تحيط بها المصانع الكبيرة والصغيرة والورش والحظائر وتطوقها بحصار لا مفك لها منه منذ سنين لتبدو تلك المصانع أشبه بزرع بين أضلع تلك القرية التي يموت فيها البشر على مرأى من الجميع.
واقعها يمكن تلخيصه في سطور قليلة تتحدث بلغة الأرقام عن وجود 700 منزل تضم بين جدرانها 6 آلاف نسمة، ومدرسة يرتادها ببراءة 550 طالبا وتجاور أحد المصانع وغيمة صفراء تهدد رئات وأرحام أهالي تلك القرية وقصة تعاد ذكرياتها كل عام في أبريل/نيسان للعام 2005 أبطالها 57 شخصا يقطنون القرية واكتظت بهم أروقة طوارئ مجمع السلمانية الطبي فيما أجهضت أربع نساء أجنتها كما أجهضت يومها القرية حلمها بانتهاء ذلك الكابوس بعد لجنة تحقيق شكلت لتحقق في ما آل إليه حالة تلك القرية والتي وئدت كما وئدت توصياتها.
سجل التاريخ لتلك القرية خطوطا حمراء أسفل 12 حالة وفاة أسبابها أمراض سرطانية، 10 منها دون العقد السادس خلال العام 2007 وأكثر من 50 حالة عاهة في قرية صغيرة، ذلك كان ملخص لفيلم يحمل اسم «أرض الموت» من إنتاج اللجنة الأهلية لمكافحة التلوث البيئي، وبجهد معاميري بحت في الصوت والصورة والإعداد والمونتاج أعده الناشط البيئي ورئيس لجنة بيئيي المعامير ومؤسس فرقة «موسيقيون مستقلون» محمد جواد وأهالي قريته.
«الوسط» استضافت محمد جواد في ندوة عن المعامير يوم أمس الأول (الأربعاء)، عرض الفيلم الذي أعده وهو قصير لم يتجاوز سبع دقائق تناول قصة أهالي المعامير منذ رحيلهم من عسكر وانتقالهم إلى المعامير التي أطلق عليها هذا الاسم بعد أن عمرها أجدادهم الذين لم يعلموا بخطورة جيرانهم (المصانع)، نوه فيه إلى أن الأهالي باتوا اليوم متيقنين بأن رحيل تلك المصانع الكبيرة التي تبعد كيلو مترات قليلة ضرب من الخيال وترحيلهم «هم» من قريتهم خيال أيضا ولكن الحلم بإبعاد المصانع الصغيرة والورش والحظائر حلم قائم وسيتحقق يوما.
وقال: «كما ينفق السمك في خليج توبلي يموت البشر في المعامير والمحظوظ منهم يصاب بعاهات وأورام وتلف رئوي أما آن للمصانع أن تلتزم بواجبها المهني والإنساني».
ومن عمق خوف الأهالي مما يهددهم في كل لحظة انطلقت لجنة بيئيي المعامير واللجنة الأهلية لمكافحة تلوث المعامير وصدعت أصوات فرقة «موسيقيون مستقلون» وتضم جواد وأبناءه وأبناء قريته، فرقة خرجت من رحم حادثة غاز المعامير، بعيدة عن الطائفية أهدافها إنسانية خلقتها المعاناة، إذ قال عنها جواد إنها قدمت 15 عملا تفخر بها المعامير على رغم عدم إرضائها لسياسة أية شاشة عربية.
وعلى عجالة استحضر جواد محطات في تاريخ القرية ومنها ما وصفه بوأد زيارته لغزة التي جاءت بعد دعوة من إدارة الثقافة وحماية التراث في غزة لأسباب واهية، كما تحدث عن عريضة أهالي المعامير التي وقعها 1700 توقيع، وما قابلها من ردود رسمية أقل ما يمكن وصفها بالمستهزئة على حد قوله، ولم ينسَ رسالة أطفال المعامير لوزير الصناعة التي قرأ مقاطع منها تقول: «رسالة من أطفال المعامير تناشدك بصفتك رئيس جمعية البحرين لتنمية الطفولة ونحن جزء منها، فإن كان قدرنا مجاورة الشركات الضخمة فهل قدرنا مجاورة المصانع والشركات الصغيرة أيضا»، مشيرا إلى مقاطع أخرى من رد الوزارة «أعزائي أطفال المعامير نقل الشركات الكبرى يتطلب الملايين بل المليارات (...)».
وجاء على ذكر حادثة المعامير وما خلفت من ألم في نفوس القرية جراء فقدان أبنائها من جهة وظلم الردود الرسمية من جهة أخرى فضلا عن وأد لجنة تحقيقها وعسكرتها على حد قوله.
وقال: «إن مملكة البحرين موقعة على الاتفاقية الدولية لحماية البيئة وعلى رغم ذلك أرى صعوبة واستحالة التعاطي مع هذا الملف محليّا؛ لذلك نوصل أصواتنا إلى الخارج على أمل ألا تعود غيمتنا الصفراء»، مستنكرا دعم مملكة البحرين لمنكوبي العالم وتجاهلها للموت على أرضها.
وأكد أنه ابن هذه القرية وموسيقي، بيئي وسياسي وأن قضيته وقضية أهالي قريته وطنية.
قرية المعامير التي رفعت شعار: «نحن لسنا قتلة بل قتلى» تستعد قريبا لإعادة شريط الذكريات، أقل من أسبوعين تفصلها عن الذكرى الخامسة لحادثة غاز المعامير (22/أبريل نيسان 2005)، إذ قال جواد إنه سيقوم الأهالي لإحيائها باعتصام سلمي أمام قريتهم وستحضره الجمعيات الست تحت عنوان: «معا لنوقف القتل في المعامير»، كما ستحتفل القرية بمهرجانها السنوي الكبير باليوم البيئي العالمي السادس.
وأخيرا لفت جواد إلى أنه سيقون بزيارة في يوليو/ تموز المقبل لجنيف ليقف أمام أبواب المنظمة الدولية لحماية البيئة التي وقعت على بنودها مملكة البحرين حاملا معه عوده وكلمات أهالي المعامير.
لم يتوقع يوما 6 آلاف نسمة يقطنون 700 منزل في المعامير أن تصل قضيتهم وأصواتهم إلى العاصمة الدنماركية (كوبنهاغن) وتحديدا في «قمة المناخ 15- هوبنهاجن» التي تضم المئات من قادة الدول وآلاف البيئيين والناشطين.
مثلت المعامير لوحة صغيرة، بسيطة في تفاصيلها عميقة في مدلولاتها ورمزت «الجمجمة « فيها إلى تلك القرية المنكوبة والمحاصرة بـ 135 مصنعا ولفتت أنظار الآلاف، ولم تكن صورة أطفال المعامير أمام مدرستهم التي تجاور أحد المصانع أقل إيلاما إذ شاطر أطفال الدنمارك أطفال المعامير المعاناة.
لم تكن المجمعات والأسواق والطرقات بعيدة عن تلمس معاناة هذه القرية إذ رفعت صور تقول «ساحل المعامير تحول إلى مستنقع وهذا ما تركوه لنا».
وكتبت عبارة «لمشاهدة الجرائم البيئية... أهلا بكم في معامير البحرين» على الكفوف، ضمن فعالية على هامش القمة قامت بها إحدى الناشطات البيئيات من الدنمارك.
متكئا على قاعدة صغيرة وضاما عودا شرقيا لفت أنظار الجميع وأطلق الناشط البيئي والمتطوع الوحيد البحريني في القمة محمد جواد عباراته بلغة إنجليزية، سجلتها 40 محطة تقول كلماتها «مملكة البحرين مدمرة ولم يتبق منها سوى الموت والمرض».
لتختم « المعامير» جولتها في «»كوبنهاغن»» بتقرير سريع قدمه جواد على وقع الثلوج وقبيل خروج القادة والرؤساء من المؤتمر على أمل إيصال الأصوات التي تختنق في المعامير.
الوسط - محرر الشئون المحلية
شكا مواطن بحريني يقيم في شقة مؤجرة بمنطقة المحرق، من تعرضه لمضايقات من قبل صاحب العمارة التي يسكن فيها، إذ قام مساء أمس بجلب رجال الشرطة لإخراجه وعائلته تنفيذا لحكم قضائي بالإخلاء.
وذكر المواطن أنه طوال السنوات العشر الماضية لم يكن يواجه أية مشكلات مع مالك العمارة السابق، ولكن بعد توزيع الإرث آلت البناية إلى مواطنة بحرينية، فبدأت المضايقات تطفو على السطح.
وبيَّن المشتكي أن صاحبة الإرث أعطت زوجها توكيلا يسمح له بإدارة العمارة، فقام برفع دعوى قضائية ضد 6 من المستأجرين لرفضهم رفع الإيجار بنسبة 45 في المئة، مفصحا عن أن الأحكام القضائية الصادرة بحق المؤجر لم يقم بتنفيذها ولكنه سارع لتنفيذ الحكم بطرده من الشقة.
ولفت أن الحكم بإخراجه من الشقة صدر بتاريخ 31 مارس/ آذار 2010، ولكنه لم يتسلمه رسميا، وبالتالي ليس من حق المؤجر إخراجه من الشقة.
وأشار إلى أن أهالي المنطقة تضامنوا معه وجلسوا في الشقة حتى لا يطرد منها، فيما حضر نائب المنطقة علي أحمد ووقع تعهدا لإمهاله حتى يوم الأحد لتنفيذ الحكم القضائي.
العدد 2772 - الخميس 08 أبريل 2010م الموافق 23 ربيع الثاني 1431هـ
نشكر لكم جهودكم
لا بد لجهودكم أن تنتصر في النهاية
وما ضاع حق وراءه مطالب
تنفخون في قربة مقضوضة
تنفخون في قربة مقضوضة
غريب في وطنه
مشاطرة اطفال الدنمارك لاطفال المعامير وفرار المسؤولين باعذار واهية للقرية المنكوبة - حال يبكي