العدد 646 - السبت 12 يونيو 2004م الموافق 23 ربيع الثاني 1425هـ

العرب والمسلمون واللوبي المفقود

يوسف البنخليل comments [at] alwasatnews.com

بينما نحن نعيش هذه الأيام في جدال دائر بشأن مشروع الشرق الأوسط الكبير، وكيفية إصلاح الأنظمة العربية، وعلاقتنا ببعض القوى العظمى والكبرى في النظام الدولي مثل الولايات المتحدة وبريطانيا اللتين تحتلان العراق، هناك مشهد إيجابي يستحق الوقوف إزاءه، وبحث علاقتنا به.

فقد شهد يوم أمس الأول احتفالا تاريخيا لدى مسلمي الولايات المتحدة الأميركية بمناسبة مرور 10 سنوات كاملة على تأسيس مجلس العلاقات الإسلامية - الأميركية «كير» والذي تأسس في يونيو/ حزيران العام 1994 بموازنة لا تتعدى 10 آلاف دولار فقط، وهو طبعا مبلغ ضئيل للغاية بالنسبة إلى جماعات الضغط في الولايات المتحدة التي تبلغ موازناتها عشرات الملايين سنويا.

وخلال عقد كامل استطاع المجلس أن يحقق الكثير من الإنجازات، فقد افتتح 26 مكتبا وفرعا إقليميا في مختلف الولايات الأميركية وكندا، يعمل بها عشرات الموظفين المتفرغين. كما توسع المجلس في أنشطته فشملت برامج عمله الإعلام، الحقوق المدنية والشئون الحكومية والقانونية والبحوث والدراسات لتوعية المؤسسات الأميركية المختلفة باحتياجات مسلمي أميركا الدينية وحقوقهم المدنية. واستطاع أيضا أن يدرب المسلمين هناك على أدوات العمل السياسي والإعلامي والحقوقي والقانوني. وأصبح أكبر منظمة إسلامية في الولايات المتحدة، إذ يستقبل 750 شكوى سنويا تتعلق بالتمييز ضد المسلمين، وازداد العدد بعد حوادث 11 سبتمبر/ ايلول ليصل إلى أكثر من 1750 شكوى في العام الماضي.

كما دافع المجلس - بشكل مستمر - من أجل صون حقوق المسلمين لدى كبرى الشركات الأميركية التي أساءت للمسلمين، وخصوصا الشركات الإعلامية الضخمة. ولديه الآن عدة نشرات إخبارية يومية تصل إلى نصف مليون أميركي تتضمن مواقف مسلمي أميركا إزاء مختلف القضايا، وساهم في نشر هذه المواقف لدى أبرز الصحف الأميركية.

ومازلت أذكر بعد مرور عام كامل على حوادث سبتمبر، وتحديدا في سبتمبر 2002 عندما قام المجلس بمبادرة إعلامية ضخمة لمواجهة تشويه صورة الإسلام في أميركا، بعنوان «تعرف على حضارة الإسلام وثقافته» وتضمنت المبادرة تزويد 16 ألف مكتبة أميركية عامة بمجموعة مختارة من الكتب والمواد العلمية عن الإسلام والمسلمين، استطاع حتى الآن أن يزود 7500 مكتبة عامة بكلفة تفوق 1,2 مليون دولار أميركي.

وطبعا لا يسع المجال لبيان إنجازات مجلس العلاقات الإسلامية - الأميركية ومعوقاته، ولكن لابد للمجتمعات العربية والإسلامية رد الاعتبار إلى المنظمات العربية والإسلامية في الولايات المتحدة، باعتبارها من أنجع الوسائل للحصول على تأييد الدوائر الأميركية الرسمية إزاء قضايانا العربية والإسلامية.

ففي الوقت الذي تحرص فيه الحكومات العربية والإسلامية، وكذلك مؤسسات المجتمع المدني، وخصوصا الجمعيات الخيرية على جمع التبرعات للمنكوبين وبناء المساجد والمدارس في أرجاء العالم الإسلامي، فإنها تتجاهل بشكل مخجل دعم التنظيمات السياسية العربية والإسلامية في الولايات المتحدة وتقديم التبرعات لها، وهي التي بإمكانها إحداث تغيير كبير في توجهات السياسة الخارجية الأميركية بما يعود علينا بالنفع. وإذا كانت هناك حالٌ من عدم ثقة بالأدوار التي تقوم بها هذه المنظمات، فلابد من الإشارة إلى أن «كير» استطاع في العام 2000 تشكيل أول كتلة انتخابية موحدة للمسلمين الأميركيين، وخبرتهم السياسية مازالت في ازدياد

العدد 646 - السبت 12 يونيو 2004م الموافق 23 ربيع الثاني 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً