لقد راهن الكثير على انهيار الحركة التعاونية الاستهلاكية نتيجة للصعاب والمشكلات التي واجهتها على رغم أن الجمعيات التعاونية كانت مولودا صغيرا ترعرع وحيدا من دون سند ولا مساعدات تذكر، وتعرض لمشكلات وصعوبات كبيرة... منها المنافسة غير المبررة واحيانا غير الشريفة، إذ إنه مطلوب من الجمعيات التعاونية المساهمة في تطوير ومساعدة المناطق التي توجد فيها والتبرع إلى الهيئات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني... والمنافس لهذه الجمعيات (من برادات غالبيتها يديرها أجانب) ارباحها تذهب إلى زيادة امكاناتها والتفنن في منافسة الجمعيات والقضاء عليها والجهات الرسمية لا تحرك ساكنا في هذا المجال. بالاضافة إلى انعدام الوعي التعاوني لدى اعضاء التعاونيات خصوصا والمواطن بشكل عام. ولا ننسى عدم وجود الخبرة لدى إدارات الجمعيات حديثي التكوين ما أدى إلى عدم تمكن هذه الادارات من التنبه إلى المخاطر المحيطة بالجمعيات وبالتالي تفادي هذه العواصف التي تتعرض لها الحركة التعاونية، ما ادى إلى انهاك بعض الجمعيات وإغلاقها، والضعف والوهن الذي أصاب البعض الآخر.
ولكن اصرار مجالس بعض هذه الجمعيات والتفاني في خدمة الحركة التعاونية والمجتمع مكن هذه الجمعيات من الصمود والعودة إلى الربحية بعد أن لازمتها الخسائر. ومن بين هذه الجمعيات... جمعية عالي الاستهلاكية التعاونية التي تأسست العام 1986، ونتيجة للعمل الدؤوب للإدارة في بداية حياة الجمعية تمكنت من الحصول على الارباح وتوزيعها حسب قرارات وزارة العمل والشئون الاجتماعية ولكن هذا الوضع للأسف لم يدم طويلا نتيجة لما ذكرناه سابقا من المنافسة الشرسة وقلة الكادر التعاوني وعدم وجود الوعي لدى الاعضاء... فلم يدم نجاح الجمعية طويلا فأخذت الخسائر تتوالى، ما شكل مؤشرا خطيرا تنبهت له الإدارة فقررت إغلاق السوق الاستهلاكية والتركيز على محطة الوقود التي تشغلها الجمعية بشروط قاسية من حيث الربحية والتصرف في المحطة والذي انعكس على زيادة ارباح شركة النفط كلما زادت المبيعات وتقل أرباح الجمعية، وهذا ينطبق على جميع الجمعيات - ولا يحق للجمعية وضع اعلانات ذات مدخول للجمعية وبالعكس الشركة هي التي تضع الإعلانات وتحصل على مردودها وتعطي الجمعيات 100 دينار سنويا ثمنا للكهرباء... بالاضافة إلى أخذ نسبة على كوبونات بابكو التي يتزود بها سواق الحكومة، هذا مع اخذ ثمن جلب (حمولة) شحنة المحروقات.
لقد عملت جمعية عالي على تنويع مدخولها، فجاء اتفاقها مع بنك البحرين الوطني لفتح فرع في منطقة عالي بداية الى مشروع كبير نفذ الجزء الصغير منه ألا وهو البنك، وبقي الجزء الاكبر من المشروع وهو عبارة عن عمارة بها متاجر متعددة الاغراض بالاضافة إلى حوالي 28 شقة يمكن أن تساعد الكثير من الاهالي في السكن، وكذلك تمكن الجمعية ماديا لكي تستطيع مد يد العون إلى المؤسسات الحكومية والاهلية التي تعمل في المنطقة، طبعا نواجه مشكلة كبيرة الا وهي التمويل على رغم من ان المشروع ناجح وهذا ما اثبتته دراسة اعدتها اللجنة المالية في هذا الشأن... نداء إلى جميع المصارف وشركات التمويل ان تساعدنا في إنجاز مشروعنا الكبير.
ونحن في جمعية عالي التعاونية الاستهلاكية مسرورون بالإعلان عن الاتحاد التعاوني الحلم الذي عملنا له كثيرا مع الجمعيات الأخرى... ونحن نعول كثيرا على هذا الاتحاد لتمكين الجمعيات التعاونية وخلق قوة مساندة للحركة التعاونية في الاوساط الأهلية والحكومية لما لهذه الحركة من دور كبير يمكن ان تلعبه في المجتمع إذا تمكنت واعطيت الفرصة للنهوض بالعمل التعاوني.
بالاضافة إلى ان الاتحاد يمكن ان يلعب دورا في صقل الكوادر التعاونية بالمعرفة والعلم في مجال الادارة والتجارة والاقتصاد، ومساعدة الجمعيات التعاونية على حل الكثير من المشكلات التي تواجهها لتساعد في النمو الاقتصادي واداء دورها المرجو في المجتمع.
رئيس مجلس إدارة جمعية عالي التعاونية الاستهلاكية
العدد 647 - الأحد 13 يونيو 2004م الموافق 24 ربيع الثاني 1425هـ