العدد 641 - الإثنين 07 يونيو 2004م الموافق 18 ربيع الثاني 1425هـ

هل يعي بعض صحافيي البحرين أن الزمن تغير؟

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

بالامس بعض الكتاب والكاتبات البحرينيين كانوا يرون في الديمقراطية شيطانا يجب ان يرجم كل صباح بمقال... وكانت الحرية بالنسبة إليهم عفريتا يخوفون به الناس وشبحا ينغص عليهم احلامهم الوردية... كثيرون بقوا خلف الشمس من اسلاميين وليبراليين لانهم اقتربوا من لفظة الديمقراطية وكانوا يرجمون بالحجارة، وفي كل يوم ترفع اعواد المشانق على صفحات الصحف لشنق الصحافي او الاعلامي الذي يفكر في ان يعقد علاقة مع هذه اللفظة المحرمة.

واستيقظ الناس ذات صباح واذا بهم يكتشفون كاشفة المؤامرات المثقفة العبقرية والمتخصصة في التقاط خيوط المؤامرات. يكتشفون ان البرلمان اصبح «برطمان» في عرف هذه الكتابات. الناس ملت عمليات خلط الاوراق وتلك الاشارات السادية للملفات الوطنية والتي جاءت هذه المرة على شاكلة اشارات ابوغريب... اشارات تلوح بالنصر امام عراة أو امام جثث محنطة في الاكياس لا قوة فيها!

ما الفارق بين المشهدين والنتيجة واحدة، وكل يوم تستبدل الثياب؟ وما اتعسها من لغة! انها لغة مجانية تصطنع الغضب والغيرة حينا ثم تعاود حرق البخور عبر كتابات تريد ان تقنعنا بأن التجنيس غير القانوني رحمة من الله نزلت علينا. وعجبي يزداد من كاتبة اخرى ما فتئت تعقد المآتم على العراق المضاع وتحاول ان تكنس البحرينيين بقلمها عبر كتابة تتوسل المبالغة والنفخ في «ان المجنسين هم افضل من البحرينيين»! لا نريد ان نتورط في التعصبات القومية او الشوفينية، فكلنا بشر... وكل منا يفاضل الآخر بما يمتلك من مناقب، ولكن من العيب ان يبصق الانسان على قومه وتاريخه وتراثه بلغة لا تخلو من اسفاف وتصنع.

وكاتب آخر ما فتئ عبر مساحته يصطنع البكاء على الاقتصاد وما زال يجدع انفه حزنا على خسران الفنادق وضياع السياحة... يصرخ، ويولول لكن لا احد يسمعه لأن اللغة اصبحت قديمة وقطار الاصلاح لم يعد يعير اهتماما لمن كانوا يرقصون كل صباح على اوجاع الناس في السابق، وخصوصا لمن عبدوا قانون أمن الدولة ورأوا فيه القانون المقدس.

البحرين - على رغم التلكؤات - في تغيّر. لذلك ما زلنا نعمل لتصحيح الوضع، وها هو المشروع الاصلاحي في طريقه لتغيير وزارة الداخلية، وما نأمله هو عقد مصالحة بين الذاكرة البحرينية وهذه الوزارة... هناك أخبار تسرب بأنه ستكون هناك بحرنة للوظائف وحتى من الطائفة الكريمة، الطائفة الشيعية وهذا ما نأمله.

الوزير الجديد لاشك انه بحاجة إلى دعم البرلمان والصحافة وقوى المجتمع، فيجب ان ندعم الوزير في تحركاته وان ندعمه في حفظ الأمن وتثقيف الشباب ثقافة توعوية. وان الوزير اذا عمل على تحقيق ما رفعه من رؤى اصلاحية عبر الصحافة لا شك ان الناس ستتفاعل معه. فهدف الجميع هو ترسيخ مملكة حديثة مدنية تقوم على سيادة القانون وترسيخ المؤسسات.

املنا في الوزير الجديد ان يعطي صورة اصلاحية للوزارة تعكس تحضر المشروع الاصلاحي، وتثبت ان رجل الامن مع القانون ضد المحسوبيات، ضد الفساد، ضد استغلال النفوذ للثراء السريع، وضد مزاحمة الناس في ارزاقها وهنا لا يفوتنا التنويه بقضية بحرنة الداخلية، فهي تغص بالباكستانيين والهنود واخوتنا اليمنيين، وكثير من هذه الوظائف وظائف عادية.

إشارات

- وزارة الاعلام تحتاج إلى تطوير برامجها، فالعصر عصر الفضائيات الناجحة.

- هل يعلم وزير الاعلام مدى الاستغراب والاندهاش الذي بدى على وجوه الناس عندما علموا ان زوجة الوزير كانت تتقاضى مبلغ 12 الف دينار مقابل برنامج عن الطبخ مدته 30 حلقة في شهر رمضان؟ عندما ذكر ذلك في الصحافة انتشر الخبر كالنار في الهشيم، فهل بعد ذلك ستتعذر وزارة الاعلام بقلة الموازنة اذاطالب المذيعون والفنانون والموظفون برفع رواتبهم وتعديل كادرهم الوظيفي؟

- قرأت رد الهيئة العامة لصندوق التقاعد، والذي نشر يوم أمس في «الوسط» في سياق الرد على تصريحات النائب جاسم عبدالعال، فقد كان ضعيفا ومكرورا وجاء على طريقة «كلش تمام يا فندم» واتمنى ان يقوموا بنشره ايضا في صحيفة «واشنطن بوست» ومجلة «نيوزويك» حتى تعم الفائدة!

- هاتفني قارئ منزعجا وهو يقول: هل هي طيران الخليج أم طيران الاستراليين؟!

- مشروع مرفأ البحرين المالي مشروع اقتصادي ضخم نتمنى من الآباء ان يركزوا على إلحاق ابنائهم بالتخصصات التي تناسب هذا المشروع، ونتمنى ان يتم فيه التوظيف مستقبلا بمبدأ تكافؤ الفرص. على الأقل ان يكون افضل حالا من التوظيف الذي تم للبرلمان والمحكمة الدستورية

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 641 - الإثنين 07 يونيو 2004م الموافق 18 ربيع الثاني 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً