العدد 643 - الأربعاء 09 يونيو 2004م الموافق 20 ربيع الثاني 1425هـ

في معرض والجيك... لوحات تتخفى في صور

المنامة - المحرر الثقافي 

تحديث: 12 مايو 2017

نظمت إدارة الثقافة والفنون مساء السبت الماضي 5 يونيو/ حزيران الجاري في متحف البحرين الوطني معرضا للمصور الفوتوغرافي توماس والجيك، إذ عرض صورا من الحياة البحرينية في تشابك مذهل بين الصورة الفوتوغرافية واللوحة الفنية، الأمر الذي جعل البعض يرى في هذه الصور لوحات تعبيرية قريبة من التصوير الزيتي، الا أنها بألوان الضوء والظلال.

ومع التأمل في تلك الصور الفوتوغرافية الملتقطة بعناية يلمح المتذوق تلك العلاقة الوشيجة بين التصوير الفوتوغرافي والرسم، وهو تداخل لم يقف عند حد اللوحة التشكيلية فقط وانما امتد حتى كون علاقة بين المسرح والصورة، فالمسرح الذي يعرض صورا متحركة من الحياة يتشابه مع عدسة المصور الفوتوغرافي التي تنقل جزءا من هذا الواقع، فتقوم بالتقاط صور إنسانية وكأنها على خشبة المسرح.

والشيء الملفت في هذه التجربة الأخيرة لوالجيك هو تلك الثنائية الجميلة بين الضوء والظل، فعملية التصوير التي لا يمكن أن تتم بدرجة عالية من الجودة من دون توافر كمية ونوعية مناسبة من الضوء - طبيعيا كان أو صناعيا - ارتبطت بحرفية تصويرية استطاع من خلالها المصور الجمع بين الضوء والظل فكان التوفيق حليفه اذ استطاع من خلال الضوء والظل أن يكسب الصورة الفوتوغرافية أهمية كبيرة لأنها كشفت عن دور مهم. اذ كانت الصور المعروضة وسيلة مهمة في تسجيل المحطات المختلفة من حياة الإنسان البحريني ووسيلة من وسائل التعبير الفني، ووثيقة تشهد على محطات من حياته. إذ تظهر الصور نبض الشعب البحريني وحسه بالحياة وشيئا من حياته اليومية مع التركيز على لقطات من حياته العامة، والأمكنة التي يوجد فيها.

فاستطاع والجيك تقديم صور ناجحة نتيجة تعرفه على الثقافة التكنولوجية والقدرة التي تمتلكها العدسة والوظائف التي يمكن للكاميرا تأديتها، فوصل هدفه بيسر وسهولة، عن طريق تعرفه على الثقافة البصرية التي جعلته قادرا على تطوير الحس الفني لعينه المصورة، فبنى صوره بناء فنيا مدروسا، ولاشك في أن الخبرة الطويلة لهذا المصور والتي امتلكها من خلال تحصيله الذاتي ومن خلال زيارته للمعرض الفنية سواء تلك المقامة للصور الفوتوغرافية أو اللوحات التشكيلية كان لها الدور الكبير في ذلك.

ولاشك في أن والجيك في معرضه الأخير كان حريصا على الابتعاد عن المجاملات والتعاطف مع الذات والتقيد بالواقعية تقيدا صارما، فرسم استراتيجيته المناسبة عن طريق تحديد جسم الكاميرا المناسبة والعدسة المناسبة والفيلم المناسب والوقت المناسب والزاوية المناسبة، فاستطاع توليف كل هذه الجزئيات في انجاح الصور الملتقطة. فوجدناه يختار صورا داخلية من البيوت البحرينية القديمة والحديثة، فمثل في احداها امرأتين تطبخان الطعام على الطريقة التقليدية القديمة، وامرأة منهمكة في صنع الحصير، وهناك صورة أخرى ومن زاوية أخرى للدار التقطت فيها أدوات قديمة، حتى اذا خرج خارج الدار التقط صورة لأطفال يمسكون بالمصابيح القديمة المسماة بالفنر، وصورة أخرى لطفل يطل من شبابيك أحد البيوت القديمة





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً