العدد 2771 - الأربعاء 07 أبريل 2010م الموافق 22 ربيع الثاني 1431هـ

الهاشمي: ليس لدى القائمة العراقية «ثأر وانتقام» وسنتولى ترميم العملية السياسية

أشاد بمواقف البحرين المساندة للعراق في أحلك الظروف...

نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي في حواره مع «الوسط» (تصوير: محمد المخرق)
نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي في حواره مع «الوسط» (تصوير: محمد المخرق)

عبر نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي عن الامتنان الكبير لمملكة البحرين، قيادة وحكومة وشعبا، على مواقفها الثابتة والداعمة للجمهورية العراقية، مشيدا بمواقف البحرين المساندة للعراق في أحلك الظروف التي مرت بها الجمهورية منذ غزوها في العام 2003.

وقال الهاشمي في حوار مع «الوسط»: «إن القيادة السياسية البحرينية، وعلى رأسها عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة أشعرتنا بصدق وبرغبة حقيقية في تقديم يد المساعدة للعراقيين، واتخاذ المواقف التي تتناسب مع الظرف الراهن الذي تمر به الجمهورية عبر تفعيل جهود دول مجلس التعاون الخليجي في إنجاح العملية السياسية والمشاركة في تنمية العراق على كل الأصعدة».

وأكد أن القائمة العراقية التي ينضم إليها، ستسعى مع القوائم الثلاث الفائزة في الانتخابات وهي قائمة الائتلاف الوطني، وائتلاف دولة القانون والتحالف الكردستاني لضمان مشاركة حقيقية فاعلة في كل المناصب، والعمل معا لترميم العملية السياسية، وفي الوقت ذاته، التصدي للإرهاب الذي يستهدف الجميع بلا استثناء، والدعوة إلى دراسة ومراجعة الملف الأمني في الداخل ومع دول الجوار، وتأهيل المؤسسة العسكرية والأمنية لمواجهة العنف والإرهاب الذين لا دين له ولا قومية له ولا مذهب له، وهو في الحالة العراقية، يستهدف الجميع.

وفيما يلي نص الحوار:

في محطتكم الثانية من جولتكم العربية، قدمتم إلى مملكة البحرين بعد زيارة إلى دولة قطر الشقيقة، والتقيتم بجلالة الملك وسمو رئيس الوزراء، كيف تنظرون إلى نتائج هذه الزيارة وما هي أبعادها؟

- أود في البداية التعبير عن سعادتي الكبيرة بلقاء القيادة السياسية البحرينية، ويسعدني كذلك أن أقول إن مملكة البحرين لم تكن على الإطلاق بعيدة عن العراق عبر التاريخ العريق، ومن خلال الكثير من المشتركات التي تجمع البلدين الشقيقين، وقد ساندت البحرين العراق في أحلك الظروف التي مرت بها منذ الغزو في العام 2003، ولم تغلق سفارتها على رغم صعوبة الأوضاع الأمنية، وقدمت كل ما يمكن من دعم ومساندة.

وتأتي هذه الزيارة لإعطاء دفعة جديدة نحو تعزيز العلاقات الثنائية، ولاطلاع القيادة البحرينية على الأوضاع في الجمهورية بعد انتخابات السابع من مارس/ آذار، وقد دار حوار أخوي صريح مع القيادة السياسية البحرينية، وشعرت من خلال لقائي بجلالة الملك وسمو الملكي رئيس الوزراء برغبة كبيرة لمد يد المساعدة للعراقيين، ومن المهم بالنسبة لنا اطلاع قادة دول مجلس التعاون الخليجي على الوضع الراهن في العراق لأن ما يهم الجمهورية يهم الأشقاء في دول التعاون، ولهذا حرصنا على أن نطلع القادة على الأوضاع ومستقبل العملية السياسية.

جدل تشكيل الحكومة

بعد مخاض عسير شهدته الجمهورية إبان مرحلة الانتخابات وإعلان النتائج، بدأ مخاض آخر صعب أيضا للتوافق على اختيار الرئاسة وتشكيل الحكومة، ترى، إلى أي مدى يمكننا قراءة المشهد السياسي وكيفية الخروج من حالة الاضطراب؟

- بالإمكان اختزال الاضطراب بالرجوع إلى الدستور الذي أعطى في مادة رقم (76) الصلاحية للكتلة الفائزة لتشكيل الحكومة، ولكن هناك جدلا اليوم، وفي تصوري، بالإمكان تجاوز كل هذا الجدل بالركون إلى الشرعية التي منحها الدستور، بالإضافة إلى أن الكتلة العراقية التي فازت بالنسبة الأعلى ترغب في استيعاب الجميع، وعدم إقصاء أية قائمة من القوائم الفائزة انطلاقا من شعور عالٍ بالمسئولية.


بعثنا رسائل مطمئنة

يعني أن هناك اضطراب وقلقا من المشهد، لكن ما هي الخطوات التي اتخذتموها للخروج من هذا المشهد الصعب؟

- التحديات التي تواجه العراق كبيرة وتحتاج إلى تضافر جهود الجميع، ولذلك، بعثت القائمة العراقية برسائل مطمئنة لجميع الأطراف لأن تكون هناك مشاركة حقيقية في كل المناصب المرموقة للكتل الفائزة، ولا قلق على المستقبل، لأن القائمة العراقية ليس في نيتها «الثأر والانتقام»، وما يهمنا هو إعادة ترميم العملية السياسية، ووضع العراق في المكان المناسب له، وعودة العراق إلى حضن الدول العربية، وإعطاء دفعة حقيقية في إطار تحسين الخدمات وإنقاد الاقتصاد، وبالطبع، نحتاج إلى جهود الجميع.

العلاقة بين العراق ودول التعاون

لاشك في أن غزو العراق تسبب في بروز مواقف متفاوتة في السياسات الخليجية والعربية تجاه العراق، والوضع يحتاج على ما يبدو إلى إعادة بناء، كيف يمكن تحقيق ذلك؟

- يؤسفني القول إن غزو العراق كان سببا لتراجع حقيقي في العلاقات بين العراق وبين دول المجلس من جهة، وكذلك مع بعض الدول العربية من جهة أخرى، ولعلني أقول إن كل الدول العربية لديها مبرراتها فيما يتعلق بهذا الوضع، لكن مستوى العلاقة اليوم، لا يرقى إلى ما تتطلع إليه شعوب المنطقة العربية، بيد أن ما يهمنا اليوم هو المستقبل، وكواحدة من أولويات اهتمامات القائمة العراقية هي إعادة ترميم العلاقة بين العراق ودول مجلس التعاون... العراق بلد خليجي وعربي، والعراقيون يتنفسون من رئة المجتمع العربي، ولهذا يجب أن تكون العلاقات بين الدول العربية والدول الإسلامية متميزة.

كيف... ما هي الآلية لتحقيق ذلك؟

- سنعمل على مراجعة كل ملفات العلاقات الثانية بيننا وبين دول الجوار ودول مجلس التعاون الخليجي بما يتناسب مع تطلعات الأمة العربية، وبالتأكيد أن العراق ترك ليواجه قدره وحده في السنوات السبع الماضية، ولكل دولة خليجية رؤيتها الخاصة بشأن أسباب عزوفها عن المشهد، وبهذه المناسبة، بودي أن أرسل رسالة شكر وامتنان إلى مملكة البحرين التي لم تغلق سفارتها والتي أبقت سفيرها في العراق على رغم الظروف الأمنية الصعبة، وبالأمس علمت من جلالة الملك أن البحرين ستواصل هذه السياسة وستدفع العلاقات الاقتصادية والاستثمارية مستقبلا، وبعد أن تم تدشين الرحلات الجوية إلى بغداد والنجف الأشرف، هناك خطوط جديدة إلى أربيل، وهذا يؤكد رغبة جلالة الملك في التواصل مع الشعب العراقي.


الانتخابات... قناعة العراقيين بالديمقراطية

لو عدنا إلى الانتخابات، هل بوسعنا القول إن الشعب العراقي أثبت من خلال المشاركة الكبيرة إيمانه بالديمقراطية والتصدي للإرهاب؟

- بالتأكيد، يوم الانتخابات في السابع من مارس الماضي، وبهذه المشاركة الواسعة، يقدم دليلا على أن العراقيين متمسكون بالخيار الديمقراطي، ومؤمنون بتكريس ثقافة التبادل السلمي للسلطة من خلال صناديق الاقتراع، ونحن سعداء بهذا التطور في وعي المواطن، وخصوصا أن الوضع في العراق لايزال وضعا أمنيا هشا، وبعض الهجمات والاختراقات الأمنية، ومنها ما حصل خلال اليومين الماضيين هي مأساة بكل المقاييس، لكن الخيار الديمقراطي والتبادل السلمي للسلطة هو خيار ينطلق من إيمان الشعب العراقي بأن مستقبله يجب أن يبنى على هذه الوسائل، وأصدقها الانتخابات التشريعية.


مراجعة الملف الأمني

ولكن العدو الأول للعراقيين هو الإرهاب، المهدد الأكبر للدولة... كيف ستتصدون له؟

- العنف والإرهاب لا دين لهما ولا قومية لهما ولا مذهب لهما، وفي الحالة العراقية، فإن الإرهاب يستهدف الجميع بلا استثناء، واليوم نحن بأمس الحاجة لإيلاء ملف العنف والإرهاب ما يحتاج من عناية، ومنذ يوم الأربعاء الدامي في أغسطس/ آب من العام 2009، انطلقت العمليات الإرهابية للهجوم على مرتكزات الدولة، ولهذا نحن مدركون لأهمية إجراء دراسة مجددة، ومراجعة للملف الأمني في الداخل ومع دول الجوار بغية فتح مجالات أوسع لتطوير القطاعات الاقتصادية والاستثمارية، ونحن نحتاج إلى دعم عسكري وأمني من خلال تأهيل المؤسسات العسكرية، وتوفير فرص عمل للشباب، وتعميق مفهوم السلم الأهلي، وإكمال المصالحة الحقيقية بين الكتل السياسية، علاوة على ذلك كله، نحتاج إلى رزمة من الإجراءات العلاجية التي يجب ألا تقتصر على الجانب الأمني فقط، فهناك حاجة إلى مراجعة شاملة في مختلف المجالات السياسية والأمنية.


ستعود «رافعات» السبعينيات

نعجز عن توجيه الشكر لكم على هذا الحوار، ولعلنا نختم بالتعرف على مرئياتكم في شأن بناء الاقتصاد الوطني العراقي بما تمتلكه الجمهورية من خيارات استثمارية؟

- الهاشمي: كل عناصر النجاح وعوامل الظروف المساندة ستكون مهيأة عندما نعالج المسألة الأمنية بما تستحق من اهتمام، وفي تصوري، سيتحول العراق إلى ورشة كبيرة من العمل، وهو في أمس الحاجة لإعادة النظر في مرتكزات الاقتصاد العراقي الذي يتمتع بثروات في النفط و الغاز والمعادن والزراعة والمياه، وهو غني أيضا بالكثافة البشرية، فالخطط الموضوعة تهدف إلى تحويل العراق كما قلت إلى ورشة كبيرة، وكما تعلمون فإن البنى التحتية للخدمات وللاقتصاد وللعمران تعرضت إلى دمار شديد، بل وتدمر القسم الأكبر بعد غزو العراق.

اليوم، كل المرافق في حاجة إلى إعادة ترميم متوافقة مع رغبة العراق في اللحاق بالعالم المتقدم في مجال الاتصالات والتقنيات والخدمات المتعلقة بحياة المواطن العادي، وبالتأكيد، فإن قطاع النفط والغاز سيحظى بالأهمية القصوى لأنه المصدر الرئيسي للتمويل والإعمار، وبعد الانتهاء من المشكلة الأمنية، سيتحول العراق إلى ورشة كبيرة لا تقل عن فترة السبعينيات حينما تحول العراق إلى غابة الرافعات العملاقة من مختلف المقاسات والأوزان للعمل في مختلف الأنشطة، والفرصة مواتية لكن المطلوب هو معالجة التحدي الأمني، وفي مقدرونا ذلك بجهود الأخوة في العراق، بالإضافة إلى الدعم والمساعدة التي نأملها من دول مجلس التعاون الخليجي، فأمن الخليج هو أمن العراق والعكس، وحال تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، نأمل في إحداث تطور سريع مع دول مجلس التعاون والدول العربية، لكي يستعيد العراق هويته العربية ودوره التاريخي.

العدد 2771 - الأربعاء 07 أبريل 2010م الموافق 22 ربيع الثاني 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 6:50 ص

      ؟؟؟؟

      ..... أنك في أكثر من مره أدليت للصحافة بلأنتقام من فئه معينة من الشعب العراقي .. وكل أعمالك وتصاريحك تنم عن عقده تجاه الأخرين فمرة ستجعل الدم الى الركب وتهدد الشيعة بحمام دم ومرة تقول لايحكم العراق الا عربي ( سني ) أي أنت .

اقرأ ايضاً