تناقلت الصحف أخيرا، موضوعا مهما عن إحدى وزارات الدولة وأصبح معلوما للجميع أن الوزارة المقصودة هي وزارة الصناعة... ونحن هنا لنا عدة وقفات وآراء نريد طرحها حتى يتبين للرأي العام الصورة الحقيقية الشاملة لهذه المشكلة...

لابد أن نعرف أن وزارة الصناعة موجودة في البحرين لا لشيء، ولا أحد يمكن أن يناقش أو يفهم ما وظيفتها مع كل عوامل التداخل في المسئولية بينها وبين وزارة النفط... والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل مصنع تكرير النفط يقع تحت سيطرة وزارة الصناعة؟... طبعا لا...

وهل مصنع الألمنيوم يقع تحت سيطرتها؟ طبعا لا ...

وهل مصنع البتروكيماويات يقع تحت سيطرتها؟... لا أيضا ...

وهل مصنع غاز البحرين يقع تحت سيطرتها؟... بالتأكيد لا...

هذه هي كل المصانع الرئيسية التي نعرفها في مملكة البحرين وإن كانت ليست تحت مظلة وزارة الصناعة، إذن ما مسئوليات هذه الوزارة؟ هل هي المناطق الصناعية فقط؟... وإن كانت كذلك فهل هي حقيقة مسيطرة على المناطق الصناعية التي من المفترض أن تكون أراضي مملوكة للدولة ويتم تأجيرها بمبالغ رمزية لأفراد أو شركات أهلية لإقامة مشروعات صناعية عليها؟... هذا هو المفروض... ولكن الواقع غير ذلك لأن بعض هذه الأراضي مؤجرة لأفراد يستخدمونها في غير الصناعة... مكاتب مثلا أو سكن عمال أومخازن ويدفعون مقابلا ماديا تافه لا يمكن حتى كتابته لأن سعر الحبر أغلى منه... وهناك بعض الأراضي الكبيرة في منطقة ميناء سلمان مؤجرة إلى أشخاص ومنذ مدة طويلة لغرض إقامة صناعة تعتمد على ماكينة واحدة لا يتعدى سعرها ألفي دينار بحريني...

وهناك أراض كثيرة تؤجر من الباطن... هذه هي مسئولية وزارة الصناعة التي يتكلم عنها الناس وهي تسكن في مبنى مؤجر وتستأجر مبنى آخر في ضاحية السيف تابعا لإدارة الأوقاف الجعفرية وتدفع إيجاره كاملا ولمدة أكثر من عام من دون استغلاله... فهو مبنى فاض ولا نعلم لماذا استؤجر؟... كان هذا أولا.

من ناحية اخرى فأنا لا أفهم لماذا الهجوم على بعض المسئولين واتهامهم بالمحسوبية وتوظيف وترقية الأهل والأقارب؟... هذا شيء طبيعي في البحرين ومعمول به في جميع الوزارات والهيئات... التوظيف والتنصيب دائما يكون بحسب المعرفة وبحسب النسب والقرب، وليس بحسب الشهادات والكفاءات وهو شيء نراه جميعنا وبوضوح...

أخي وحبيبي ونسيبي وصديقي يعني أحبك آه فيه شغل ومنصب كبير... أما غير ذلك فلا يعني اتفضل واتسهل ما عندنا عمل لك... وأحيانا شر البلية ما يضحك - فيكون العذر أن الشهادات التي يمتلكها طالب الوظيفة عالية جدا ولا يوجد لها وظيفة شاغرة، مع أن هناك الكثير من الموظفين الكبار الذين لا يملكون شهادات أكاديمية، بل ان بعضهم نجح في الشهادة التوجيهية بالموت وبطلعة الروح هذا إذا كان لديه الشهادة التوجيهية...

وأنا أعرف أشخاصا يحملون الكثير من الشهادات العليا من أكثر من دولة عربية وأوروبية ولديهم الخبرة والكفاءة ويتمنون الحصول على عمل يخدمون به وطنهم وأهلهم، وقد طرقوا الكثير من الأبواب ولكن من دون فائدة. والسبب أنهم ليسوا الحبيب ولا القريب ولا النسيب والجواب لهم معروف... تسهلوا ما في عمل... وهناك الكثير والكثير من هذه الأمثلة في البحرين... خطأ التوظيف وإعطاء المناصب لمن لا يستحقها مع وجود الشخص المناسب وصاحب الكفاءة منتشر بكثرة، ويمكن للعين المجردة رؤيته بوضوح وفي أماكن عدة