طالب فنانون ومخرجون سوريون بإنتاج أعمال عربية لدعم القضية الفلسطينية على غرار المسلسل التركي المدبلج «صرخة حجر» الذي تعرضه MBC1 وmbc4، معتبرين أن مهارة الأتراك في المسلسل أحرجت الدراما العربية.
وأكد الفنان السوري عباس النورى - بطل مسلسل «الاجتياح» الذي تناول القضية الفلسطينية - لـ mbc.net، أنه لشيءٌ رائع أن يقدم الأتراك عملا كهذا، لكنه في الوقت نفسه «عيب على العرب» أن تكون القضية قضيتهم ويقدمها بهذه المهارة أتراك.
وأعرب عن أسفه الشديد لتجاهل الكثير من النجوم في الوطن العربي مناقشةَ قضية الشعب الفلسطيني في أعمال درامية بإنتاج عربي. وأشار إلى أنه لا يرغب في أن يُلقي اللوم فقط على النجوم العرب لأنهم مقيدون بفكر سياسي، لهذا «أطالب بضرورة نضوج الفكر السياسي بالوطن العربي حتى يتمكن المبدع العربي من التعبير عن القضايا التي نمر بها بكل جرأة، لكي نعرض ما نتعرض له من انتهاكات سواء في فلسطين أو في العراق من دون أن تتدخل الرقابة».
وأعرب عن أسفه الشديد لعدم عرض مسلسل «الاجتياح «على قنوات فلسطين، وهو العمل الذي قام ببطولته، وقدم من خلاله صورة حية عما يتعرض له الفلسطينيون من أعمال إجرامية على يد العدوان الإسرائيلي، مشيرا إلى أن هذا العمل يخص في المنزلة الأولى الشعب الفلسطيني، فكيف لا يُعرض على قنواته الفضائية؟!
من جانبه، قال تيم الحسن الذي لعب بطولة «التغريبة الفلسطينية» إن العرب يحتاجون إلى صرخات درامية متوالية حتى يجتمعوا كأمة واحدة. واعتبر أن «صرخة حجر» من أهم الأعمال التي تطرقت إلى القضية الفلسطينية بشكل جريء وواقعي. وأضاف أن الدراما العربية لم تقدم أعمالا كثيرة عن الانتفاضة التي تعتبر من أهم الأحداث العالمية، وليست العربية فقط، التي يجب تسليط الضوء عليها. وأشار إلى أنه عندما قدم مسلسل «التغريبة الفلسطينية» من قبل، عايش الشعب الفلسطيني خلال سنوات القهر في ظل الاحتلال، مضيفا أن رسالة الفنان في تقديم أنموذج حي عن الواقع بكل ما يحمله من جوانب سلبية أو إيجابية.
من جانبه، أوضح المخرج السوري نجدت إسماعيل أنزور أن «صرخة حجر» يكشف خبث وزيف السياسة الإسرائيلية الحالية، لافتا إلى أنه من الطبيعي أن نجد «إسرائيل» تضغط وتمنع بث المسلسل على المحطات العربية؛ لأنه يمس «التابو» الذي صنعه المحتل.
وأعرب أنزور عن اندهاشه من خوف بعض المحطات العربية من عرض هذه الأعمال الجريئة، مشيدا في الوقت نفسه بجرأة mbc، وقال إن «صرخة حجر» جاء في الوقت الذي يتجزأ فيه القدس وتتعرض لمحاولات بناء المستوطنات الإسرائيلية من حولها.
ووصف «صرخة حجر» بالأنموذج المثالي في تقديم شخصية إنسان فلسطيني وعاداته وتقاليده، لافتا إلى أنه كان لديه عمل مماثل لـ «صرخة حجر» بعنوان «الطيور البيضاء»، إلا أنه لم يلقَ الدعم من أية محطة عربية... الأمر الذي أدى إلى إيقافه حاليا.
بدوره، أوضح الكاتب السوري هاني السعدي أن أهم ما يميز «صرخة حجر» أنه عمل تركي اقترب من الواقع المعاش في القدس، في الوقت الذي يتزامن انفتاح القيادات السياسية في تركيا على العالم الإسلامي وتجاهل علاقاته مع «إسرائيل»، وهذا كان بمثابة الذبح لهم، على حد تعبيره. وطالب هاني من جهات الإنتاج للدراما العربية أن تخطو خطوة «صرخة حجر» وعدم السعي وراء الربح والمال فقط، قائلا: «إلى متى سننتظر ونقف مكتوفي الأيدي وتقوم إسرائيل من جانبها باحتلال كامل الأراضي العربية».
وفي سياق متصل، اعتبر الفنان السوري عبدالحكيم قطيفاني أن إصرار قناة MBC على مواصلة العمل يستحق كل التقدير والاحترام، متمنيا في الوقت نفسه أن يوزع مسلسل «صرخة حجر» على الـ «سيديهات» ليكون أكثر انتشارا بين الجمهور العربي. واعتبر الفنان السوري عرض «صرخة حجر» ينطلق من الواجب الأخلاقي والإنساني تجاه القضية.
ووصف قطيفاني ذاكرة الشعوب العربية بأنها «خرقاء» ودائما تجنح إلى نسيان المصائب، معتبرا أن «صرخة حجر» جاء ليوقظ المشاعر العربية، ما يقلق «إسرائيل» من إثارة الرأي العام العربي ضده ويكون ورقة الضغط عليهم.
العدد 2773 - الجمعة 09 أبريل 2010م الموافق 24 ربيع الثاني 1431هـ