العدد 2367 - الجمعة 27 فبراير 2009م الموافق 02 ربيع الاول 1430هـ

المالديف... جزر الرومانسية والجمال

السفر إلى مكان أقرب للخيال، يتمثل الكمال بألوانه وأجوائه، ويسحر العيون والأذهان بتفاصيل طبيعته وهدوئه، وتستثير شواطئه الرملية البيضاء أبصارنا لتعيد صوغ مفاهيمنا عن الجمال... يتحقق ذلك فقط عند زيارة جزر المالديف، أرخبيل المنتجعات الساحرة، والمياه البلورية الشفافة الصافية، القابعة بهدوء وسكون وسط أمواج المحيط الهندي، جنوب غرب سيرلانكا.

جزر المالديف وعاصمتها ماليه، لا حضور للتضاريس الجغرافية فيها، فلا وجود لجبل أو هضبة أو واد. تتألف من مجموعة من الجزر المتفاوتة الأحجام، غالبيتها غير مأهولة، وعدد كبير منها مخصص للمنتجعات السياحية فقط. تستقطب عددا كبيرا من السياح من كل مكان في العالم، وخصوصا ما بين شهر ديسمبر/ كانون الأول وأبريل/ نيسان، حيث يتحسن الطقس وتقل الأمطار الموسمية، تتراجع الرطوبة بشكل ملحوظ، فتتراوح درجات حرارة الطقس ما بين أواسط العشرينيات والثلاثينيات، ويمكن القول إن معدلات الحرارة هذه تغلب على مناخ المالديف طول العام، غير أن هذه الفترة من أكثر فترات السنة ازدحاما في المالديف، ولابد من الترتيب للزيارة في هذه الأشهر قبل فترة من الزمن سواء أكان هذا على مستوى حجوزات السفر أو الإقامة.

ولا تحتل المالديف هذه المكانة في السياحة العالمية عن عبث، فهي من أجمل بقاع الأرض على الإطلاق، وما يجده قاصدها من جمال الطبيعة فيها يكاد لا يوصف بعبارات، أو حتى صور، فطبيعة هذه الجزر التي توصف بأنها من أكثر الأماكن في العالم رومانسية وشاعرية، تتألف من مكونات بسيطة، تتماذج فيما بينها بخلطة فريدة وبأسلوب يترك انطباعا يميزها عن أي جزر أخرى.

فالمالديف عبارة عن أراض لا ترتفع إلا بأمتار معدودة عن سطح البحر، وشواطئ ضحلة في غالبها، وشعبها المرجانية تكسبها قاع بحر ملون بكل ألوان الطيف، يموج ويذخر بأنواع مختلفة من الأسماك والكائنات البحرية المتنوعة. وتكثر أشجار الكاكاو في الخضرة التي تغطي يابس أراضيها.

وعلى رغم أن سحر الوديان والأنهار مثلا لا يتوافر كخيار في المالديف، فإن هذا لا يمنع من تنوع الخيارات والأماكن والأنشطة التي يمكن الاستمتاع بها.

فلمحبي الغطس في أعماق البحار، والباحثين عن سحر عالم ما تحت الأمواج، خيارات من أبرزها مجموعات الغطس تحت الماء، أو حتى الغطس الفردي مع مدربين يمكن الحصول على خدماتهم من خلال مكاتب تابعة للمنتجعات، كما أن بعض الأماكن السياحية في المالديف توفر مطاعم زجاجية تحت الماء.

وإن كان البحر هو سيد الموقف في المالديف، فهذا لا يعني أنه منحصر في النشاطات المائية كالسباحة ورحلات الصيد والغطس، والألعاب المائية، فزوار المالديف لهم الخيار بأن يقيموا أيضا داخل البحر، حيث إن غالبية المنتجعات السياحية التي يفوق عددها 70 منتجعا سياحيا، تتيح فرصا لزوارها بأن يختاروا ما بين الإقامة في أكواخ من القصب مبنية داخل البحر بجوار بعضها بعضا أو السكن في أماكن مقامة على الشاطئ وتطل واجهتها على البحر.

وعلى زوار جزر المالديف أن يعرفوا أن التوابل والبهارات الحارة تنتظرهم في الوجبات الشعبية، حيث إن مطبخ المالديف متأثر بطرق تحضير الطعام سواء في سيرلانكا أو في الهند، إلا أن هذا لا ينفي توافر أنماط أخرى من الوجبات العالمية المتنوعة في مطابخ المنتجعات. ويبقى أن نشير في مسألة الأطعمة التي قد يصادفها زائر هذه الجزر، إلى أن السمك وجبة رئيسية هناك، يحضر منه جزء كبير من قائمة الطعام المالديفي.

الرقصات الشعبية التي تقام كثيرا في المنتجعات السياحية ليلا، وجولات القوارب، وشفافية مياه البحر، وبراعة تنسيق المنتجعات وتصاميمها... ستكون بالتأكيد هدفا لعدد كبير من الصور التي تبقى ذكرى رحلة للمالديف... جزر الرومانسية والهدوء.

العدد 2367 - الجمعة 27 فبراير 2009م الموافق 02 ربيع الاول 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً