قال خطيب الجمعة بجامع عالي الكبير الشيخ ناصر العصفور: «إن الوقف يشكل رافدا مهما لتلبية حاجات ضرورية دينية واجتماعية»، وأوضح أنه لابد أن تكون لدينا ثقافة ورؤية واضحة للوقف ونظرة عصرية لمتطلبات الحياة وخصوصا فيما يستجد من أوقاف بحيث نعمل على سد جوانب النقص وتلبية الحاجات المهمة التي يحتاجها مجتمعنا والفئات المقصودة.
وأضاف «نحن نفتقر لوجود المؤسسات والجهات الخيرية في مجالات متعددة نظرا لازدياد الحاجات واتساعها في هذا العصر والمهم أن تكون لدينا الثقافة والرؤية التي يمكن لنا من خلالها تلمس هذه الحاجات والعمل على إيجاد الحلول لكثير من المتطلبات الحياتية في أكثر من مرفق حيوي, ولو نظرنا إلى الأزمان السابقة لوجدنا من خلال عناوين معينة لنماذج الوقف لعرفنا كيف كانت لهم رؤيتهم الواضحة والعملية لتلبية حاجات اجتماعية آنذاك.
وذكر العصفور مثالا عن أهمية الوقف بما يسمى بوقف العبرة في جزيرة النبيه صالح، موضحا أنه وقف يوفر وسيلة النقل من وإلى تلك الجزيرة بقوارب صغيرة تنقل الناس إلى جزيرة سترة ممن ليس لديه قارب أو لا يملك الأجرة وخصوصا الفقراء, وهذا الوقف وبعد أن تم إنشاء الجسر فقد استبدل إلى حافلات صغيرة تقوم بالغرض نفسه, فمثل هذه النماذج المذكورة تلبي حاجات ضرورية في ذلك الوقت وقد ساهمت بحل هذه المشكلة التي يعاني منه عدد من الناس.
وتابع أن الغرض من ذكر هذه الأمثلة هو الإشارة إلى أنهم في تلكم الأعصار لاحظوا الحاجات وعملوا على إيجاد الحلول العملية لها وبالتالي لابد لنا نحن في هذا العصر الالتفات إلى الجوانب الحيوية والمهمة وخصوصا التي في معرض الحاجة للضعفاء والمحتاجين وذوي الدخل المحدود ومن هنا لابد من التفكير في الوسائل العملية لتلبية هذه الحاجات وسد النقض الحاصل في جوانب كثيرة. وقال: «لماذا لا تكون لدينا مؤسسات أو مشاريع وقفية للعلاج مثلا بحيث يخصص للحالات التي يحتاج فيها غير المقتدرين للعلاج في الخارج بحيث تتكفل بنفقات علاجهم, وأيضا في التعليم يخصص وقف لابتعاث الطلبة من العوائل غير المقتدرة إلى الخارج للدراسة وهكذا يمكن تخصيص وقف أو مشروع لطباعة الكتب والتراث وتحقيق المخطوطات وهكذا من مشاريع يمكن أن تساهم في خدمة المجتمع والارتقاء به».
العدد 2773 - الجمعة 09 أبريل 2010م الموافق 24 ربيع الثاني 1431هـ