ملك البحرين المفدى صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة المعظم حفظه الله ورعاه قدم مكرمة سامية قيمتها مئة وعشرون مليون دينار لمساعدة الفقراء والمحتاجين في تصليح وترميم منازلهم المتهالكة... وهذه مكرمة سامية سوف لن ينساها شعب مملكة البحرين... الآن الأمر صدر والباقي هو التنفيذ... والمنفذ الرئيسي هو وزير الأشغال والاسكان بالتعاون مع الديوان الملكي... ونحن مع جميع شعب البحرين نشيد بكفاءة وزير الأشغال والاسكان فهو شاب نشيط ونظيف ولكن المشكلة أن وزارته مختصة بالكثير من الأعمال الكبيرة والمهمة جدا على مستوى عموم المملكة ونحن تحت قيادتنا الجديدة مقبلون على طفرة عمرانية كبيرة للتعمير وانشاء المشروعات الكبيرة ولا يمكن لوزارة الأشغال أن تنظر وتهتم بالكبير والصغير في الوقت نفسه وبالأهمية نفسها... المكرمة السامية تعني توزيع هذا المبلغ الكبير الى مبالغ صغيرة جدا تتراوح بين ألفين وخمسة آلاف دينار حتى ينتفع منها اكبر قدر من الأسر المحتاجة ومشروعات الترميم الصغيرة تربك وترهق وزارة مسئولة عن مشروعات تعتبر استراتيجية للبلد وتقدر بملايين الدنانير... ويعتبر هذا مضيعة لوقت الموظفين المختصين في وزارة الأشغال... الاشراف على تنفيذ المشروعات الصغيرة يحتاج الى طاقم خاص وهو غير موجود في وزارة كبيرة وسوف لن تتمكن الوزارة من ايجاده لأنها مربوطة مع ديوان الخدمة المدنية بكادر وظيفي ثابت ومن الصعب تغييره أو تبديله حاليا... وحتى نكون صريحين يجب علينا أن نعترف بأن وزارة الأشغال والاسكان ومع احترامنا لها ولوزيرها سوف لن تتمكن من تنفيذ المكرمة السامية بالصورة والسرعة المطلوبتين اللتين يتمناهما المستحقون لها... طيب هذه هي المشكلة فما هو الحل؟ أنا اعتقد أن الحل يكون بتعاون الديوان الملكي مع الجمعيات الخيرية الموجودة في جميع مناطق البحرين وهذه الجمعيات تعرف الأسر المحتاجة بالاسم لأنها من منطقتها ثم أن هذه الجمعيات لديها الخبرة الكافية في الترميمات والإضافات الصغيرة وتعرف مع من تتعامل... والديوان الملكي لديه القدرة والخبرة الكافية والطاقم الإداري ذو الكفاءة العالية لإدارة تنفيذ العمل بواسطة الجمعيات الخيرية المنتشرة في البحرين والتي تتمنى هذه الفرصة لإثبات كفاءتها أمام الرأي العام وستتقبل هذه المهمة بصدر رحب وتكون مراجعاتها دائما مع المسئولين الذين يختارهم الوزير المختص ويكون تسلسل العمل لهذه المكرمة الملكية السامية بسيطا جدا وسهلا للغاية إذا مسك الديوان الملكي زمام الأمور... فهي تعيين جمعيتين لكل منطقة والاجتماع بهم وإعطاء كل جمعية عملا واحدا بسيطا ومراقبة التنفيذ... فالجمعيات الخيرية سبق وساعدت ورممت وبنت وهي معروفة بالاسم، والمطلوب هو تجربتها وتشغيلها حتى نوفر جهد وزارة الأشغال والإسكان للأعمال الكبيرة ولا تتفرغ فقط لمراجعة المشمولين بالمكرمة السامية لأن هؤلاء الفقراء يتوقعون الكثير وأكثر مما هو مخصص لهم، لذلك يستحسن ترك مراجعتهم للجمعيات الخيرية لأنهم متعودون على ذلك... وأنا أقترح اسم عارف جمشير لطلبه والاستفسار منه فهو خبير في هذه الأعمال الخيرية ويتمتع بمنطق واضح لشرح تسلسل الأمور... وعلى الله نتوكل