولها تأثير على مستويات كبرى. ما يحدث في فلسطين يؤثر على كل العالم وما حدث في العراق اليوم له انعكاس على الجميع ولكن من الخطأ ان نقف موقف المتفرج... علينا ان نركز الوطنية في ابنائنا، علينا ان نعيد قراءة الخطاب كما يجب على الأنظمة ان تعمل على بسط الديمقراطية وترسيخ حقوق الانسان وتثقيف المجتمعات ومراكز المجتمع المدني بثقافة التعايش وثقافة التسامح حتى لا يقع مثل هؤلاء الشباب ضحية في يد مثل هذه الفئات. لا شك ان في الولايات المتحدة مسئولين من الصهاينة مازالوا يدفعون عبر الصحافة للضغط على السعودية بوسائل مختلفة لاضعافها. فـ «إسرائيل» مازالت تعمل لاضعاف الدول القوية في العالم العربي لتكون هي اللاعب الأوحد. قد نختلف او نلتقي مع بعض سياسات هذه الدول، قد تكون لدينا ملاحظات او مطالب حقوقية هنا أو هناك ولكن ذلك يجب ألا يدفعنا إلى قبول المؤامرات التي تحاك ضدها وحتى بالنسبة إلى ما يسمى بمشروع الشرق الأوسط الكبير، فليس لاميركا منة علينا نحن في البحرين، فالاصلاح الذي تم في البحرين كان اصلاحا من الداخل جاء وفق نضال شعب وارادة ملك وهو سبق موجة دعوات الاصلاح التي يروج لها الاميركان اليوم ولله الحمد لا منة للأميركان علينا في ذلك
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 648 - الإثنين 14 يونيو 2004م الموافق 25 ربيع الثاني 1425هـ