العدد 2366 - الخميس 26 فبراير 2009م الموافق 01 ربيع الاول 1430هـ

«التربية» تطبق مناهج الصف الخامس على الأول الابتدائي

وسط توقعات بإلغاء المنهج التكاملي

طبقت وزارة التربية والتعليم أخيرا مناهج جديدة للحلقة الأولى في جميع المدارس الحكومية (الأول والثاني والثالث الابتدائي) وألغت المناهج القديمة. وعلمت «الوسط» من تربويين يوم أمس (الخميس) أن الوزارة عمدت لتطبيق المناهج الجديدة العام الجاري وأن المناهج الجديدة (علوم ورياضيات) المطبقة على الصف الأول الابتدائي تطابق تماما المنهج القديم في المادتين الذي كان يُدرّس للصف الخامس الابتدائي. ولفت التربويون إلى أن الوزارة عمدت لضخ المناهج الجديدة في جميع المدارس بشكل مفاجئ ومن دون تهيئة أو إعلام المعلمين أو تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية عليها، في الوقت الذي سبق أن طبقت «منهجا تكامليا» العام الماضي يضم جميع المواد في كتاب واحد، وتتجه بشكل تدريجي إلى إلغائه.

ووفقا لتقديرات عدد من المعلمين فإن نسبة النجاح خلال الفصل الدراسي الأول لهذا العام انخفضت إلى النصف، عازين ذلك إلى صعوبة المناهج التي تعد مناهج أميركية مترجمة ترجمة حرفية في المملكة العربية السعودية وتعتمد على القراءة، وأن 50 في المئة من طلبة الحلقة الأولى غير قادرين على القراءة.

وأشاروا إلى أن المناهج المطبقة عممت على الحلقة الأولى وكان من المفترض أن تضخ بالتدريج ابتداء بالصف الأول ومن ثم الثاني وأخيرا الثالث وعلى عينة من الطلبة وذلك لبيان مدى جدواها وتقبل المعلمين والطلبة لمستواها وتماشيه مع معايير هيئة ضمان الجودة وتطلعات المشروع الوطني لإصلاح التعليم في مملكة البحرين.

وتابعوا بأن مستوى المناهج الجديدة أعلى بكثير من مستوى الطلبة من جهة فضلا عن تعديه للمعايير التربوية المعقولة والمنطقية من جهة أخرى، مستشهدين بمنهج مادة الرياضيات الذي يركز على المسائل اللفظية والقراءة والكتابة، في الوقت الذي تشير التقديرات التجريبية للمعلمين إلى أن 50 في المئة من الطلبة في الحلقة الأولى غير قادرين على القراءة وأن 70 في المئة من الطلبة غير قادرين على التعاطي مع المناهج الجديدة. واستشهدوا بمنهج العلوم الجديد الذي يقتضي في فصله الأول من طالب الصف الأول الابتدائي بالتعرف على أجزاء الشجرة وكتابتها فضلا عن كتابة وظيفة كل جزء.

ولفت التربويون إلى أن منهج العلوم يضم جزءين (كتابا وكراسة) والأخيرة تطبيق لما يدرس من الكتاب، مستدركين بأنهم ألغوا التعاطي مع هذه الكراسات لعدم منطقيتها واعتمدوا في الشرح على المناهج القديمة وما تيسر من المناهج الجديدة.

وفي سياق ذي صلة، أشار التربويون إلى وجود الكثير من المصطلحات المعربة حرفيا في المناهج الجديدة التي لا وجود لها في القواميس التربوية، معتبرين ذلك ضريبة لترجمة مناهج أميركية ترجمة حرفية، في الوقت الذي كان يتوجب على الوزارة أن تعتمد على اقتباس المناهج وتطويرها مع معطيات قطاع التعليم في مملكة البحرين وبالتنسيق مع المعلمين تمهيدا لتطبيقها على عينة من المدارس لضمان فعاليتها.

وعلى صعيد آخر، أشاروا إلى أن أولياء الأمور هم أيضا غير قادرين على التعامل مع هذه المناهج وأن الفصل الأول والفصل الجاري لهذا العام الدراسي شهد تزايد نسبة شكاوى أولياء الأمور واحتل الموضوع نصيب الأسد من نقاشات مجالس الآباء في المدارس. وتابعوا بأن إدارة المدارس حاولت تضييق هذه الفجوة من خلال تدشين اللقاءات التربوية بعد أن ضخت وزارة التربية والتعليم المناهج الجديدة في المدارس من دون سابق إنذار أو ورش تهيئة للمعلمين.

وذكر التربويون أن المناهج الجديدة لم تدعم بأقراص مدمجه لشرحها أو بأدوات مختبرية لتطبيق التجارب المرفقة في كراساتها، الأمر الذي دفع المعلمين إلى الاعتماد على ما هو متوافر في المختبرات المدرسية فضلا عن مواقع شبكة المعلومات (الإنترنت) التربوية لشرح طريقة تقديم المناهج للطلبة.

وفيما يتعلق بالمنهج التكاملي الذي عمدت الوزارة إلى تعميمه العام الماضي على جميع المدارس الحكومية ويضم فصولا متعددة كل فصل عن مادة أساسية مختلفة (رياضيات وعلوم وإنجليزي ولغة عربية وتربية إسلامية)، ذكروا أن الوزارة عمدت إلى تطبيقه في بادئ الأمر على 10 مدارس حكومية ومن ثم 30 مدرسة إلى أن عمم تقريبا على 80 في المئة من المدارس الحكومية خلال عام واحد، مستدركين بأن الوزارة تتجه إلى إلغاء المنهج التكاملي بعد أن أثبت عدم جدواه.

وأشاروا إلى أن وجود المنهج التكاملي والمناهج الجديدة أربك الطلبة والمعلمين على حد سواء لتضاربها

العدد 2366 - الخميس 26 فبراير 2009م الموافق 01 ربيع الاول 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً