العدد 2771 - الأربعاء 07 أبريل 2010م الموافق 22 ربيع الثاني 1431هـ

أميل لنبش التراث وأرصد السرقات الأدبية بالتوثيق

علي المحرقي في برنامج مسامرات ثقافية على «الوسط أون لاين»

صدر للباحث علي المحرقي كتاب «سرقات علمية وأدبية معاصرة» وأشار إلى أنه تتبع السرقات تاريخيا ولاحقها ليخرج بنتيجة نهائية تقول إن السرقة لم يسلم منها صحفي ولا أديب ولا شاعر... فالكل اشترك متى ما وجدت لديه هذه النزعة فإنهم اشتركوا جميعا في السرقات، وهذا موثق في الكتاب بالتفصيل، بحيث ابتعد عن السابقين ورصد السرقات مقتصرا على المعاصرين، جاء ذلك في برنامج مسامرات ثقافية على «الوسط أون لاين».

صدر لك كتاب «سرقات علمية وأدبية معاصرة»، هل لك أن تعطي القارئ بطاقة تعريفية للكتاب؟

- عنوان الكتاب «سرقات علمية وأدبية معاصرة» صدر للتوّ متزامنا مع معرض الكتاب الرابع عشر وهو من إصدارات دار العصمة، يحتوي على 217 صفحة في أحد عشر فصلا، مزود بوثائق وصور فالسرقات موثقة بجميع ما يحتاجه القارئ.

ماذا عن فكرة الكتاب كيف نشأت وكيف تتبعت السرقات العلمية والأدبية المعاصرة؟

- العنوان فيه دلالة على محتوى السرقات أو محتوى الكتاب فهو سرقات علمية أولا وثانيا أدبية ويختص بالزمن المعاصر، ولا علاقة له بما قبل عصرنا بالدولة العباسية والدولة الأموية والعصر الإسلامي كما بحثها أغلب النقاد، الكتاب يوثق بالصور وبالوثائق وبالملاحقات وبتفصيل الجزئيات البسيطة والدقيقة لمجموعة من السرقات وهي مجرد نماذج مجموعة من السرقات المعاصرة التي قام بها من نطلق عليهم «سُرّاق محترفون» وللأسف بعضهم أسماء لامعة في الصحافة ومعروفة، والبعض غير معروف، فكرة الكتاب ببساطة انبثقت عن طريق فكرتين أو بدايتين الأولى عندما كنا ندرس في الجامعة فهناك فصل يدرسه طلاب الجامعة في قسم اللغة العربية هو مسألة السرقة، ولا يخلو ناقد من بحث هذه الظاهرة الأدبية البعض يردها للتناصّ وبعضهم يريدها إلى توارد الخواطر وهكذا ولكني لمست أن النقاد إلى منذ القدم إلى عصرنا بداية القرن العشرين لمست أنه ليس هناك توثيق لسرقات فعلية بالحرف والصفحة وهذا ربما أثار لديّ تساؤلات كثيرة ولم تشدّني مسألة السرقات ما إذا كانت مجرد افتراضات وهنا انبثقت فكرة أن أكتب حول سرقات فعلية مع التوثيق.

إذن أنت لا تشتغل على فكرة السرقات الأدبية والعلمية من الناحية الفلسفية وما وراء كلمة السرقة نفسها، وما تحمله من إشكالات؟

- صحيح لأن النقاد القدامى والمحدثين كفونا هذه المهمة وتوصلوا إلى الكثير بشكل لا يترك مجال للكلام ولكنهم لم يبحثوا مسألة رصد هذه السرقات بالتحديد.

ما المنهج الذي استخدمته في معالجة هذه الظاهرة، فالمنهج يمكن أن يساعدك على عدم إعادة ما سبق والحرص على الإضافة وتحديد الظاهرة بدقة، ما المنهج الذي اعتمدته في معالجة هذه الظاهرة؟

- لعل أبسط تعريف بالمنهج الذي استخدمته هو تتبع السرقات تاريخيا وملاحقتها لا أترك شاردة ولا واردة تتعلق بهذه السرقة إلا وأحاول أن أرصدها، لأخرج بنتيجة نهائية تقول إن السرقة للأسف الشديد لم يسلم منها صحفي ولا أديب ولا شاعر ولا خطيب ولا عالم دين فالكل اشترك متى ما وجدت لديه هذه النزعة فإنهم اشتركوا جميعا في السرقات، وهذا موثق في الكتاب، فأرى الخطيب الديني للأسف وهو يعظ الناس حول السرقة والأمانة وإذا به يسرق كتب الآخرين، كذلك الشاعر وجد أيضا سارقا والناقد وجد سارقا والأكثر من هذا أن هناك أنواعا متعددة من السرقات حاولت أن أوثقها بالتفصيل، بحيث أبتعد عن السابقين وتكون السرقات مقتصرة على المعاصرين.

ما أهم السرقات الشهيرة التي اشتغلت عليها ومازالت قضاياها مستمرة حتى الآن؟

- الكتاب بما فيه مثير وربما يلمس القارئ ذلك بنفسه فكل سرقة مثيرة هل أتحدث عن أحمد أمين الكاتب المشهور كاتب الإسلاميات يقول جلال أمين بنفسه في مذكراته يقول إنه حينما كان صغير السن كتب مقالا أعطاه والده لينشره في مجلة الثقافة فبدلا من أن يكتب المقدمة نشر هذا المقال على أنه مقدمة وكتب تحته اسمه يقول جلال في ذاك اليوم ربما كان الأب متعبا ليس لديه شيء يكتبه ملّ الكتابة أو نضبت الأفكار فأخذ مقال ولده الصغير 15 سنة فوضعه وكتب تحته اسمه أحمد أمين، وكذلك الخطيب جعفر آل مير يسرق الخطيب السيد محمد صالح العدناني في كتابه حول الأعياد، تبقى قضيتان مثيرتان بالنسبة لديّ القضية الأولى قضية الخفاجي وهو دكتور في النقد الأدبي ومشهور إذ يكتب تحت اسمه دائما صاحب أكبر عدد من المؤلفات تقريبا 500 عنوان عدى المخطوطات، وكنت ألاحق مقالاته وكتبه وأنا معجب جدا به وبكتاباته وأضاف لي الكثير والتقيت به ووضعت في الكتاب صورة التقائي به في مصر حيث ذهبت إليه وراسلته وصارت بيني وبينه صداقة وبيني وبين ابنه الدكتور ماجد حتى زوجتي اصطحبتها أيضا في إحدى السفرات فصارت بيننا مودة ومراسلات ولعله من سوء الحظ أن يكون هناك مراسلات بيني وبينه ففي أحد المرات وأنا أتابع هذه القضية وأتابع كتبه وجدت كتاب «الرؤية الإبداعية» في أدب أحمد زكي أبو شادي وهو شاعر معروف والكاتب أعرفه لكن وجدت أن صاحب الكتاب هو الخفاجي وعبدالعزيز شرف يعني هما اشتراكا في تأليف الكتاب ذهبت إلى البيت تصفحت الكتاب قرأته من الألف إلى الياء راودتني خواطر أقول مع نفسي هذا الكلام ليس جديدا عن الكلام الذي قرأته ولكنه للخفاجي نفسه وليس لعبدالعزيز شرف فتساءلت هذه إشكالية والسؤال يحتاج إلى إجابة وأنا متأكد أن هذا الكتاب قرأته فأخذت أبحث في كتب الخفاجي فوجدت هذا الكتاب نصا من الألف إلى الياء في فصل لكتاب للخفاجي بعنوان دراسات في الأدب العربي المعاصر، بعثت إليه رسالة أستفسر، كيف وصل هذا الاسم إلى هذا الكتاب فبعث لي برسالة ووثقتها نصا في الكتاب ورد عليّ الخفاجي أردت أن أكرم صديقي عبدالعزيز شرف ووضعت اسمه جنبا إلى جنب مع اسمي، هذه سرقة هذا كذب من كاتب مشهور وناقد و عميد كلية الأدب في الأزهر وهذه القضية مازالت عالقة في ذهني وإلى الآن بعد ذلك أخذت ألاحقه، وخرجت بنتيجة أن الذي يسرق مرة لا يتوقف وفعلا أخذت ألاحق كتبه كلها فوجدت أن كتبه كلها بهذا المنظار.

فاكتشفت أيضا أن عبدالعزيز شرف نفسه يصنع أكثر من ذلك إذ يورد كتبه ومقالاتها ويضيف أنها كتب جديدة، والأغرب من هذا أنه كتب مذكراته من الألف إلى الياء ومن ضمن هذه الأشياء المكتوبة في مذكراته ولد ابني الدكتور ماجد، صدر لي الكتاب، ثم جاء كاتب آخر أحمد فتحي عامر وكتب كتاب اسمه عاشق المعرفة في سيرة الخفاجي وجدت أن هذا الكتاب نصا هو نفسه كتاب الخفاجي ويكتب في الكتاب بما يكشف السرقة نفس العبارة «ولد ابني ماجد، صدر لي الكتاب الفلاني ولدت عام كذا»، والحديث عن الخفاجي وهو يتكلم بلسانه لأن الأصل أن الكتاب كتاب الخفاجي وهو مذكرات الخفاجي نفسه.

وقد وجدت نصا صريحا إلى الخفاجي في مذكراته يقول لقد وضعت أسماء كتاب كثيرين على كتبي دون أن يكتبوا حرفا واحدا، فهذه سرقة أثارتني.

هل لك أن تطلعنا على أهم الفصول الأخرى التي رصدت فيها السرقات الأدبية بشكل سريع؟

- عندنا في فصل بعنوان «سرقات أدبية ملونة» هذا أرخت فيه السرقات القصيرة جدا إذ يذكر المفكر عبدالوهاب المسيري أن دكتور في الجامعة سرقه، وأنيس منصور كتب لواحدة من الأسر الثرية إذ طلبوا منه أن يكتب مذكرات وبعد ذلك يضعون عليها اسم إحدى نساء العائلة مقابل مبلغ من المال وهو نفسه يعترف في مذكراته بذلك وهذه المرأة من أسرة محمد علي باشا وهي ذات ثراء وتريد تكتب عن نفسها وكانت المذكرات باللغة الإيطالية وهو يتقن الإيطالية مقابل مبلغ وهذا الفصل أسميته «سرقات أدبية ملونة» أؤرخ فيها لسرقات قصيرة جدا، وعندنا مجلة «الهلال» تميط اللثام عن سرقة أدبية إلى الكاتب محمود قاسم إذ يؤرخ فصل آخر يذكر فيه الكاتب الصحفي محمود قاسم أن باسم نبيل فاروق يسرق مقالات نشرت في ليبيا والمغرب العام 1930 ثم يضع عليها اسمه وينشرها في مصر في التسعينيات إلى أن افتضح أمره، اكتشفه أحد القراء طبعا من ليبيا بعث إليهم رسالة قال هذا سارق لمجلات أنا وجدتها وهذا نص المقال، فهذا بالتفصيل عندنا نائب رئيس تحرير مجلة فصل آخر، وكاتب ( ماذا في التاريخ) وهو عالم معروف الكبيسي وهو شهير جدا وجدت أنه يسرق تفسير سيد قطب دون أن يضع عليه اسمه وينسبه إلى نفسه وأنا واضع بالتحديد نص تفسير سيد قطب وما يقابله تفسير الكبيسي سرقة فاضحة على العلن لم يغير شيئا، وفصل آخر الخطيب سيدجعفر آل مير يسرق الخطيب سيدمحمد صالح، وكاتب مصري ينتحل موسوعة تراث الإنسانية، وأردني يسرق شاعرا سوريا فضائح وسرقات أدبية في البحرين للأسف حتى البحرين وجدت سرقات أستاذ بالأزهر يسرق قصائد من مجلة الفيصل.

أشرت إلى فصل عن السرقات الأدبية والعلمية في البحرين ماذا تقول فيه؟

- في البحرين للأسف فاحت رائحة ليست سارّة نتنة فاضحة وهذا يحزّ في النفس خصوصا نحن البحرينيين لا نقبل أبدا أن يشيع عن كتاب بحرينين أنهم يسرقون إذ وجدت موقعا مشهورا جدا (موقع لصوص الكلمة) يؤرخ إلى هؤلاء يؤرخ لمجموعة من السراق لا أحب أن أذكر الاسم والقارئ يذكر وهذا موجود والصور وموجود بالتوثيق إنهم يسرقون من مجلات ومن جرائد يسرقون من القرضاوي ومن الشيخ ناصر الأحمد ومن أحمد الخميسي ومن عمرو خالد وهذا يعني سرقات فاضحة.

كتبت بحوث سابقة حول محمد جواد مغنية، المستشرقون ومتناقضات القرآن وكتاب آخر قتل الشعراء، ما جديدك للقارئ؟

- لديّ طبعا كتب جاهزة ومرتبة تنتظر الطباعة وقد اكتملت تماما وهي أربعة كتب جاهزة الكتاب الأول محمد جواد مغنية معاركه ومساجلاتها هذا خلاف ذاك الكتاب الأول عن حياته، وكتاب مقالات وقراءات في الدين والأدب ومجموعة فصول ودراسات في الدين والأدب، وسنوات الأدب، وعندما تثور العمامة وهو كتاب دراسة في سيرة الشيخ محمد جواد الجزائري أوثق حياته من ولادته حتى رحيله، والآن بعد اكتمال هذه الكتب الأربعة أشتغل على تحقيق مقالات للشيخ محمد جواد مغنية لم تنشر من قبل لا في كتبه ولا في إصداراته وهي بحوثه في المجلات القديمة جدا.

الباحث علي المحرقي بعد هذا الاشتغال من 97 إلى 2010 أصدرت مجموعة من الكتب الأدبية بشكل عام ما المنهج الذي تعتمده في كتابة هذا الكتب خصوصا أنك بمعدل كل سنتين أو ثلاث تصدر كتابا؟

- شخصيا أميل إلى التوثيق ونبش المجلات ونبش التراث وقد جدت أن لديّ رغبة جامحة أن أسلك هذا الطريق وربما ذاك تأثرا ببعض الكتاب مثل نبيل الحسناوي وأنور الجندي ومحمود قاسم هؤلاء اشتغلوا على الكتب القديمة ووجدت أن المجلات والدوريات تمتلك ثروة طائلة للأسف لم تقع أيدٍ كثيرة عليها وهذه أفكار لكتب كثيرة والمنهجية التي أميل إليها هي البحث والتوثيق فهذه المنهجية التي أميل لها، ولو يسع الوقت لكتبت حول النقد حول رؤيتي لبعض الأمور، هذه تجدها في مقالات وقراءات في الدين والأدب ركزت على النقد وعلى نقد بعض الظواهر العلمية والأدبية.

العدد 2771 - الأربعاء 07 أبريل 2010م الموافق 22 ربيع الثاني 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً