العدد 2773 - الجمعة 09 أبريل 2010م الموافق 24 ربيع الثاني 1431هـ

رأفة بالشباب

جمال بن عبد الكريم آل حمود comments [at] alwasatnews.com

في خطوة لم أعتدها يوما قمت وعلى مدى شهرين متتابعين بمتابعة المواقع والمنتديات المنتشرة على صفحات الشبكة العنكبوتية في محاولة استكشافية لسلوك وتصرفات الشباب وما يقومون به من نشاطات عبر هذه المواقع والمنتديات.

تتبعت كتاباتهم، تتبعت كل ما يسمح لي تتبعه من الاطلاع على صفحاتهم الشخصية، قوائم أصدقائهم، الصور، الفيديو كليب، أي بمعنى آخر استقصاء كامل حد الممكن لفئة غير قليلة من الشباب.

بعد كل هذه الجولة، قمت بالاطلاع على كتاباتهم ومشاركاتهم، كنت أركز تركيزا تاما على كل كلمة تكتب وكل عبارة تخط، ذلك أني أقدمت على هذه الخطوة وفي تفكيري أمر واحد حسب ما يعتقد الكثيرون ويشيعون من أن الشباب يقصدون هذه المواقع للدردشة والمواعدة.. إلخ.

في الواقع أنني بعد هذه الجولة الاستقصائية ندمت أشد الندم أنني لم أدخل هذه المواقع والمنتديات وبشكل دائم.

لقد قرأت في مواقع كثيرة لشباب كثيرين ذكورا وإناثا ورأيت ذلك الحس الذي يكتبون به، ولشدة ارتياحي بأنني قد خاب ظني من أن الانطباع الذي كان لدي لم يكن صحيحا.

وحرصا مني على التواصل مع شريحة منهم توسمت فيهم أن يكونوا مدونين موهوبين، تناقشت معهم، قدمت لهم بعض الملاحظات. لكني لم أكن أتوقع ذلك التجاوب الكبير الذي أبداه هؤلاء الشباب. لقد تقبلوا ما أبديته من ملاحظات بصدر رحب، بل وزادوا على ذلك أن أصبحوا حريصين كل الحرص على مراجعة ما يكتبون واختيار المواضيع التي سيكتبون عنها.

اليوم لدي الكثير من الأصدقاء من هؤلاء الشباب أصبحت متعلقا بهم وهم كذلك باتوا متعلقين بي، وهذا أمر أحزنني كثيرا وآلمني، ليس تعلقي بهم أو تعلقهم بي هو المؤلم، بل المؤلم أن مجتمعاتنا وللأسف لم تعطِ هؤلاء الشباب حقهم ولم تتعامل معهم بالكيفية التي كان ينبغي عليها أن تتعامل معهم بها.

هذه المجتمعات التي لم تفرق بين صالح وطالح، هذه المجتمعات التي ظلمت هؤلاء الأعزاء بأن حملت الجميع وزر فئة منهم قلت هذه الفئة أو كثرت، فحولتهم من شباب يملك من الطاقات والإبداعات الكثير، هذه الطاقات والإبداعات كان من الممكن الاستفادة منها في بناء شباب آخرين يكونوا سندا لهؤلاء المبدعين يتأثرون بهم ويؤثرون بآخرين، فتحول هؤلاء الشباب إلى فئة تحس بالتهميش والغبن، ليتحولوا إلى شباب ناقمين على مجتمعاتهم وعلى من حولهم، وينمو هذا الشعور بدواخلهم، فيلجئون إلى الانتقام من هذه المجتمعات بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة. فهلاّ رأفنا بهؤلاء الأعزاء واحتويناهم وضممناهم إلى صدورنا وأعطيناهم ما يستحقون من الاهتمام والحنان ليعودوا أكثر تجاوبا وأكثر فاعلية في بناء مجتمع آمنٍ وسليم.

إقرأ أيضا لـ "جمال بن عبد الكريم آل حمود"

العدد 2773 - الجمعة 09 أبريل 2010م الموافق 24 ربيع الثاني 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 3:45 ص

      لماذا النظر في السلبيات؟

      لماذا هذا التجسس يا جمال على سلوك و تصرفات هذا الشباب و تتبع حركاتهم و أصدقائهم و صورهم في الانترنت؟
      كان من الأفضل التعامل معهم بتكوين لجنة ثقافية اجتماعية تخدم المجتمع و الشباب و ليس بالتجسس عليهم في الانترنت و تقديم الملاحظات بالنظر في سلبياتهم من خلال كتاباتهم هذا عمل غير مقبول بالنسبة لهم بل يزيد من توهم هذا الشباب بالتدخل فيما لا يعنيك
      لا أدري لماذا التركيز على السلبيات يا جمال أكثر من الايجابيات على للشباب؟
      الكاتب باين من كلامه أنه لا يريد اصلاح الشباب بل يريد تغييرهم إلى الأسوأ للأسف

    • زائر 1 | 2:32 ص

      مااعتقد

      الصراحة ماعتقد في احد يبي يتعامل مع هالفئة، اقل شي وابسط شي يصير وبكل كلمة والثانية يقولون لنا: اييييييي وين شباب الاول ووين انتوا اللحين ،،،،،
      الكل يحسسنا بمدى سوءنا، ليش ماادري، بالعكس والله فينا فئات وااايد ممتازة، بس فئات المجتمع الثانية يشوفون السلبيات فقط، والايجابيات محد يبي يجوفها ويحطون عليها غشاوة، ليش، ماادري ...

اقرأ ايضاً