العدد 638 - الجمعة 04 يونيو 2004م الموافق 15 ربيع الثاني 1425هـ

لا بأس لو تعلمنا من جيراننا الخليجيين

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

كثيرة هي المرات التي كررنا فيها أن البحرين لديها عامل بشري مهم، تتفوق فيه على غيرها من الدول الخليجية المجاورة، ولكننا بحاجة إلى مراجعة هذا القول عدة مرات لأننا مازلنا عاجزين عن استخدام طاقاتنا البشرية كما ينبغي.

ولو أخذنا مقارنة مع دبي فسنجد أن اخواننا هناك يعتمدون على المواطن أكثر مما نعتمد عليه نحن على رغم تكرارنا بعض الشعارات. فلو زرت دبي فانك ستجد أبناء الإمارة - ذكورا وإناثا - يعملون في عدد من القطاعات الرئيسية، وإن الأجنبي لا يسمح له بمنافسة المواطن فيها. فالمطار مملوء بالمواطنين في الجمارك وعدد من الوظائف. والمشروعات الرئيسية في مدينة الانترنت ومدينة الإعلام وغيرهما تمتلئ بشباب الإمارة على رغم أنهم أقلية (يمثلون ما بين 15 - 20 في المئة). والإمارة تصرف الأموال الطائلة على تنمية الموارد البشرية الوطنية وأصبح الآن لديها قدرات ممتازة في المجالات التي تحتاج إليها دبي.

البحرين بإمكانها أيضا أن تبحرن عددا من القطاعات وستنهض بسرعة وتلحق بالدول الجارة فيما لو تغيرت السياسة. ووزارة الداخلية بإمكانها حل أكثر المشكلات لو بحرنت وظائفها واستوعبت العاطلين عن العمل، بدلا من الاستمرار في الوضع الحالي، إذ لا ترى المواطنين إلا قليلا ويمكن للدولة أن تدرب البحرينيين وتسلمهم وظائف الدولة المختلفة. فبعض متاحفنا يديرها العمال الأجانب وهو ما يثير استغراب الزائر لهذا المتحف أو ذاك لانعدام وجود الشخصية البحرينية.

يمكن للدولة أن تبحرن قطاع السياحة الذي يقع تحت يدها وتطوره. فزائر دبي يستطيع الذهاب إلى البحر في رحلة أو إلى البر في رحلة، وهذه الرحلات مرغوبة جدا من قبل السياح. وفيما لو طورنا هذا القطاع فإن بإمكاننا تشغيل المزيد من الأيدي العاملة.

بإمكاننا أن ندرب البحرينيين لملء متطلبات السوق الخليجية أيضا، وسلطنة عمان خطت خطوات في هذا المجال. فلو ذهبت إلى الدوحة فستجد مكتبا خاصا لتوظيف العمانيين في قطر إذ تحتاج إلى الكثير من المعلمين والفنيين فقط. والمدرسون العمانيون تجدهم في المدارس القطرية لأن هناك اتفاقا بين الحكومتين. ماذا يضير لو فتحنا مكتبا في الدوحة لتوظيف البحرينيين هناك؟ ثم اننا نتحدث عن احتمال تشييد جسر بيننا وبين قطر، فلماذا لا نسارع إاى تدشين بعض مشروعات التوظيف التي تحتاج إليها قطر. وهناك تقديرات بأن قطر ستحتاج إلى خمسة عشر ألف فني للعمل في قطاع الغاز خلال السنوات الخمس المقبلة، لماذا لا ندرب البحرينيين للعمل في قطاع الغاز من الآن ونتفق مع الحكومة القطرية لتسهيل عمل البحرينيين هناك؟

إننا بحاجة إلى خلق عشرة آلاف وظيفة جديدة كل سنة لمنع تفاقم مشكلة البطالة التي تهدد الأمن والاستقرار، لأن الشباب المحبط والشباب الضائع لن يجد له وسيلة للرزق الكريم وبالتالي فإن التطرف هو السبيل لتفريغ غضبه على الواقع. فهل نأخذ ببعض الحلول العملية المباشرة قبل فوات الأوان؟

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 638 - الجمعة 04 يونيو 2004م الموافق 15 ربيع الثاني 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً