ركزت قمة مجموعة الثماني التي اختتمت أعمالها يوم الخميس الماضي في سي آيلند بولاية جورجيا الأميركية على ملف الإصلاح السياسي والاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط وأعطت الوضع في العراق المزيد من الاهتمام، فيما لم تركز على تطورات ومستقبل الأوضاع في فلسطين الأمر الذي أثار خلافا بين الأميركيين والأوروبيين الذين يعتقدون أن مفتاح الحل يبدأ من النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي.
وفيما يلي برامج العمل والمبادرات والبيانات الرئيسية التي تبناها قادة مجموعة الثماني.
الشراكة من اجل التقدم ولمستقبل مشترك مع الشرق الأوسط الموسع وشمال إفريقيا: تعتبر هذه الوثيقة من وجهة النظر الأميركية أهم إنجاز حققته القمة. وفيها يؤكد قادة الدول الثماني أنهم «واثقون من أن السلام والتنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والازدهار والاستقرار في دول الشرق الأوسط الكبير تشكل تحديات لنا ولمجمل الأسرة الدولية».ويقول القادة، «بالتالي نعلن تأييدنا لإدخال إصلاحات ديمقراطية واجتماعية واقتصادية صادرة من تلك المنطقة». وفيما يتعلق بالعراق، يشكل تخفيض الديون مسألة «أساسية» ينبغي أن تتم مع الأخذ بالاعتبار «تحليل صندوق النقد الدولي» مع العمل على «تحقيق هذا الهدف في 2004». ترافق هذا الإعلان السياسي خطة لدعم الإصلاحات تتضمن تدابير لإنشاء شركات صغيرة ومتوسطة لمكافحة الأمية.
الشرق الأوسط: طلب قادة مجموعة الثماني من اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، عقد اجتماع في المنطقة قبل نهاية يونيو/ حزيران للعمل على دفع مفاوضات السلام المجمدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وقال قادة الدول الثماني في البيان المشترك إن «مجموعة الثماني تعتبر خريطة الطريق الأداة التي ستقود إلى حل الأزمة (...) وفي هذا السياق تدعو اللجنة إلى الاجتماع في المنطقة قبل نهاية هذا الشهر».
إلا انه لم يتم تحديد موعد ومكان انعقاد اللجنة ولا مستوى التمثيل في هذا الاجتماع. وحسب دبلوماسيين أميركيين فان الاجتماع لن يعقد على مستوى وزراء الخارجية بل على مستوى مساعديهم المكلفين هذه المشكلة الذين يجتمعون بانتظام أساسا.
وأكد مسئول أميركي رفض الكشف عن اسمه ان «ذلك لن يخرج عن الإطار المعتاد» في مسعى منه إلى التقليل من شأن التوقعات.
دارفور، السودان: طلبت مجموعة الثماني من الحكومة السودانية حل الميليشيات الناشطة في منطقة دارفور ودعت جميع الأطراف المعنية بالنزاع إلى العمل من أجل التوصل إلى حل سلمي.
خطة مكافحة انتشار اسلحة الدمار الشامل: تنص خطة العمل هذه على تعزيز تدابير مكافحة نشر المواد النووية وتبدي «مخاوف جدية» خصوصا إزاء مساعي كوريا الشمالية لتطوير السلاح النووي. وتؤكد الخطة كذلك أن قادة مجموعة الثماني «يبقون متحدين في تصميمهم على حل المشكلات التي يطرحها تقدم البرنامج النووي الإيراني».
خطة المساعدة على التنمية بمساهمة القطاع الخاص: هذه الخطة التي تندرج في إطار فكرة أوسع للأمم المتحدة والمؤسسات المالية الدولية، ينبغي أن تؤدي بصورة خاصة إلى خفض كلفة تحويل أموال المغتربين إلى بلادهم الأصلية، وتحسين «مناخ الأعمال»، وتطوير أسواق مالية محلية أو إتاحة حصول المقاولين على تمويلات صغيرة.
وأكد قادة مجموعة الثماني أن «إفساح المجال أمام القطاع الخاص لمساعدة الفقراء على تحقيق الازدهار ينبغي أن يتم دمجه بصورة منتظمة مع جهود المساعدة على التنمية». وأضافوا أن «هذا التوجه يستكمل المساعدة الرسمية للتنمية التي تظل أساسية لاجتثاث الفقر».
مبادرة بشأن سلامة النقل: تهدف خطة العمل هذه إلى تحسين سلامة النقل في وقت لا تزال الهجمات الإرهابية تشكل «تهديدا كبيرا» على المسافرين والتجارة العالمية.
وجاء في الوثيقة إن «أعضاء مجموعة الثماني يؤيدون تحسين القوانين وتحديث الإجراءات وتبادل المعلومات بهدف القضاء على التهديدات وتخفيض الكلفة والمساهمة في ضمان حركة انتقال آمنة للركاب والبضائع».
وتشدد المبادرة كذلك على احترام حق الحياة الخاصة. وتنص على تطبيق 28 نقطة محددة تم تصنيفها تحت أربعة عناوين ومنها خصوصا وضع تشريعات دولية في مجال وثائق الهوية أو تبادل المعلومات في الوقت الفعلي.
جولة الدوحة، منظمة التجارة العالمية: جاء في هذه الوثيقة «نحن مصممون على التقدم سريعا بحلول نهاية يوليو/ تموز للتوصل إلى اتفاق إطار بشأن المسائل الأساسية» في جولة الدوحة.
تمديد مبادرة تخفيف ديون الدول الفقيرة الأكثر مديونية: أيد قادة المجموعة تمديد برنامج تخفيف الديون للدول الأكثر فقرا والأكثر مديونية لمدة سنتين حتى نهاية 2006.
الإيدز، شلل الأطفال والمجاعة في القرن الافريقي: دعا قادة مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى العلماء والباحثين إلى توحيد جهودهم لإنشاء «كونسورسيوم عالمي» لدفع الأبحاث في اتجاه التوصل إلى لقاح مضاد للإيدز. وحددوا نهاية العام 2005 موعدا للقضاء على شلل الأطفال، كما وعدوا ببذل جهود «لكسر دوامة الفقر في القرن الافريقي».
الحفاظ على السلام: تبنت المجموعة خطة عمل لتطوير عمليات حفظ السلام في العالم ولا سيما في إفريقيا عبر تدريب وتجهيز 75 ألف جندي يتولون مثل هذه المهمات بحلول العام 2010.
يذكر أن اللجنة الرباعية أعدت خطة السلام «خريطة الطريق» التي تنص على إقامة دولة فلسطينية مستقلة في نهاية العام 2005 مبدئيا. وبقيت «خريطة الطريق» حبرا على ورق حتى الآن وتحاول واشنطن إقناع مجموعة دولية متشككة إلى حد كبير في احتمال أن تؤدي مخططات رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون الآحادية الجانب للفصل مع الفلسطينيين إلى تحريك الأمور.
وهذه المرة لم يتحدث بوش حتى عن النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني في مؤتمره الصحافي الختامي الذي طغى عليه الوضع في العراق ومخططاته للمساعدة على إرساء الديمقراطية في العالم العربي-الاسلامي، لكن عدم اكتراث الولايات المتحدة على ما يبدو بهذا الملف إذ لها نفوذ مؤثر، أثار قلق بعض القادة الأوروبيين. فمن جهته اعتبر رئيس المفوضية الأوروبية رومانو برودي أن النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني، «اكبر النزاعات»، يبقى أول موضوع يثير قلقا في الشرق الأوسط حتى قبل العراق. والمح برودي إلى انه يتوقع أن تمنع الانتخابات الرئاسية الأميركية المرتقبة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل واشنطن من الضغط على حليفها الإسرائيلي وان تعرقل البحث عن تسوية متفاوض عليها. وتابع «إذا سئلت عن وجود احتمال قوي للتوصل إلى حل قبل الانتخابات الاميركية فاقول (لا)».
من جهته اعتبر الرئيس الفرنسي جاك شيراك انه يجب إظهار تصميم اكبر على استئناف عملية السلام. وأضاف عند بدء قمة سي آيلند «علينا تسريع أو حتى فرض تطبيق خريطة الطريق». وعلى غرار برودي، اعتبر أن إحراز تقدم في هذا النزاع يشكل «مقدمة» لإدخال إصلاحات إلى الشرق الأوسط
إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"العدد 647 - الأحد 13 يونيو 2004م الموافق 24 ربيع الثاني 1425هـ