«الهيئة» تخالف ما تصرح به وتلزم مواطنا بتسديد الفاتورة وإلا قطعت الكهرباء

الى المعنيين في هيئة الكهرباء والماء... نحن عائلة بِتْنا مهددين في أي وقت بقطع الكهرباء عنها، خاصة مع إلزامكم المستهليكن بتسديد مبالغ متأخرة تفوق حد طاقة جيوبهم الفارغة... يا ترى ألا توجد معايير وشروط خاصة، يتم من خلالها التعامل مع فئة دون فئة أخرى وهنالك بعض الاستثناءات خاصة أنكم تتعاملون مع مجتمع، الكبير فيه وصغير الدخل يتساوى إجمالا في المستوى المتوسط بالنسبة للمعيشة البسيطة... فأنا مواطن متقاعد وأحصل على راتب تقاعدي لا يتجاوز 380 دينارا وأعيل في الوقت ذاته 13 فردا في منزل كائن في منطقة الدراز، ولا يبقى من جلّ الراتب سوى مبلغ 80 دينارا الذي ينفق على قرض مصرفي استعنت به في المصائب والشدائد أثناء إجراء ترميم للمنزل وقيمته (القرض) 230 دينارا... تفاجأت بفاتورة كهرباء وصلتني بتاريخ 1 أبريل/ نيسان 2010 محدد في مضمونها قيمة مبالغ المتأخرات الخاصة بي والمقدرة بنحو 1566.130 دينارا، ولكوني شخص لا أملك المقدرة على تسديدها فإنني قد سددت جزءا يسيرا منها بتاريخ 19 أكتوبر/ تشرين الأول 2009 ألا وهو مبلغ 130 دينارا التي وإن كنت ملزما بها فإنني أجدها فوق كاهلي وباهظة جدا أيضا... وبعد مراجعة مقرّكم الكائن في مدينة عيسى في نفس اليوم لاستلامي للفاتورة مطلع أبريل، قيل لي إنه سيتم تقسيم مبلغ 1566 إلى نصفه، على أن يسدد نصف المبلغ الأول وهو 715.160 دينارا نقدا في الحال والآن فيما يجزأ نصف المبلغ الآخر والمماثل 715.160 دينارا في وقت آخر على أن يقسط بـ 130 دينارا شهريا على مدار 6 أشهر فقط؟

هذا الإجراء المجحف ألا يعتبر مخالفا نصّا لما صرح به أحد المسئولين في هيئة الكهرباء على أن متأخرات الدفع من فواتير الكهرباء يتم تقسيطها على مدار 24 شهرا وليس 6 أشهر كما ذهب إليه المركز الكائن في مدينة عيسى؟! فأين مدة 24 شهرا من هذا الإجراء المجحف الذي ألزمني بدفع النصف الأول شيكا، أو نقدا ينطح نقدا؟ فيما الآخر يقسط على 6 أشهر، في حين أن راتبي لا يتجاوز 380 دينار ولايتبقى منه بعد خصم 230 كقرض مصرفي سوى 80 دينارا فقط... أين مبدأ العدالة والمساواة؟ أرجو من هيئة الكهرباء بعمل حالات استثنائية أو التقيد بما نشر سلفا عن مصدر مسئول وتقسط القسط على مدار 24 شهرا أي على مدار سنتين وليس نصف سنة؟! ولنتفادى شأن الانقطاع يفرض علينا أمرا إما تسديد المبلغ نقدا ثم يرجأ الآخر على 6 أشهر وإلا كان الانقطاع من حليف حظنا الذي لا طاقة لنا على تحمله في ظل موسم صيفي حار تشهده أجواء البحرين؟

(الاسم والعنوان لدى المحرر)

المرحوم الشيخ عبدالكريم بن محمد آل حمود

سيرة ذاتية مختصرة تحمل بعض عناوين هذه الشخصية المرموقة التي حفلت حياتها بالكثير من المحطات المفصلية والمواقف الجريئة.

الاسم: عبدالكريم بن محمد حسين آل حمود، بلد الولادة والنشأة: مدينة سيهات - محافظة القطيف - المملكة العربية السعودية . تاريخ الولادة: سنة 1925م/ 1344هـ وقد أُرَّخَتْ ولادته شعريا بـ (تَمَّ بِهِ فخري) . تاريخ ومكان الوفاة: 7 الإثنين أبريل/ نيسان 2010 الموافق 22 ربيع الثاني 1431هـ بمملكة البحرين. كان الشيخ عبدالكريم يرحمه الله شخصية استثنائية، جريئة، وعصامية، خاض الكثير من التجارب، وكان الصوت الصادح والمتقدم في المناسبات الدينية والوطنية. كان خطيبا بارعا، وأديبا مبدعا، وشاعرا راقيا في شعره، يملك ثقافة عالية، سياسي مخضرم جريء في طرح مواقفه، محاور جيد، مستمع فطن لمحدثيه، نهم بحب القراءة، مولع بالكتابة والتأليف .

أمضى الشيخ جل حياته حتى الرمق الأخير مجاهدا، لا يعرف الملل لنفسه طريقا فكان يقضي غالبية وقته في القراءة والبحث والكتابة، كان شديد الملاحظة، دقيق التعبير، بليغ المنطق. كان بالإضافة إلى ثقافته العالية وأدبه الجم، إنسانا يحمل بين أضلعه قلبا رؤوفا يحنو على محيطه يحمل همومهم ويسخر طاقاته وإمكانياته في سبيل تيسير أمورهم، فقد كان من أهم وأكثر الشخصيات جهدا في الشأن العام والاجتماعي. كان يؤمن بأن الإنسان بذاته هو القيمة الحقيقية للوطن، وأنه أثمن ما ينبغي أن يستثمر فيه ليكون عنصرا فاعلا ومتفاعلا في مجتمعه. كان يرحمه الله شعلة من النشاط فقلما تراه يخلد للراحة أو يستكين ويسترخي، معللا ذلك بأن للناس فيه حق ولهم عليه واجبات.

نشأ فقيدنا الكبير في أسرة فاضلة وترعرع في كنف والديه مع ثمانية من إخوته وأخواته، توفي والده الحاج محمد حسين آل حمود وهو أحد الوجهاء والأعيان في المنطقة وكان عمر الشيخ آنذاك 11 عاما، توفي والده بالبحرين ودفن فيها حيث تعيش أختاه الاثنتان. وقد تأثر كثيرا لوفاة والده بالبحرين ودفنه فيها دون علمه، لتنتقل مسئولية تربيته وإخوانه وأخواته إلى والدته حيث تعاهد خاله بتربيتهم. وكان أن قضى جزءا مهما من حياته في كنف المرحوم الوجيه/ الحاج علي أبو السعود، إذ كان يقضي في منزله ووسط العائلة الكثير من وقته، متأثرا بفكر وشخصية الحاج علي أبو السعود والذي كان يطلق عليه لقب الوالد، وقد كان فعلا وبقول منه شخصيا أن المرحوم الحاج علي أبو السعود هو بمثابة والده وأن أبناء الحاج هم إخوانه وأخواته الذين قاسمهم لقمة العيش والمبيت على فراشهم، فكان إذا ما سئل عن الحاج علي أبو السعود أو أُتِي بذكره ترتسم على ملامح الفقيد ابتسامة مشعة ملؤها الفخر والاعتزاز. تعلم القرآن في سن الخامسة والسادسة على يد الشيخ صالح المعلم رحمه الله كما تعلم عنده الكتابة. ولما كبر قليلا تعلم فن الخطابة على يد المرحوم الملا علي بن سالم، وتتلمذ أيضا على يد الملا أحمد بن رمل , والحاج ميرزا حسين من مدينة القطيف يرحمهما الله. درس علم النحو على يد المبدع ملا عطية الجمري يرحمه الله، درس العروض والفقه (كتاب الشرائع )على يد الشيخ حسين القديحي يرحمه الله، درس علم الصرف على يد السيد ياسر بدر الدين في لبنان. درس اللمعة الدمشقية – بالفقه – على يد سماحة الشيخ محمد تقي الصادق يرحمه الله في لبنان. حضر منابر الكثير من الخطباء الكبار أمثال (ملا خضير، ملا إبراهيم، والملا الشخص) .

سافر إلى لبنان في العام 1956 قادما من البحرين التي أقام فيها فترة بعد هربه من السعودية إذ كان ملاحقا من قبل السلطات. وفي لبنان خالط الكثير من العلماء الكبار أمثال (الشيخ محمد تقي الصادق، آية الله السيد عبدالحسين شرف الدين، الشيخ محمد المقداد، السيد موسى الصدر، الشيخ محمد جواد مغنية، آية الله الشيخ محمد مهدي شمس الدين، آية الله السيد محمد حسين فضل الله وغيرهم كثيرون)، وكان منزله في مدينة النبطية ملتقى الثقافات والعلماء والأدباء من مختلف الأطياف والبلدان. أقام في لبنان قرابة العشرين عاما. كان الخطيب الأول في مدينة النبطية، وكانت خطبه ومجالسه تنقل حية على الهواء تلفزيونيا وتنقل عبر أثير إذاعة صوت لبنان الراديو الرسمي الحكومي. وقد اعتلى الفقيد الكبير المنبر في الكثير من دول الخليج والدول العربية (البحرين، الكويت، قطر، سورية، العراق) .

للفقيد العديد من المؤلفات المطبوعة: «الحق واحد لا يتعدد، الغدير، وغيرها». وله أيضا دواوين شعرية منها (دمعة حزين، مدائح ومراثي وغزل، أريج الرياض، متفرقات). من أشهر مواقفه السياسية قيادته للمظاهرة الشهيرة في العام 1956 والتي عرفت حينها بمظاهرة العمال، والتي حوت الآلاف من عمال شركة أرامكو. كلمته التي ألقاها بحضور الملك سعود بن عبدالعزيز والرئيس الراحل جمال عبدالناصر يرحمهما الله، تلك الكلمة المدوية التي أشغلت قوات الأمن في ذلك الوقت بالبحث عنه بعد أن فر إلى دولة البحرين. ومن مواقفه السياسية أيضا البرقية الشهيرة التي بعث بها إلى جلالة المغفور له بإذن الله الملك فيصل بن عبدالعزيز إثر قراره قطع النفط عن أميركا إبان حرب 1973، والتي كان لها أثرها في نفس جلالته ما حدا به عرض العودة على الفقيد إلى أرض الوطن غير أنه أجاب بالشكر مع رغبته بالعودة مع كل من خرجوا وأنه لن يقبل أن يكون استثناء. لتكون عودته بعد ذلك وكل زملائه في العام 1975، ليبدأ مسيرة وطنية جديدة حافلة بالمواقف والإنجازات والعمل بكل ما يملك من طاقة وخبرة ووعي من أجل مصلحة الوطن والمواطن. وكان من ثمرة هذه المسيرة إنشاء النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية، إذ تقدم الفقيد الكبير بالطلب من المغفور له الملك فهد بن عبدالعزيز الموافقة على إنشاء النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية وتصدر الموافقة السامية بتنفيذ الطلب، ليقوم بعدها المغفور له سمو الأمير فيصل بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب بالتعميد بتنفيذ الموافقة السامية، وكان عضو أول مجلس إدارة لذلك النادي الذي تركه بعد أن داهمه المرض. ومن ثمرة هذه المسيرة أيضا تقدمه من مقام المغفور له بإذن الله الملك فهد بن عبدالعزيز بالطلب بالموافقة السامية على إنشاء مستشفى مركزي بمحافظة القطيف حيث تمت الموافقة على الطلب وتعميد وزارة الصحة بالتنفيذ، لينشأ المستشفى الذي هو قائم اليوم ويخدم عشرات الآلاف من المواطنين. انتهت مسيرة إبداع وإنجازات الفقيد الكبير فجر الأربعاء 22 ربيع الثاني/ 7 أبريل 2010، بعد معاناة وصراع مع المرض امتدت لقرابة عشرين عاما حيث وافاه الأجل المحتوم وفاضت روحه الطاهرة الصابرة المؤمنة في مستشفى السلمانية بمملكة البحرين حيث توفي والده يرحمهما الله.

هذه أبيات وصفية تعريفية نظمها الوالد يرحمه الله كبطاقة تعريفية له:

أنا

مهْما تَبَدَّلَت الدُنـا

أنا لَنْ أكون سِوى أنا

أنا لَنْ أكونَ مُراوِغا

أنا لـنْ أكونَ مُداهِنا

أنا صامِدٌ كالطَودِ

لا أخْشى عَناء أوْ ضَنى

لا لَيْسَ يؤذِينـي الهِجاءُ

وَلَيْسَ يُطْرِبُني الثَنا

كَلا ولا أهْتَمُّ لِلْضِدَيْنِ

فَقْـرٌ أو غِنى

مِنْ كانَ يَسْعى لِلْحَقيقَةِ

جاهِدا لَنْ يَجْبُنا

مَهْرُ العُلا غـالٍ وَمَـنْ

مَهَرَ العُلا لَنْ يُغْبَنا

أبي

أبي يا فارس القلم وملك القصيدة

هل علمت برحيلك، أي قلب فجعت

أي روح أذبت، أي ظهر قصمت،

وهل لولاك كان سير وجودي،

كان بقائي وكل صمودي،

كان عنفواني وصلابة عودي،

يا محزمي، يا سندي، يا روحي،

لرحيلك رحلت كل أيامي السعيدة.

أبي يا رجلا تجمعت فيه طيب الخصال،

تشتاقك نفسي، ويهفو إليك قلبي،

ولا ينفك عن التفكير بك عقلي،

يا ربيعا زانت به أيام حياتي،

يا كوكبا دريا أضاء كل فضاءاتي،

يا كل سعادتي وهناي وكل ابتساماتي،

يا طود عز كالرواسي من الجبال.

يا منبع الفكر وروعة الأديب،

أحن إليك كحنان طفل لأم رؤوم،

أشتاقك تضمني وتزيل عن كاهلي كل الهموم،

يا وحيدا في حياتي ما له ثاني،

تأبى عواطفي ان أنساك بل وتنساني،

يا كل الروح والفؤاد يا أغلى حبيب.

أبي يا سر الخالق وجمال الخليفة،

أناديك فلا أجد لندائي جوابا،

يحار فكري وتوصد في وجهي كل الأبواب،

أمللتني أم سئمت صحبتي؟

إن صح فياويلاه كم ستكون حارقة دمعتي،

ليتني حينها أودع حفرتي، وليتني لا أبقى بعدك دقيقة.

جمال عبدالكريم آل حمود

المقاول أزال الرمل المخالف في قلالي

ردا على ما نشر في صحيفة «الوسط» في العدد (2748) يوم الثلثاء بتاريخ 16 مارس/ آذار 2010 وعنوان الشكوى الآتي: «كميات من الرمل في قلالي تسبب ضررا للأهالي».

نفيدكم علما أنه بعد متابعة بلدية المحرق مع المقاول صاحب الدفان لاستكمال إجراءات عملية الإزالة خلال المدة التي حددت له من قبل البلدية، فقد قام المقاول بإزالة الدفان قبل انتهاء المهلة المحددة له.

بلدية المحرق

العلاقات العامة والإعلام

الزاوية المطلوبة تحوي خدمات صرف صحي

بالإشارة إلى الشكوى المنشورة بتاريخ 10 فبراير/ شباط 2010 في العدد (2714) صفحة (12) تحت عنوان « أرملة تأمل من (الوسطى) الموافقة على ضم زاوية لمنزلها الذي شيدته (الآيلة)».

نفيدكم بأن صاحبة الموضوع لديها طلب لشراء زاوية، وبعد عرضه على الجهات الخدمية المعنية، تبين أن الزاوية المطلوبة تتعارض مع خدمات الصرف الصحي، كما أن موافقة إدارة الطرق مشروطة بالقطع المقرر في الجهة الغربية لتعديل وضعية العقار، علما أن صاحبة الطلب سبق أن حصلت على زاوية في الجهة الشرقية من منزلها.

قسم العلاقات العامة والإعلام

بلدية المنطقة الوسطى

رغم محاولاته بإعفائه غير أن «الإسكان» يلزمه بتسديد 6 آلاف دينار كمتأخرات قرض البناء من العام 1988 أو رهن بيته ...

بحريني طاعن في السن يتوجس خيفة من ضياع منزل عمره في الشاخورة

لا أعلم سبب غموض الصورة أمام ناظري فربما لعجز شاب بصري، أم الهَم الذي يلازمني من بداية حياتي هو ما يفسر تلك الحالة التي أجد نفسي مقيدا ومكبوت الحرية كي اكتب عن كل ما وقعت عليه كلتا عيني امام صورة قاتمة تلف عالمي بل ومصير ابنائي بكل مقاييسها وأطرها .فأنا شيخ كبير في السن انتمي لتراب هذا الوطن الذي أكلت من ثمار تربته ومشيت فوق رمال صحرائه، معالم الكهولة واضحة على محيا وجهي ورسم الهم تجاعيده في تقاسيم وجهي، وظللت أفكر في طريق لعل وعسى افصح للسادة القراء حالي كي أبدأ حديثي ذا الشجون الكبيرة ..

هل ابدأ وأثير هواجسي من ضياع منزلي الذي يكاد ان يطير مني بين يدي في اي لحظة، ويسلب مني راحتي أم أفكر في اولادي الذين من بعد عيوني سأغادرهم وهم لاحول ولاقوة على مجابهة صعاب مستقبلهم المجهول كي اظفر لهم وأؤمن لهم وسيلة تنجيهم وتنجيني من الوقوع في حفرة الشتات؛ وأجد لهم بديلا قبل ان يباغتني المجهول بعواقب غير مدروسة ومتوقعة سلفا ...التفكير والهم هما الشغل الشاغل الذي يلازمني وقتما طرق أحد الموظفين في وزارة الاسكان باب منزلي يبلغني برسالة مفادها «إما رهن المنزل الذي اقطن فيه مع أولادي -اثنان عاطلان عن العمل اضافة الى باقي البنات - في الشاخورة الى حين تسديد قرض البناء الذي استعنت به قبل سنوات ماضية أم اشهار خسارتي وافلاسي لهذا البيت (منزل العمر )؟.

لا يعلم السادة القراء عما يعنيه لي هذا البيت، انني اتكلم من وحي التجربة، وشعور الخوف والرهبة فيما يخفيه المستقبل لأسرتي من بعد عيوني ...فأنا أبلغ من العمر عتيا من الدهر ولست برجل صغير بل وصلت الى مرحلة الكهولة وتقاسيم الشيخوخة تركت اثرا عميقا في بناء جسدي بدءا بانحناء تقويم الظهر ونحالة الجسد مرورا بالشيب الذي غطى كل شعرة سوداء في رأسي والتجاعيد التي ملأت عروق دمي ..فما بقي لي من هذه الدنيا سوى أن اترك اولادي واسرتي وهم في سلام الآمنين على انفسهم من غدر المستقبل المحفوف لهم بالمخاطر غير المحسوبة، التي قد تباغتنا في أي لحظة مثقلة بآلام طالما ورقة التهديد تصاحبني وتقض مضجع راحة بالي وسكينتي بل وتحرم النوم من عيوني لأني بت دائم التفكير والحال على أطفالي من بعد موتي.

فأنا أيها السادة المحترمون اوجه كلماتي هذه بالذات الى المعنيين بالامر في وزارة الإسكان من جهة وايضا بنك الإسكان واخيرا الى اعلى مسئول في الدولة كي ينظرفي حالتي الاجتماعية الهشة التي يعيشها اي مواطن طاعن في السن وذلك حسبما تسجله الوثائق الرسمية في البطاقة الشخصية، فأنا من مواليد 1941 اي قبل قرابة 70 عاما ...هل لكم ان تدركوا ان مواطنا ما بهذا العمر وهو يعيش في وطنه اضحى مصير منزله قاب قوسين او ادني من فقدانه وضياعه من بين يديه، وهو الذي يتخذه كأي انسان مأوى له لسكنه وراحة أطفاله، مهددا بخسارته في اي لحظة لأسباب لاتتعدى قرضا اسكانيا (بناء) قد تأخرت لسنوات عن تسديده وذلك لظروف قاهرة وخارجة عن ارادتي، وذلك لانتفاء مصدر دخل ثابت اتكئ عليه في مصروفاتي انا وعائلتي لحين تسديد تلك المتأخرات المفروضة علي والتي تلاحقني اينما كنت لزم اولا وأخيرا وضع البيت تحت رهن بنك الاسكان لحين تسديد اموال المتأخرات التي لاتزيد عن 6000 دينار، واذا فشلت أنا صاحب القرض في تسديده وذلك حسبما تنص عليه اتفاقية قرض البناء الصادرة من وزارة الإسكان في العام 1988 ..في تلك السنة (1988) لم تكن اجراءات استلام القروض تنص على رهن المنزل لبنك الاسكان، حيث صدرت (الاجراءات ) بعد حين من الزمن ومختلفة بتاتا عن وضعيتها الحالية. أبرمت عقد استلامي لقرض البناء لبناء اسمنتي فوق الارض التي حصلت عليها كورث من ابي منذ سنوات، ولأن جدران المنزل آنذاك كانت متهالكة والبناء قديم جدا فإنني فضلت استدانة قرض بناء من وزارة الإسكان بقيمة 20 ألف دينار، وقبل التوقيع على عقد القرض كانت الأسئلة مجملها تدور حول الدخل الذي احصل علية من عملي في سياقة النقل العام فأجبتهم ان الدخل لايزيد عن 400 دينار، وقمت باستخراج ورقة من المحكمة توثق نسبة الدخل التي اتقاضاه من عملي، دون اي استفسارات أخرى...، غير ان الحقيقة المُرة التي أعاني منها ان المركبة كانت (ايجار) وأدفع ما قيمته 200 دينار صافية إلى المؤجر إضافة لعمليات إصلاحها وتأمينها والتي ادفع كل ذلك من جيبي الخاص، أي من بقية الـ 200 دينار الأخرى من مجموع الـ 400 دينار، التي كنت كذلك استخدمها في تدبير شئون البيت وحاجيات الأولاد، ولكن بعدما رأى المؤجر عجزي وعدم قدرتي على تسديد وتحمل عبء مسئولية تصليح السيارة استحوذ عليها ورفض منحي اياها، مما انعكس الامر سلبا على مدخولي أنا وعيالي، وحينما أطلعت بنك الإسكان على حالتي وأني لا أملك اي دخل ثابت يدر علي مصروفا كي انفقه اصروا على موقفهم في إلزامي بتسديد قيمة القرض والقسط الشهري المقدر بنحو 120 دينارا، ورغم كل محاولاتي اليائسة بغية اثنائهم عن قرارهم بتسديد القرض ...

بعدما وجدت اصرارهم ورفضهم قبول أي مبررات لإلغاء القرض، حاولت ان اطرق باب العمل مجددا والعثور عن اي وظيفة رغم كبر سني في مهمة النقل العام - ولله الحمد - تكللت بالنجاح حينما عثرت على وظيفة سائق في احدى شركات المقاولات براتب لايتجاوز 150 دينارا، التي للأسف الشديد لم تدم طويلا وذلك نتيجة حادث مروري حيث انقلبت المركبة التي كنت اقودها وانا بداخلها فحملتني جهة عملي خطأ الحادث نتيجة الاهمال والتقصير وبالتالي قاموا بفصلي من العمل... وهكذا دواليك ظللت اعاني الأمرين مع بنك الاسكان وراجعتهم شارحا لهم ظروفي المعيشية، إلا انهم كذلك اصروا على ذلك دون مراعاة لموضوعي بتاتا، بل اصبحوا يلاحقوني بهذا القرض الذي اعجز عن تسديده واثناء محاولاتي الدؤوبة لمعرفة ما آل اليه الموضوع معهم، سلموني رسالة مكتوب في مقدمتها اسمي وبأنني من الذين شملتهم المكرمة المعنية بتخفيض القروض على المواطنين، فرحت وقلت في قرارة نفسي واخيرا جاء الفرج ولاح في الأفق البعيد امل طالما كنت اترقبه بفارغ الصبر الا نه سرعان ما تلاشى وتحطم ذلك الحلم حينما اشهرت احدى الموظفات في وجهي كلاما مفاده انني ملزم بتسديد متأخرات القرض التي تقدر بقيمة 6423 دينارا !؟ عاودت لها شرح حالتي التي تتلخص كالتالي مواطن كهل، يحصل فقط على معونة من الشئون المقدرة بـ 70 دينارا ولايملك لذاته راتبا تقاعديا او اي سجل تجاري او سجل عقاري، وأني شرحت اليكم -موجها كلامي الى الموظفة - حالتي مرارا وتكرارا إلا ان جوابكم المعهود:هو اما ان موضوعي قيد الدراسة في قسم الدراسات او انه قد شكلت لجنة للتحقق ودراسة وضعي، لكن القشة التي قصمت ظهري جاءت تحديدا قبل 5 اشهرمن هذا اليوم، حينما فاجأني احد موظفيكم، طالبا مني إما رهن المنزل الذي أقطن فيه مع اولادي حتى انتهي من فترة تسديد جميع المتأخرات المقدرة بنحو 6423 دينارا او أخسر البيت في أي لحظة ...بهذه الكلمة اختم مقالي «خسارة المنزل»الذي عشت فيه كل حياتي بمعية اسرتي واطفالي ! هل من الهين واليسير التلفظ بهذه الكلمة (أخسر منزلي) الذي نبت عظمي وشد عوده تحت ظلال سقفه! اخسر منزلي وانا اعتبر مواطنا لهذا البلد الذي أكل وزرع لنفسه نبته خضراء فوق تراب هذه الأرض نمت تحت مرأى عيوني ! اخسر بيتي وأنا اجهل مصير اطفالي! ان كنت املك لنفسي مالا ومصدرا آخر فلن ابخل واتردد في تسديد هذا القرض الجاثم على صدري ليلا ونهارا او اظفر بأي طريقة تجنبني خسارتي المحتملة لمنزلي! أخسر منزلي التي أضم فيه ذكرياتي وذكريات اطفالي وألمح فيه طيف الحياة بتلاوينها على جدرانه وفوق تراب الارض التي ورثتها عن ابي! ...هل تظنون انه من اليسير على كهل ان يتخلى عن فكرة منزل قد دشنته بقرض اسكاني قيمته 20 ألف دينار، ابان فترة شموخي وعزتي وقوتي عندما كنت أتقاضى 400 دينار ولكن الحال تغير. ...كنت اعتقد من الوهلة الأولى ان مكرمة تخفيف الاعباء المعيشية على المواطنين قد خلصتني من اعباء وتبعات المشكلة الواقع فيها غير أنهم ظلوا يلحون ويصرون في طلبهم في تسديد القرض، بل انهم وعلى رغم ضعف مستواي المادي والمعيشي طلبوا مني تسديد 20 دينارا شهريا من معونة الـ 70 الخاصة بالشئون، فقبلت بذلك ذلك شريطة ان يقوموا هم بأنفسهم بخصم المبلغ من وزارة التنمية إلا انهم رفضوا ذلك بذريعة انها مساعدة من الدولة ولا يحق لهم التصرف فيها بل ألزموني انا بتسليمهم 20 دينارا نقدا؟! الى هنالك تنتهي فصول حكايتي واختم بها نهايتي على أمل أن ابلغ ما أطمح اليه ويصل ندائي الى اعلى مسئول في الدولة الذي بيده قرار تخفيف الأعباء على المواطنين وإعفائي من المبلغ قبل ان تسارعوا في اعلان قراركم فكروا في تبعيات ذلك على حال مواطن بلغ 70 عاما . حياتي اضعها بين يدي اكبر مسئول في الدولة لينظر في حالتي وحالة اطفالي من بعد عمري ..من لهم واي حياة اطمحها في وطنهم الأم الذي ولدوا فيه وشابوا وكبروا في ترابه ...فهل بعد مضي العمر أقف على عتبة الإفلاس وضياع المنزل بما حوى ...أرجو ان يجد المسئولون الكبار في الدولة حلا عاجلا يقضي بإسقاط جميع المتأخرات من القرض والتي لاطاقة لي على تحمل ثقلها وان اراد بنك الاسكان وأصر فبإمكانه خصم 20 دينارا من معونة الشئون ولكن لن اخسر عزتي وعرضي وشرفي (المنزل) الذي عشت فيه كل ذكرياتي، فلا أريد له ان يصبح بين ليلة وضحاها بيد اغراب يستولون عليه ويمحون كل ذكرياتي الجملية التي احملها بين جدرانه.

(الاسم والعنوان لدى المحرر)