أكد إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان القطان، أن الابتلاءات والمصائب تزيد من نضوج الرجال وصلابتهم، معتبرا أن الابتلاء «لن يكون نقمة على المؤمنين، إذ ينزاح بعد وقوعه من دون أثر».

وأشار إلى أن «المصائب والفتن اختبارات تبيّن مدى ما يمتلك العبد من الإيمان، وهي ضرورة للمؤمن، تشحذ همته وتقوي إيمانه، ولعل من حكمة الابتلاء أنه فرصة لمراجعة حسابات مضت، ووقفة للتطلع في مستقبل خيّر».

واستعرض القطان في خطبته يوم أمس (الجمعة)، (حادثة الإفك)، وسرد تفاصيلها، مبيّنا أنها «من أقسى المحن والمصائب التي تعرض لها الرسول (ص)، وكشفت جرم وشناعة المجرمين والمنافقين».

وقال إن في حادثة الإفك الكثير من الدروس والعبر، أولها كيفية الثبات والصبر على البلاء، والتثبت في نقل الأخبار والأحكام، والحذر من الطعن في عرض المسلمين، وإشاعة الأخبار غير الصادقة التي تثير البلبلة في المجتمع.

وذكر أن «من الواجب على المسلمين أن يظنوا بأنفسهم وبأهاليهم خيرا، وإذا كانوا يملكون البينة والدليل على ارتكاب إثم ما، فليطلبوا تنفيذ عقاب الفاعل، من دون الإضرار بسمعته (...)».

وتابع في ذكره للدروس والعبر من حادثة الإفك «تبيّن الحادثة لطف الله سبحانه وتعالى ودفاعه عن أوليائه، وضعف النفوس وحاجتها إلى التثبيت من الله عن الابتلاء».

وحذّر إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي «من اللسان، فإنه يهلك الإنسان ما أطلق له العنان»، لافتا إلى أن «الأمة الإسلامية مازالت مستهدفة في رموزها ومقدساتها، ومازالت الحملات المعرضة توجه سهامها إلى الإسلام، وذلك من خلال الطعن في العلماء والمتمسكين بالدين، والتشكيك فيهم».