قرأت مقالا للكاتبة الزميلة آلاء بنت محمد، الصحافية في جريدة «الرياض» السعودية، تتناول فيه موضوعا في المتصفّح الإلكتروني «الفيس بوك»، ولطالما وددنا مناقشة هذا الموضوع مع شبابنا، خاصة بعد أن غرق البعض في وحله!
تقول الكاتبة:
«عندما تدخل مواقع التعارف المنتشرة وفي الريادة الفيس بوك تكون قد كونت فكرة كاملة عن مفهوم الانحطاط الأخلاقي البحت.
فقد رأيت عجبا في هذا الموقع الإلكتروني الهابط، من اضمحلال الأخلاق والقيم وتفاهة التفكير وسوقية التخاطب، وقبل أن أتعمق في الموضوع ربما كان هناك جادون في الموقع يحملون فكرا وأدبا.
والحديث عن موقع كثير اللغط والهرج والمرج، فيه يصعب بين مؤيدين ومعارضين ولا تستطيع أن تحكم دون اطلاع!
تصفحت الموقع الآنف ذكره لأكتب على بينة، ولم أتوقع أن أشاهد ما شاهدت من استعراض الفتيات لأجسادهن شبه عارية مع التحفظ عن وجهها، أليس هذا تناقض؟
وعندما تضع صورا لها وتنهال عليها التعليقات والإطراء المبطن:
@ جسدك رائع.
@ شعرك جذاب.
@ تملكين أظافر مقلمة باتقان.
كيف بالله عليكم تلك الفتاة ستكون زوجة فاضلة ومربية صالحة لجيل المستقبل؟ وما الجيل الذي سيخرج من بين يديها بعد استعراضها؟
ولن أنسى الشباب وما أدراك ما شباب الفيس بوك، والله لمحزن أن نرى ما نرى، إذ نرى شابا في مقتبل العمر يعتقد بأنه جميل، وعندما يقيم الرجل على جماله تكون هذه النقطة الفاصلة بين نهاية رجولته وبداية جهالته، فينشر له صورا أمام سيارة فارهة أو يحمل بين يديه مبلغا ضخما من المال، وجل تفكيره أن يتعرف بفتاة أو يمتدح بتعليقات تافهة: أنت وسيم وظريف، سيارتك فخمة، ويحضرني المثل القائل بأن الطيور على أشكالها تقع...».
لقد شدّني موضوع الزميلة آلاء بنت محمد، الذي تناولته عن فتيات وشباب «الفيس بوك»، كما آلمني الحال المضعضع والخواء الفكري الذي يعانيه البعض من مراهقينا وشبابنا، ورحت أبحث في هذا الموقع حتى أكتشف مواطن خلل أو صلاح فيه، فوجدت بأن الخلل غلب الصلاح، والفشل طغى على أكثر الصفحات!
إن هذا الموقع لم يكن إلا موقعا آخر يدخل من خلاله شبابنا وفتياتنا، لسد جزء من الفراغ الحياتي، ولكسر حاجز العادات والتقاليد الصارمة في ضبط مسألة تعارف الشاب بالفتاة.
وللأسف الشديد فإن الكثير من الشخصيات البارزة في المجتمع، غذّت هذا الموقع، من خلال عرض صورها فيه، وربط بعض الناس الهابطين مع صفحتهم، والغريب بأنّ هؤلاء لا يوافقوهم الفكر والأخلاق!
إننا لسنا ضد ما هو جديد في عالم الإنترنت، ولسنا منتقدين لهذا المتصفح، ولكننا نستاء عندما يستخدم شبابنا وفتياتنا هذا الموقع بطريقة خاطئة تضر بهم، ولا تنفعهم مقدار أنملة
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 2366 - الخميس 26 فبراير 2009م الموافق 01 ربيع الاول 1430هـ