العدد 645 - الجمعة 11 يونيو 2004م الموافق 22 ربيع الثاني 1425هـ

خطة الدول الثماني للشرق الأوسط وشمال إفريقيا

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

وهكذا أفصحت الدول الثماني عن «خطة» من أجل إصلاح الشرق الأوسط، وهي تحمل في مضمونها تنازلات من الجانب الأميركي وتنازلات من بعض الدول التي مازالت تخشى أن يساء فهمها على رغم أهمية دورها، وأقصد بذلك ألمانيا. فرنسا نجحت في إعادة الاعتبار لشمال إفريقيا كهوية منفصلة، وأميركا نجحت في إضافة أفغانستان وباكستان إلى ما تسميه «الشرق الأوسط الكبير». وهكذا أصبح عنوان المبادرة - كما نشرت ذلك صحيفة «الحياة» أمس: «شراكة من أجل التقدم ومستقبل مشترك مع منطقة الشرق الأوسط الكبير وشمال إفريقيا».

الخطة تحتوي على أربعة أقسام، هي: تكوين منبر بين الدول الثماني للاشراف على مشروعات الاصلاح في الشرق الأوسط تحت عنوان «منبر من أجل المستقبل»، ومن خلال هذا المنبر تعمل الدول الثماني على تنسيق جهودها المبعثرة حاليا. القسم الثاني يتحدث عن «توسيع الديمقراطية وتوسيع المشاركة العامة في السياسة والحياة العامة». والقسم الثالث يتحدث عن «بناء مجتمع المعرفة لمكافحة الأمية وترقية الأنظمة التعليمية والتقنية». والقسم الرابع يتناول «تسريع التنمية الاقتصادية وخلق وظائف عمل وتمكين القطاع الخاص وتوسيع الفرص الاقتصادية».

الخطة ذكرت اسم البحرين عدة مرات كما يأتي: أن البحرين عرضت (مع المغرب) لرعاية مبادرة التدريب للأعمال الحرة والتدريب المهني... وأن لدى بريطانيا مشروعا مدته ثلاث سنوات تنفذه في البحرين، ويسعى إلى تحسين أداء البرلمانيين، ويشمل ذلك إنشاء برلمان للشباب يرتبط بالبرلمان الشبابي (التدريبي) في بريطانيا... وأن أميركا تمول ترجمة 80 كتابا للأطفال في مدارس عدة دول من بينها البحرين... وأن أميركا توفر بعثات وتدرب مديرين تنفيذيين في عدة دول من بينها البحرين... وأن أميركا تمكِّن عدة دول من بينها البحرين للاستفادة من اتفاقات التجارة الحرة.

ربما كانت القائمة مختصرة، لأن بريطانيا لديها برامج أخرى في البحرين، مثل ورشات تدريبية لتمكين المرأة في الحياة العامة (وهناك فكرة بريطانية لاقامة مركز إقليمي لهذا الأمر في البحرين)، وهناك نشاط أميركي لدعم جمعيات المجتمع المدني، بما في ذلك نشاط بدوام كامل في البحرين للمعهد الوطني الديمقراطي (إن. دي. آي)، وزيارات عدة للمسئولين ونشطاء حقوق الانسان والصحافيين وغيرهم للاطلاع على التجارب السياسية في الغرب.

هناك موضوعات كثيرة عن الاصلاح في الشرق الأوسط، ونأمل أن تتواصل فيها التعليقات والحوارات، لأن ما يجري اليوم سيحدد مستقبلنا، سواء رضينا أم أبينا. ولعل الملاحظة الأولى التي تبادرت إلى ذهني وأنا اقرأ الخطة هي غياب الدور الألماني. فبريطانيا لها دورها الواضح في الخليج، وفرنسا لها دورها الواضح في شمال إفريقيا. أما ألمانيا فلم تذكر الخطة ما تقوم به في العالم الاسلامي.

ألمانيا هي الوحيدة التي خصصت دائرة كبرى في وزارة خارجيتها للحوار الجاد مع العالم الاسلامي، بما في ذلك الحركات الاسلامية، التي ترفض أميركا التعامل معها. وقد نظمت برامج عدة من بينها ندوة حوارية في لبنان أخيرا حضرها محسوبون على حزب اللّه وهو ما أزعج أميركا التي تنظر إلى حزب اللّه على أنه «منظمة إرهابية». غير أن وجهة النظر الألمانية هي الأصح، وهي وجهة نظر ترى أن أي إصلاح للشرق الأوسط لن يكون إصلاحا إلا إذا تم إشراك الحركات الاسلامية فيه. ونحن نؤيد هذه النظرة لأن الاسلاميين يسيطرون على الشارع السياسي في العالم الاسلامي، وأية محاولة لعزلهم لن تنجح ولن يتحقق الاصلاح... هذا إذا كانت النيّة هي الاصلاح

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 645 - الجمعة 11 يونيو 2004م الموافق 22 ربيع الثاني 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً