أثناء مناقشة مجلس النواب لاقتراح إطلاق اللحى الأربعاء الماضي، كان النائب عادل المعاودة وآخرون في وطر من الحماس لعدم السماح لموظفي وزارتي الداخلية والدفاع بإطلاق اللحى وكان من بين ما قال المعاودة نصا: «هناك شاب ملتحٍ دخل للمقابلة في السلك العسكري وعند الباب قالوا له طلبك مرفوض! ثم قالوا له هل تحلق لحيتك؟ فقال سأحلق لحيتي (...)». وعلق المعاودة على الحادثة مستغربا: «إن مجرد وجود اللحية كان سببا لرفضه واسمه موجود لدي».

في الجلسة نفسها وفي الحال علق النائب علي السماهيجي على مداخلة المعاودة وقال: «أنا أشاطر الشيخ عادل رأيه، وإذا كان صاحب اللحية ذهب وتمت مقابلته ثم رُفض طلبه، فللعلم إن نصف الشعب لا تتم مقابلته في وزارة الدفاع ومن دون لحى! ويا شيخ حظك زين لأن صاحبك تمت مقابلته» انتهى النص.

هذه القصة تبين أن القضايا المطروحة في مجلس النواب لا تُطرح تحت القبة إلا بعد تمريرها على «جمرك طائفي» وإلا فما معنى أن تثير قصة مواطن واحد رُفض طلبه بسبب «إطلاق اللحى» بينما لا يحرك النائب نفسه ساكنا وهو يعلم يقينا أن «نصف الشعب» كما ذكر السماهيجي لا تتم مقابلته في هذا السلك لأسباب غير واضحة! أليس المقعد في البرلمان مقعدا للشعب كل الشعب، وليس مقعدا لناخبي من جلس عليه فحسب؟ أليست قضايا المواطنين كأسنان المشط في ملفات النواب جميعا وليس لمحرقي فضل على ستراوي إلا بالمواطنة؟