العدد 641 - الإثنين 07 يونيو 2004م الموافق 18 ربيع الثاني 1425هـ

كله منك يا الطيار

سلمان بن صقر آل خليفة comments [at] alwasatnews.com

عمود «في الصميم» هو مقال يومي في صحيفة «الوسط»... ويوم السبت اختفى العمود واحتجب ولم يعرف السبب... فقامت الدنيا على رأسي من قبل القراء والأهل والأصدقاء وابتدأت التأويلات والاستنتاجات الخرافية أو المقاربة للحقيقة... فمنهم من قال مريض لا سمح الله ومنهم من قال سقط من على الجبل أثناء التدريب وانكسرت رقبته ومنهم من اعتقد اني من الرفاع (لأنهم أهل بر وما يعرفون يسبحون) لذلك غرقت في بركة السباحة أو بلعني اليم والواقع أن هناك عدة أسباب بسيطة اجتمعت كلها مع بعض لتكون سببا قويا يحجب نور مقالي عن الصدور في الصحيفة في ذلك اليوم... ولكن يبقى السبب الرئيسي هو شاب مرح جدا طويل القامة أقرع الرأس من الشعر والنظارة الطبية لا تفارق عينيه ومقبل على الزواج في شهر يوليو/ تموز إن شاء الله واسمه ياسر الطيار (تقرأ بالإنجليزية التيار وبالفارسية العيار) فلقد تلقى مقالي على بريده الإلكتروني في يوم الجمعة ولكنه أقفل جهازه وأقفل تليفونه وخرج من مبنى الصحيفة من دون أن يبلغ أحدا في قسم الإنتاج... مع أنها كانت المرة الأولى التي أتجرأ فيها وأكتب مقالي وأبعثه بواسطة الكمبيوتر (اتشبب) والعادة أنني أكتب مقالي بخط اليد ثم أرسله إلى الصحيفة مع السائق إن كنت في البحرين أو بواسطة الفاكس إن كنت خارج البلاد ولكن هنا في بلاد التشيك أصبحت عندي مشكلة لأن إرسال كل مقال بالفاكس يكلف مبلغا وقدره عشرة دنانير بحرينية... الظاهر هذه الخدمة جديدة على البلاد... ومع أني دقة قديمة ولا أعرف الكتابة على لوحة الأحرف بجهاز الكمبيوتر لكني اضطررت إلى التعلم وأجبرت نفسي على الدخول في هذا المجال الجديد وابتدأت أكتب المقالات في هذا الجهاز العجيب وكل مقال يأخذ من وقتي سبع ساعات كاملة لأني أبحث عن الحرف المطلوب من على لوحة الحروف بمثل من يبحث عن نملة وسط سجادة إيرانية كبيرة وكل حرف يستغرق البحث عنه ثلاث دقائق وعندما أجده أضغط عليه (تيك) وأبدأ بالبحث عن الحرف الذي يليه لمدة ثلاث دقائق أخرى ثم (تيك) وهكذا حتى تنتهي الكلمة بعد ثلث ساعة فأقرأها وإذا بي نسيت حرفا فأضطر إلى مسح الكلمة كاملة ودموعي تنهمر على المكتب من الغضب والقهر وأعيد كتابتها ومازالت عيناي مغرقتين بالدموع وكأني أقطع بصل وليس الكتابة على جهاز الكمبيوتر... وبعض الحروف الخاصة تستغرق عملية البحث عن الواحد منها أكثر من خمس دقائق وعندما أجده وقبل أن أكبس على الزر (تيك) يرن جرس الهاتف فألف وجهي بحركة لا شعورية باتجاه التليفون وعندما أرجع بصري إلى لوحة الأحرف يكون هذا الحرف اختفى فتعود دموعي إلى الانهمار وأضرب كفا بكف وأقول هذا المتصل عدو مبين وليس صديقا حميما... وأستغرب من أولاد اليوم الذين تلعب يدهم على الكمبيوتر ويعرفون أماكن الأحرف المطلوبة من دون النظر إلى لوحة المفاتيح .. المهم اني كتبت المقال بعد جهد جهيد ووضعته في البريد الإلكتروني حسب ما علمني الخبير علي مرزوق وأرسلته إلى الصحيفة وأنا في غاية الانبساط لهذه التجربة الجديدة وعندما صدرت الصحيفة يوم السبت خالية من مقالي ابتدأت التأويلات والإشاعات والاتصالات وكان من بينها اتصال من الأخ العزيز ميرزا عيد من منطقة سند يطمئن علي لأن أهل المنطقة اعتقدوا أني سقطت من أعالي الجبال لذلك قرروا فتح مأتم بن عيد في المنطقة نفسها لتقبل واجب العزاء... مشكورين يا جماعة مأتم بن عيد... شفت إيش سويت يا طيار يا تيار يا عيار

إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"

العدد 641 - الإثنين 07 يونيو 2004م الموافق 18 ربيع الثاني 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً