مؤلمة هي الأجواء في وزارة الصحة... أمراض غريبة ونادرة تجتاح المرضى، ولا علاج لهم! ولا يتم إرسالهم إلى الخارج إلا بعد أن تتصدر صورهم ومعاناتهم الصحف، بعضهم لا يجد صدى أو حتى مبالاة وتعاطف، في حين ان العلاج «حق» كفله الدستور، والمواثيق الدولية.

حسن فضل... يبلغ من العمر 22 ربيعا، يعاني من مرض نقص إفراز هرمون الباراثيرويد (hypoparathyroidism /هيبوباراثيرويد)، اكتشف مرضه منذ العام 1987، ولم يتم الاهتمام به سوى طبيبه غازي المحروس الذي حاول كسب «تعاطي الوزارة» إلا انه فشل في ذلك بسبب عرقلتها، في حين ان مرضه من الأمراض النادرة جدا، وظل يُكابد الآلام، وداوم على حضور المستشفى ليُحقن بالكالسيوم يوميا (وهذا علاج تقليدي للمرض) ما ادى الى عدم تمكنه من الانتظام في الجامعة، وتكرر انسحابه، وتوالي الانذارات عليه!

نشرت «الوسط» تحقيقا موسعا عن حال فضل، ولم تتلق ردا من أحد في الداخل! بينما هرعت جمعية Hypoparathyroidism Association Inc الأميركية إلى تبني ملف فضل والتكفل بعلاجه في نيويورك، إلا انها اشترطت تدبره لتكاليف السفر.

وفي الوقت الذي لم نتلق فيه أية رسالة «متعاطفة»، تلقى فضل الكثير من الرسائل «المتضامنة» من أميركا وأوروبا، عوضا عن ان جامعة كولومبيا الأميركية بصدد إجراء دراسة عن هذا المرض.

ميثم النشيط المُصاب بمرض «بهجت» لم يكن أفضل حالا من فضل، إذ تبنت الوزارة علاجه بعد نشر تحقيق مفصل عن حاله أيضا، إلا انه لم يلق الاهتمام المتوقع بعد بعثه إلى الخارج! وكان تعاطي الجمعيات الخارجية من السويد ولندن أكبر تفاعلا من الداخل!

هاني الذي يزن 450 كيلوغراما، لم يُلتفت لأمره إلا بعد أن تناولت «الصحافة» موضوعه! أما صلاح أحمد الذي يعاني من فتحة في بطنه نتيجة تسع عمليات فقد رفضت «الصحة» إرساله على رغم تقرير الطبيب المختص وموافقة مستشفى «تاتا» في الهند تحت حجة عدم وجود أمل لشفائه!

أسماء لمرضى، وأمراض تناولتها «الصحافة» بعضها وجد حلا، وبعضها لم يجد، وأمراض اخرى يلفها الصمت، ولم تُنشر على العلن بعد، وأصحابها يعانون من فقر العلاج! وان كان البعض يأمل خيرا في الوزيرة الجديدة، التي ينتظرها المزيد من الملفات، لمرضى لم تُنشر معاناتهم بعد.

الدستور كفل حق العلاج في مادته الثامنة التي تنص على أن «لكل مواطن الحق في الرعاية الصحية، وتعنى الدولة بالصحة العامة، وتكفل وسائل الوقاية والعلاج بإنشاء مختلف أنواع المستشفيات والمؤسسات الصحية».

العلاج «حق» لم يُحقق على الأرض بعد، ولابد ألا يرهن بما تنشره صحيفة هنا أو هناك... وهذا تحدٍ كبير أمام الوزيرة الجديدة