للأسف إن أداء غالبية النواب طيلة العامين كان أداء ضعيفا لا يرقى للمستوى المطلوب. وعلى رغم الحصانة التي يمتلكونها فإن مغازلاتهم للوزراء أكثر شيوعا، وظاهرة العلاقات الغرامية مع الوزارات أصبحت ظاهرة برلمانية، وأصبح الكثير من الوزراء ليس لهم شغل إلا استقبال النائب الفلاني وتوديع النائب العلاني؛ لذلك يجب أن يوضع حد لذلك الزواج السياسي الذي انعكس سلبا على الأداء، وجاءت بعض إفرازاته في ملفي التجنيس والتقاعد.

موقف النائب يوسف زينل بات موقفا واضحا، وبدأت بورصاته في الارتفاع، لذلك نتمنى للكتلة الديمقراطية التوفيق واتمام النعمة، ونتمنى ألا نحبط مستقبلا بمطبات هنا أو هناك. ليس الهدف مما يطرح هو أن ننغص على الوزير سيف شهر العسل السياسي الذي تم عبر الصكوك التي منح إياها، وعلى اثرها أرسل شكرا مفعما بالقبلات إلى السادة - عفوا سعادة - النواب على ما بذلوه وما توصلوا إليه بعد كل ما قيل عن التقاعد. أقول: ليس الهدف التنغيص وإنما الهدف هو وضع النقاط على الحروف... سيف إن فلت من الأولى فلن يفلت من الثانية أو الثالثة والمطبات كثيرة في الطريق، وعلى النواب الوطنيين أن يكثروا من حق استخدام الأسئلة للوزير ليجيب عليها. وهذا الحق للأسف لم يستغل على رغم أنه يعد طريقا من طرق جلب المعلومات. وبدوري هنا مازلت أعمل على جمع المعلومات عن أداء الوزير سيف وغيره إضافة إلى ملف الأوقاف.

وأُطمئن الإخوة بأن الصمت الذي حدث هو صمت معد له لأجل الزيادة في جلب المعلومات لإيصال الملف إلى آفاق أخرى وهذه المرة نتمنى من الأوقاف الإجابة، فعلى رغم ما كتب عن الأوقاف فإنها صامتة حيرى... القضية هنا تختلف، فأموال الوقف ليست مالا للدولة وهنا تكون القضية معقدة ومتداخلة وللشرع فيها حكم وأحكام... مسألة الأراضي والتي تزيد على الـ 700 أرض مازالت «مكانك سر»، لم توثق ولكنها مكتوبة ومعروفة وعلى الإسكان تعويض أية أرض أخذت بالسعر أو المكان المناسبين. وسنفتح الملف في حينه.

أما عن وزير الإعلام فالقضية مضحكة مبكية... عشرات من الموظفين البحرينيين في «الإعلام» يعانون من تدني الرواتب، ما انعكس على أداء القناة، وكلما حاول موظفو الإعلام المطالبة بتعديل الكادر ورفع الرواتب أسوة برواتب الموظفين في الوزارات الخليجية - لا نطلب المساواة بل نصف الراتب - خرج علينا المسئولون بتلك النياحة القديمة الجديدة «الموازنة ضعيفة...». الوزير أفصح يوم أمس عبر الصحافة بأن زوجته والتي تقدم برنامجا عن الطبخ يسمى «لذائذ» تستحق على مقدمة كل حلقة منه 400 دينار بحيث يصبح المجموع لثلاثين حلقة رمضانية 12 ألف دينار للشهر! سعادة الوزير: لماذا البرامج الثقافية والفكرية - التي طالما رددت انها تملأ شاشة العائلة - ليست بهذا الوزن وبهذه التسعيرة؟ لماذا بقيت البرامج لا ترقى إلى هذا المرتقى، وتصبح ولو بنصف التسعيرة (12 ألف دينار)؟ يا بلاش... نعم كما قيل في البرلمان «البرنامج لا يتعدى كونه تقديم طبخات هريس»!

البرامج الدينية بـ 30 دينارا، وبرنامج لذائذ بـ 400 دينار! فعلا ثقافة الطبخ والكباب والمهلبية تعلو قدرا على بقية القضايا، ولماذا لا، وهي تجلب 12 ألف دينار هكذا مرة واحدة؟

إشارات

- تم حديثا تعيين عدد من المهندسين (من الهند) في وظيفة مهندس عام بوزارة الكهرباء والماء على رغم وجود عدد كبير من المهندسين البحرينيين ينتظرون الترقيات لمدد يزيد بعضها على 10 سنوات، وقد تصل بعضها إلى 16 و17 عاما. هل هي بحرنة الوظائف أم أجنبتها؟ وزارة الكهرباء: لماذا لم يُحَل بعض كبار السن من الأجانب للتقاعد وتعطى فرصة التوظيف للخريجين العاطلين؟ إن عشت أراك الدهر عجبا.

- وزارة التربية قامت هذه المرة بتقديم المدرسين الأجانب إلى دورات مايكروسوفت، وكثير من المدرسين البحرينيين ينظرون إلى المشهد والدمعة في عيونهم. تلك هي قصتنا مع عذاري.

- الطيران المدني: لماذا لا يتم إحلال البحرينيين في بقية الأقسام التي يملؤها أجانب، علما بأن بعضها لا يحتاج إلى عبقريات!

- طيران الخليج: لماذا تم إرسال خطابات إلى 18 مغربية للعمل في الشركة، وأبناؤنا الخريجون والخريجات في البيوت؟

- وزارة الداخلية: أليس المواطنون أولى بوظائف الدفاع المدني، فهل إطفاء الحرائق يحتاج إلى عبقرية؟ إذا كان الهدف القضاء على البطالة، فلماذا لا يوظف هؤلاء في الدفاع والداخلية بشتى أقسامهما؟

- وزارة الصحة: الطبقة العاملة في الوزارة هي الأكثر تضررا فهل تشملهم الحظوة، وخصوصا العاملين والفنيين؟ والسؤال: متى تعاد حقوقهم؟ فهم من حرّكوا المياه الراكدة عبر مؤتمرهم إذ دافعوا عن الجميع، وعلى الجميع ألا ينسوهم