لا أخفيكم سرا عندما أخبركم يوما بأن من يرسم البسمة على شفاهكم يوميا، أو من يُساهم في تخديركم أو تسكينكم على الأقل من آلامكم المزمنة والتي لم تجد لها حلا من سنين طوال توارثت أبا عن جد، بعضها محلية وأخرى عالمية وسط عيادته الثابته على صدر صفحة الصحيفة التي يعمل بها وهي عبارة عن أربعة خطوط - مساحته الكاريكاتيرية - المليئة بالألغام.
عندما يضع الرسام الكاريكاتيري ريشته على الألم مباشرة، هاجما على متنفذ هنا ومنتقدا نائبا هناك ومتفاعلا مع رأي من جهة وحامل راية توجه وفكر مُعين يريد توضيحه من جهة أخرى.
كلها عبارة عن عمليات قيصرية أغلبها معقدة يجريها رسام الكاريكاتير وبشكل يومي، عمليات ينقشها بريشته على الورق، تتشابه شروطها وظروفها مع الجرّاح في غرفة العمليات عندما يمسك الجرّاح بمشرطه (القلم) واضعا إياه على الجرح (المشكلة) مُحاولا استئصاله من جذوره ومحاولا معالجته وتسكين آلامه.
لم تكن هذه التصورات هي وجهة وقناعة أراها صحيحة لوحدي، بل هي وجهة نظر جملة من المثقفين الذين تعاملوا مع رسام الكاريكاتير على انه جرّاح، جريء مغامر في سبيل التخفيف عن الآخرين وإسعادهم.
إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"العدد 2773 - الجمعة 09 أبريل 2010م الموافق 24 ربيع الثاني 1431هـ
عن الف
المثل يقول, الصورة تعوض عن الف كلمة. الرسم الكاريكاتير يحمل معاني عن الف صورة, اذ انه منبعث من الواقع و جسد في بعض الاحيان مطلب شعب كامل. رسام الكاريكاتير يبعث الروح في الرسم وبالتعليق البسيط ممكن ان يقول مع رسمه قصة لو كتبها كاتب لاخذت منه ايام ليكتبها. الرسم الكاريكاتيري قوة لايستهان بها, و عند رسامين مثل ناجي العلي كانت بمثابة اداة لتظلم شعب ضد الطاغي و المستبد و المنفذ و الظالم. مواطن مظلوم