استضافت «الوسط» الأربعاء الماضي «بيئيو المعامير»، في جلسة مكاشفةٍ ومصارحةٍ على الهواء، ونشرت وقائعها يوم الجمعة. وهي قصةٌ ستروى للأجيال على ما ألحقه الإنسان الجشع ببيئته وأرضه والحضن الدافئ الذي آواه.
الحكاية تعود إلى أكثر من قرن، حين اضطر أهلها للنزوح من جنوب البحرين لأسباب مؤسفة، فاتجه بعضهم نحو الساحل الغربي ليستقر في دار كليب ويؤسس حيّ «الجواونة»، وبعضهم اتجه شمالا ليستقر في هذه الأرض الزراعية الخصبة التي اشتهرت بالمعامير.
في بداية عصر النفط، اختار خبراء شركات النفط هذه المنطقة التي تمثل بطن جزيرة البحرين، لأسبابٍ نجهلها، لكن ليس من بينها طبعا العناية بصحة الإنسان ولا حماية البيئة. وهو ما دفع ثمنه المواطنون في القرى المحيطة، وما يقابلها من قرى جزيرة سترة.
في عهد الاستقلال، تم الاعتناء بعدد من القطاعات التجارية والاقتصادية والصناعية، لكن لم يكن من بين الأولويات مراعاة الصحة والبيئة. واحتجنا لنستيقظ من غفوتنا إلى عدة عقود، حتى تفجّرت قضية غازات المعامير في أبريل/ نيسان 2005، حيث دخل 57 من أبنائها قسم الطوارئ وتعرّضت أربع نساء لحالات إجهاض، شكلت بعدها لجنة تحقيق برلمانية تم إجهاضها بهدوء.
بعد عامين، سجلت 12 حالة وفاة لأسباب سرطانية، 10 منها دون الستين، مع أكثر من 50 حالة تشوّه في قرية تعدادها 6 آلاف نسمة، وهو رقمٌ مهولٌ بلاشك. ولن ننسى أبدا موقف وزيرة الصحة السابقة ندى حفاظ، التي وقفت في البرلمان لترد على الانتقادات، بمقولات فيها الكثير من الاستهتار بالحقائق والأرواح.
إذا كان هناك عذرٌ بالتفريط في البيئة في عهد الانتداب الأجنبي، وإذا كان هناك نصف عذرٍ باستمرار التفريط بعد الاستقلال، فليس لنا عذرٌ الآن، وخصوصا بعد ما تكشّف عنه العقد الأخير من كارثة بيئية. والأسوأ تعامل الجهات الرسمية مع القضية، فالوزير المختص يردّ بأن الحل يحتاج إلى مليارات! وهو أمرٌ لا قبل لنا به في بلدٍ موازنته السنوية مليارا دينار ونيّف!
قبل شهرين انتشرت سحابةٌ من الغازات الخانقة ليلا حتى غطّت كل مناطق البحرين، من الحد حتى برّ الغزلان. ولأنها مرتبطةٌ بصناعة النفط الذي يمثل الجزء الأكبر من مواردنا، فقد تم تعويم المسألة، حتى تُسجّل ضد مجهول، حسب شهادة الجهات الرسمية المؤتمنة على حماية البيئة.
من الجانب الأهلي، هناك ظاهرتان متناقضتان تستوجبان التسجيل. فالقرية ومن باب الدفاع عن النفس ومواجهة حالة الاستهتار، أخذت تنظم مهرجانا بيئيا منذ سنوات. و «اللجنة الأهلية لمكافحة التلوث البيئي» أنتجت فيلما وثائقيا عُرض في جلسة «الوسط»، من إبداع كادر بحريني كامل، إلى جانب أكثر من 12 عملا فنيا لا يتسع لعرضها طبعا تلفزيون البحرين. وأسّس الناشط محمد جواد الذي درس الموسيقى في السبعينيات في مصر، فرقة «موسيقيون مستقلون»، لمواجهة الكارثة. وفي آخر مجاهداته حمل ملفه إلى كوبنهاغن ليعرض القضية أمام قمة المناخ.
المؤسف أنه أمام هذا الوعي والحراك المتقدم، تورّط الصندوق الخيري في التعامل مع الجهات المدمّرة للبيئة، مقابل ما يرمى له من فتات. وقبل أسبوعين قرأتُ خبرا عن استقالةٍ جماعيةٍ احتجاجا على الانتقادات التي وُجّهت للإدارة، لتبنّيها مشروعا باسم «البر بالوالدين»، وتضمن زيارة للمقبرة للدعاء بالرحمة للموتى، الذين شرب أكثرهم من كأس التلوث الذي أترعته الشركات المتبرِعة بالفتات.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 2775 - الأحد 11 أبريل 2010م الموافق 26 ربيع الثاني 1431هـ
وصلة فيلم المعامير ارض الموت
http://www.youtube.com/watch?v=fHRx5hVn1dg
وهذا مقطع لمحمد جواد في كوبنهاجن
http://www.youtube.com/watch?v=-ArfROXEsSM
الفلم الوثائقي
كيف يمكننا الاضطلاع على هذا الفيلم عن تلوث المعامير
البحث عن الحقيقة
وش دخل السكلر بغاز المعامير؟ صج متسبب يا رقم 9، السيّد قاسم يكتب عن قضية محددة لانها تتعلق بأرواح أهالي المنطقة وأولادهم، فلماذا تقحم قضية ثانية فيها؟وهل تعلم ماحدث بالمستشفى؟ روح اسأل وشوف الغلطان من أولاً، طلع كلام الطبيب فيه الف علة. باي.
سكلر
استاذ ما تسمع عن مرضي السكلر شيسون في الاطباء والممرضات ما نشوفك كتبت عنهم شئ والله عاجبك الى اسونه خلك منصف شوي
شاهد على العصر
كما يشهد التاريخ بانه اهل المعامير اصلهم كانو يعيشون في جو وعسكر ليش مايرجع الفرع للأصل ويرجع قاطنين عسكر وجو الى ديارهم قطر ..
اللي يبي يكون شهيد يعيش في البحرين
نفرض ان تمت الموافقة على المعجزة وانشأت قرية جديدة هل سيحصولن عليها ؟؟؟!!!! بتتوزع مثل الكيكة ويعدين بيطلعون جو وعسكر وبيقولون احنا بعد مضررين من البا والمصانع المجاورة و الكسارات.
هالبلد اللي يموت فية موتة طبيعية اعتبرة شهيد لأنه سارت عليه كل القوانين العنصرية والانتهازية من الطبقة الجشعة المتآمرة على الشعب.
14 نور
يا أخي عن جد هاي المشكلة مالهة حل جريب, و المشكلة إن ألبا شركة عودة يعني إذا لجأنه للمحاكم بناخذ سنين و منين و إذا طالبنه الحكومة قالوا الميزانية ضعيفة وإذا شفت حالة أهل المعامير ينكسر قلبك, يا جماعة هالبلد كل مشكلة فيه أطقع و أكبر من الثانية يا أخي الوضع إخلي الحجر ينطق إشلون بني آدم, أدعوا مشايخ و وجهاء و سياسييها أن يكونوا مجلساً يذهب لمناقشة هذه المشكلة مع جلالة الملك مرفقاً معها تقارير المستشفيات عن البلاء الذي يصيبهم جراء هذه
السموم التي تأخذهم الواحد تلو الآرخر و السلام على أهلنا هناك
الأسباب معروفة وليست مجهولة، أسباب اختيار المكان
لا تمنوا النفس بما لا تقبله الحكومة، لن تقبل الحكومة بترحيلكم، دبلوماسية الكاتب، اختيار المنطقة لأسباب نجهلها، هو يعلمها لكن لا يريد الإفصاح عنها، المناطق المحيطة والتي ستتضرر من المصانع ولعلمهم بذلك مسبقاً تضم شعباً أصيلاً غير مرغوب فيه ويودون أن يتخلصون منه فكانت هذه إحدى الوسائل التي يتم من خلالها تطهير الأراضي من الشعب الأصيل، صبراً سكان ضواحي المصانع وهنيئاً لكم قصر عمركم لتهربوا سريعاً من الظلم
انا كمعاميري اقبل بالرحيل
الحل هو نقل المنطقة برمتها وطالما طرحت هذا الموضوع على الاهالي .. هناك قسم كبير على استعداد للرحيل لو توفرت ارادة سليمة من قبل الدولة ..
فيلم ارض الموت
هذا الفيلم الذي انتجته مجموعة من شباب المعامير، تحلمون يبثونه في تلفزيون البحرين. هم مستعدين يجيبون لنا فرق رقص من البرازيل والصين وروسيا البيضاء والزرقاء، ولكنهم غير مستعدين لبث انتاج الشباب البحريني. ما قالوا عذاري تسقي البعيد وتخلي القريب
السؤال:
وهل الحكومة مستعدة لنقلهم إلى منطقة أخرى؟ ام ان سياستها التفرج عليهم وهم يموتون؟
اي والله صدقت يا زائر رقم 1
انا اضمن صوتي للاخ الزائر رقم 1 . واقول مستحيل مثل ما تفضل الزائر وقال من المستحيل يلغون شركات كبيرة مثل البا وبابكو لان هي مصدر المال وانها فعلا راح تكلف الملايين . الله يكون والله في عونكم . واعتب على بعض من الصحافة او النواب ليش ما يناقشون هالمشكله . الهيئة العامة للبيئة شنو دورها . اعتقد انهم يمارسون التمييز في كل النواحي حتى في الصحة يوجد تمييز وطائفية .. اشكر الاستاذ قاسم حسين على الاهتمام بهذا الموضوع. واشكركم يا زوار جميعا
رسالة لأهل المعامير
أنا رأيي يا أهلنا في المعامير انكم تلحقون على روحكم وأولادكم وتطالبون بنقلكم لمنطقة ثانية لأنه من المستحيل الغاء شركة مثل ألبا أو بابكو لأن ذلك يكلف البلايين وأما بناء قرية جديدة لكم بأحدث الفلل وأنظف الشوارع والخدمات وتعويضكم مادياً عن تنقيلكم لن يكلف الدولة حتى 100 مليون.
أنا أقول صحتكم وصحة أولادكم أهم الاصرار على بقاءكم في المعامير الحالية.