كلاعبين في السياسة يجب ألا نبيع وهما للناس، وان نكون صادقين معهم حتى لو أدى صدقنا معهم إلى رشقنا بالحجارة. لا بأس، فغدا يفهمون وخصوصا اذا لعبنا في ملعب متآكل يقتضي ان يعرف كل إنسان حجمه من دون ان يلغي وجوده أو يطالب باستحقاقاته.

لهذا نقول: ان هدفنا ان نعمم التجربة البحرينية، ونزيل تلك الأورام المتقرحة سنين، وذلك يحتاج الى وقت وجهد وفرق عمل ومال وعلم ومعرفة وعمل تطوعي، وان نكون حاضرين في كل مكان في المؤسسات، في المجالس البلدية، في الصحافة، وفي البرلمان علنا - نعم أقول علنا - علّنا نغيّر بعض الشيء.

بالأمس قرأت رد هيئة التقاعد على مقال كنت قد كتبته. الرد كان ضعيفا، وأقول للهيئة: أريد مستندات وأرقاما وأسماء ولا أريد عموميات عابرة... طرحت لكم وثائق... أريد وثائق، لقد تغافلتم في ردكم عن التفاصيل سواء في التبرعات أو المساعدات أو ذكرى اليوبيل الفضي أو قضية الطابق الـ 12. أنا سألت أسئلة محددة لا أريد أن أنشر اجاباتها. أريد الاجابات منكم... من مُنح مساعدات في الهيئة؟ من مُنح من خارج الهيئة؟ من هي المؤسسة التي قامت بالتأثيث؟ هل تمت عبر مناقصة؟ هل المناقصة تمت عبر الأطر القانونية؟ واذا كان ذلك كذلك فأريد ان أرى العطاءات المقدمة. كيف يتم منح الدرجات والرتب و... الخ. حتى المطبوعات فقد ذكرتموها عابرة، هكذا يا جماعة كتاب واحد يكلف 20 ألف دينار؟! لماذا لا تذكرون التفاصيل في كل هذه الموضوعات؟

لا أريد ان استرسل في الموضوع، ومن حقكم في ردكم ان تفاخروا بما تم في البرلمان عندما قلتم «كما هي البيانات ذاتها الموثقة التي تم تسليمها كمستندات الى لجنة التحقيق البرلمانية والتي تم اعتمادها بعد البحث والتقصي كدلائل موضوعية وواقعية أكدت سلامة وصحة الاجراءات الإدارية والمالية المتبعة في الهيئة من خلال الموافقة على التقرير المعد بناء على ما تم بخصوصها من قبل مجلس النواب بغالبية 29 صوتا». صحيح ان البرلمان صوت بغالبية 29 صوتا، ولكن الصحافة لم تصوت. واذا قبل بعض النواب لأنفسهم ان يعطوا صك غفران للملف فإن بقية المؤسسات لن تترك الأمر ولو لم يكن إلا لتوضيحه للمجتمع، هذا عن التقاعد.

أما عن وزارة الداخلية فقد استبشرنا خيرا بالبحرنة التي دعا اليها الوزير، هذا ما نتمناه وكل أملنا ان يعطي صورة جميلة للوزارة التي يتمنى ان يعمل فيها كل مواطن غيور على تراب وطنه حتى نغيّر تلك الصورة التي أخذناها عن الوزارة. تلك الصورة التي رسمها الروائي الكولومبي الحائز على جائزة نوبل غارسيا ماركيز في روايته «خريف البطريرك» والتي تكلم فيها عن حكم الجنرالات الصارم المؤلم «الذي لا شجر فيه يسطع ولا أرض تحبل ولا شعوب تتعلم أو تتأمل أو تتذكر... انها فقط تتناسل في الغرف المغلقة وتعيش في توابيت من رخام وتنتقل من فصيلة الانسان الى فصيلة النعام». هذه الصورة القاتمة للجنرالات ورجال الأمن موجودة في غالبية الدول وخصوصا الشرقية منها ولكن الأمل يراودنا بهذه القيادات الشابة التي تتطلع الى تغيير الصورة الى الأمن المنضبط والمتوازن.

لهذا أملنا في الوزير ان يقوم بتوظيف البحرينيين، وان يبادر بكسر ذلك الجدار الحديد من عدم توظيف ابناء الطائفة الشيعية، فنحن في الصحافة وصلتنا الكثير من الاسماء من الشباب والمتعلمين ايضا يطمحون ويأملون في الانتساب الى هذه الوزارة ووزارة الدفاع أيضا. وكل أملنا ان ندفع باتجاه تصحيح الوضع ورأب أي صدع وليس ببعيد حدوث ذلك في ظل هذه الأجواء الخيرة.

إن خطوة الغاء مستحقات الفواتير المتأخرة من على كاهل المواطنين هي خطوة تستحق التقدير، كما ان العمل على مشروع بناء حدائق للمنطقة الشمالية ومشروع ضخم للترفيه للمحرق هي خطوات لاشك ستصب في صالح المواطن، وكل الأمل ان تتم زيادة مثل هذه المبادرات لتكون متنفسا للمواطن.

إشارات

- ملف البعثات على الطريق، ونتمنى ان تتم العملية بأسلوب قائم على الشفافية وبالاسماء وليس بالأرقام الشخصية.

- العام الماضي وهذا العام كانت نسبة الرسوب في المرحلة الاعدادية في ارتفاع، والى الآن لم يتم وضع دراسة لهذا الأمر.

- عوائل كثيرة من البحرينيين انقطع رزقها بسبب حجز سفنها في الجارة قطر. هل من المنطق ان تبقى هذه العوائل جائعة طيلة هذه الأشهر؟

- الكادر الوظيفي لوزارة الاعلام كادر مؤلم وهناك من الموظفين من يعانون من تدني رواتبهم. الأجهزة قديمة وتحتاج الى استحداث والوزارة بحاجة الى وضع استراتيجية وفتح آفاق الحوار في البرامج.

- منطقتا الجنبية وسار خارجتان عن دائرة الاهتمام الرسمي فإلى متى تبقى بعض الشوارع الرئيسية بلا «تبليط»، كما ان الاهالي هنا يعانون من غياب حدائق عامة.

- أفراح نادي الشباب لم تكتمل حتى يتم الشروع في إنشاء ناد نموذجي يليق بانتصارهم، فالمنطقة الشمالية تحلم بنادٍ مثل بقية النوادي الكبيرة وخصوصا ان المنطقة يتكدس فيها عشرات الآلاف من السكان ولاشك ان ذلك يزيد احتقانات الشباب