بينما تواصل اللجنة الاستشارية المكلفة بوضع استراتيجية لإعداد المنتخب الوطني لكرة اليد للاستحقاق العالمي العام المقبل بالسويد عملها وعقدها اجتماعها الثاني قبل أيام، يتلهف الكثيرون لمعرفة الدعم المفترض أن يحصل عليه اتحاد اللعبة أو هذه اللجنة، ولاسيما من أولئك القريبين جدا من هذه اللعبة أو المنتخب الوطني، إذ ما عرفنا أن الإعداد لمثل هذه البطولات تحتاج لأشهر طويلة وليس لأسابيع كما هي عادة الإعداد عند منتخبات «الطوفة الهبيطة»، أو منتخبات المناسبات.
جاء التشكيل للجنة الاستشارية متوافقا إلى أبعد التوقعات مع الطموحات التي كان البعض يضعها عليها لوضع خطة عمل قادرة بشكل سلس وجميل لإعداد المنتخب بالشكل الأمثل للاستحقاق العالمي نظرا للكفاءات الكبيرة التي شملها الاختيار سواء من ناحية الكفاءات التدريبية أو حتى الأكاديمية والإدارية، وهو ما سينبئ بالخروج بأفكار كثيرة لطريقة الاستعداد لهذا الحدث، غير أنه ومن واقع التجارب السابقة للإعداد للبطولات المختلفة وإن كانت هذه البطولة أيضا مختلفة، سيواجه اتحاد اللعبة ولجنته الاستشارية والمنتخب الوطني العديد من العقبات التي من شأنها أن تحبط كل الأفكار أو بعضها التي خرجت بها مخيلة اللجنة الاستشارية، وربما يكون أولها الميزانية المتناسبة مع مثل هذا الإعداد لمثل هكذا بطولات.
في الجانب الآخر لا يجب أن يغيب عن ذهن الاتحاد ولا لجنته الاستشارية إنهاء المشاكل الشخصية التي يعاني منها الكثير من العناصر المهمة في المنتخب الوطني وخصوصا في الجانب الوظيفي، الذي لم يتحقق منذ الوعود التي وعدوا بها بعد البطولة الخليجية المصاحبة بمسقط العمانية ومن بعدها التصفيات الآسيوية الأخيرة حين أكد رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة الشيخ فواز بن محمد أمامنا بعد المباراة النهائية للبطولة وفي بيروت استعداده للعمل على حل هذه المشكلة التي ستؤثر بلا أدنى شك في مستوى اللاعب ذاته، وبالتالي وضع هذا الموضوع في أحد أهم البنود والتوصيات التي سترفع إلى مجلس الإدارة ومن بعدها ستبعث للمؤسسة العامة لتصديقها.
كل هذا يتطلب باعتقادي أن تعطي المؤسسة العامة للشباب والرياضة عبر رئيسها ميزانية مفتوحة لاتحاد اللعبة لإعداد المنتخب العالمي، بميزانية لا تقل عن تلك التي تعطى لمنتخب كرة القدم بمجرد ذهابه لمباراة فاصلة للتأهل، وأن تصل بمشكلة التوظيف إلى نهايتها المطلوبة قبل أشهر من انطلاقة البطولة كما هو الحاصل مع منتخب كرة القدم الذي جاء الخبر بتوظيف عاطليه قبل اللقاء المرتقب حينها مع المنتخب النيوزيلندي.
نتمنى بالتأكيد للجنة الاستشارية التوفيق لوضع ما يطمح له كل مواطن سعد بهذا الإنجاز من إعداد متميز لهذا المنتخب العالمي وتوظيف لاعبيه العاطلين، من أجل أن تكون مشاركة منتخبنا مشرفة في أول ظهور عالمي لمنتخب بحريني للعبة جماعية، على أن لا تنسى اللجنة ولا الاتحاد أو حتى المنتخب ولاعبيه أيضا أن الإعداد لكأس العالم هو إعداد لبطولات آسيا المقبلة لأنه إذا أراد منتخبنا تكرار الإنجاز فعليه لعب مباريات عديدة حتى يكتسب اللاعبون الخبرة التي تؤهلهم للمنافسة على اللقب الآسيوي مستقبلا وليس لتحقيق الإنجاز العالمي الذي من الصعوبة بمكان الاقتراب منه وملامسته في أول مشاركة.
أتفق جدا مع حديث ممثل الاتحاد الكويتي لكرة القدم في اللجنة التنظيمية الخليجية بشأن الحوادث المؤسفة لمباراة الدور نصف النهائي بين الوصل الإماراتي والنصر السعودي، في أن اللجنة لو بقيت لمدة 40 ساعة إضافية فإنها لن تخرج باتفاق، ذلك من شيم العرب، لأنهم لن يخرجوا باتفاق حتى لو جلسوا لأكثر من شهر.
إحالة الموضوع إلى الفيفا لن يحسم الأمر بل ينتظر أن يعيده إلى الدائرة نفسها التي يدور فيها، وبالتالي فإن العودة لتطبيق القانون بحذافيره من دون وضع التفاسير المختلفة له، سيكون الصواب بعينه، غير أن الأخبار التي تتحدث عن اختلاف المجتمعين أساسا على إحالة الموضوع، والعودة من جديد لطاولة الحوار، دليل واضح على أن المشكلة لن تجد الحل، ما دام الكل يغلب مصالحه، وبالتالي سيكون من الصعب عليهم التخلي عن مقولة «اتفق العرب على أن لا يتفقوا».
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 2770 - الثلثاء 06 أبريل 2010م الموافق 21 ربيع الثاني 1431هـ