العدد 2770 - الثلثاء 06 أبريل 2010م الموافق 21 ربيع الثاني 1431هـ

طبقة متوسطة بحرينية جديدة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

على الرغم من بعض الحملات المستعرة إعلاميّا لتفريق المواطنين إلى فئات تشكك في بعضها بعضا، فإن البحرين تشهد حراكا برلمانيّا فريدا من نوعه خلال الأسابيع الماضية؛ إذ تجد أن النواب - من مختلف الكتل والتوجهات - يتوحدون على قضايا تهم جميع فئات الوطن، وهذا التوحد من أجل الوطن يفسر الهجمة الشرسة التي تشنها بعض الجهات لاختلاق قصص وإثارة الناس ضد بعضهم الآخر.

ولعلَّ هناك سببا مهمّا في تطور العمل السياسي إلى المستوى الحالي، فالتاريخ يخبرنا بأن الديمقراطية تتطور مع نمو طبقة متوسطة، والنواب الذين انتُخبوا من قبل الشعب يُعتبرون - بصورة عامة - من الطبقة المتوسطة الجديدة. الطبقة المتوسطة عادة ترفض الخضوع لأوامر وإملاءات خارجة عن العقل، كما إنها ليست جاهلة أو خائفة أو جائعة إلى حد يمكن إرعابها. ومع تطور التعليم وتدفق المعلومات، فإن العقلاء عادة يصلون إلى مناطق مشتركة مع مختلف الأطراف، ويمكنهم التوصل إلى تفاهمات حياتية لرعاية الصالح العام.

إننا كبحرينيين يجب أن نفخر إذا تحركت المسيرة الوطنية نحو الديمقراطية، ونرى أن مؤشر «فريدوم هاوس» عن الحريات المدنية، يصف نحو ثلثي بلدان العالم حاليا بالنظم الديمقراطية أو القريبة من الديمقراطية، وهذه البلدان حاليا تتواجد في مناطق جديدة مثل أوروبا الشرقية وأميركا اللاتينية وإفريقيا. والبلدان ذات النظم الديمقراطية ترتبط بصورة وثيقة بالسلام والاستقرار الاجتماعي وسرعة التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وهي الأكثر نجاحا في العيش بسلام مع جيرانها، وتجد لدى هذه البلدان تعليما متطورا لمواطنيها، ورعاية صحية مناسبة، وبيئة حرة لانطلاق الطاقات البشرية في مبادرات إبداعية تساهم في تطوير الحياة العامة من مختلف الجوانب.

وعندما نصف بلدا بالديمقراطية، فإن المقصود بذلك البلدان التي تلتقي على مبادئ مشتركة برغم اختلاف نظمها الدستورية، ومن أهم المبادئ: احترام حقوق الإنسان الأساسية، وضمان الحرية الفردية للمواطنين، وأن الدولة تحمي المجتمع ككل وليس فئة واحدة منه، وأن المواطن يشعر بالأمان بأن لا تستخدم أجهزة الدولة سلطاتها بصورة عشوائية أو مزاجية ضده، وأن رأي المواطن مهم، ويمكنه أن يشارك في صنع القرار (عبر من ينتخبهم)، وأن تتم معاملته على أساس المساواة أمام القانون.

وعلى العكس من الديمقراطية، فإن النظم الدكتاتورية والشمولية هي التي تصادر حريات المواطن، وترعبه، وتحاول إذلاله عبر ربط لقمة عيشه وامتيازاته بمدى خضوعه للأوامر التي قد تكون غير عادلة أو غير لائقة أو غير عقلانية أو غير إنسانية. ولذا فإن بدايات تكوُّن طبقة متوسطة لدينا في البحرين، تنشط باعتدال من أجل الوطن يُعتبر من أهم ما يمكن أن يخرج به مجلس النواب الحالي.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2770 - الثلثاء 06 أبريل 2010م الموافق 21 ربيع الثاني 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 20 | 10:27 ص

      سيعلم الجمع ممن ضم مجلسنا,,,بأنني خير من تسعى به قدم

      أبدعت يا دكتور........... هذه المقاومة الحقه...... الله يعطيك العافيه............ وين الأجودي؟؟؟

    • زائر 19 | 9:37 ص

      الطبقة الوسطى يا دكتور صارت من أمور الخيال والأوهام

      أي طبقى وسطى وأي ديموقراطية تتحدث عنها يا دكتور.
      الطبقى الوسطى في بلد اكثر من 85 % من أهله لا يتمكنون من شراء أرض مساحتها 300 م2. طبقة وسطى في بلد أكثر من 50 % من أهله يقعون تحت خط الفقر لأن رواتبهم أدنى من 350 دينار أي أقل من الحد الأدنى لحفظ الكرامة؟
      كنت قبل حوالي شهرين قد وضفت هذا المجلس بأنه "مجلس شورى من غرفتين" ترى مالذي تغير ليصبح بين عشية وضحاها غير ذلك.
      لماذا لم تذكر أيضا ما قالته منظمة "فريدوم هاوس" عن البحرين بأنه بلد خانق للحريات؟

    • زائر 18 | 6:17 ص

      ابن البحرين

      ماذا يمنع ان يكون هناك برلمان يناقش قضايا جوهرية تمس حاجة المواطن وترفع مستوى معيشته فهذا ليس بصعب المنال اذا كانت هناك رغبة جادة من قبل الحكومة في حلحلة كل مايتبناه المجلس من قرارات وملفات توصل الوطن الى بر الامان وقطع الطريق على المتصيدين من الفئتين المتمصلحة والمتعجرفة.

    • زائر 17 | 4:38 ص

      العبرة

      العبرة في النهاية والنتائج. عسى ان لا تكون مجرد مسرحية ما قبل الانتخابات لتشجيع المشاركين.

    • زائر 15 | 3:56 ص

      14 نور // تابع للذئب والحمل

      فتبطل سحرها وتكشفها بين الناس فهذه الحملان الوسطية هي الجيل الوسطي الجديد الذي يتمتع بميزة الشم و الإستشعار مع الرشاقة أي إن هناك بعض النواب في هذه الحكومات يكونون من الجيل الوسطي الجديد وهم على الدوام دائبون على كشف المستور من دون قيدٍ أو شرط وهم الفئة المستهدفة غالباً في هذا المجتمع لحركتهم الفاعلة في توطيد العلاقات بين الطبقات الأخرى في الشعب وتقريب وجهات النظر بين الجميع وجعل حقيقة هذه الحكومات مكشوفة بين الناس و بينهم وبذلك هم يحطمون الخطة المسمات الذئب و الحمل بنجاح كبير.

    • زائر 12 | 3:37 ص

      وأيضا برزت طبقات معدومة

      دكتور نرجو منك أيضا تسليط الأضواء على طبقة
      الأجانب التي ملأت البنوك والمؤسسات والتي اسحوذت على معظم الوظائف المهم ذات الدخل
      العالي.
      طبقة الأجانب المرفهين ثمل حالة من الإخفاق والقلق واليأس لدي الكثير من المواطنين ولأن
      فئة الأجانب هذه مسنودة من قبل أصحاب الأموال
      الجشعين وأصحاب المجمعات فهم يحاولون تكريس
      مثل هذا الوضع مهما كانت النتيجة حتى ولو ذهب
      الوطن بأكمله إلى الجحيم
      وفي الأعم الأغلب هؤلا الأجانب لا حاجة لهم إلا القليل منهم وبالإمكان تدريب المواطن لكي يحل مكانهم

    • زائر 11 | 2:28 ص

      لا ديمقراطية و لا هم يحزنون

      كل هذا هراء و الشعب يعرف كل شئ لا فائدة في الحكومة و لا النواب

    • زائر 10 | 1:26 ص

      انقراض الطبقه الوسطى

      اختلف مع الدكتور منصور بخصوص الطبقه الوسطى , فكل المعطيات تؤكد ان الطبقه الوسطى تنقرض اذا جاز التعبير . ولكنى اتفق معه بان استخدام القوه المفرطه من قبل قوات الامن و منفذى القانون تجعل الوضع متأزما ولا تبعث على الثقه و تصيب الديمقراطيه فى مقتل . اما عن مجلس النواب فاصحاب البيت ادرى بالذى فيه . هم يعترفون بضعف ادواتهم وخير دليل هو تقرير املاك الدوله فلننتظر الاسابيع القادمه و نحكم .

    • زائر 9 | 12:54 ص

      ذل من طمع

      الله كريم - الحاجة لغير الله مذلة
      حاولوا تطورون من روحكم وتعتمدون على انفسكم ترى الدولة ما بتسوي لينا شي بنشيب واحنا ننتظر
      اعتمدوا على انفسكم في كل شي تجاهلوا الحكومة

    • زائر 8 | 12:49 ص

      لماذا يادكتورنا الغالي ابوعلي متكتب عنا لعل النواب يحركون ساكنا من الجن القابع فى بيوتاتنا

      نحن عوائل الفقراء تحت فطبس وغطيس الفقر الشئون تدفع لينا شهريا مشكورة راتب المستعدات على 120او 150دينار ولكن بالله عليكم وين يعيش وياهالغلاء الفاحش كليوم عئلة مكونة من 8افراد واكثر حتى الجهال ماراحوا مدارس لان مانقدر نصرف عليهم وهاهم جالسين لاشغلة ولامشغلة وبناتهم كبار موصغار ولكن البؤس عليهم وبيوتهم الايلة بتتهجم على راسهم ولاحد محرك هالجن من مساكنها ليش مايطالبون رفع مساعداتنا علشان نعيش مثل الاوادم وابوهوم مسكين مريض ومكسر على لفراش عن اهالى الفقارة يرحم والديك انقدونا والله جنا طراروة فىبلدنا

    • زائر 7 | 12:39 ص

      الى متى

      هذا على صعيد البرلمان فماذا عن عموم الطبقة المتوسطة التي تحولت إلى طبقة فقيرة والطبقة الفقيرة التي أصبحت تحت خط الفقر وماذا عن الأعداد الهائلة من المجنسين التي تضخ يومياً حتى غصت بهم المدارس والشركات والمؤسسات والمدن والقرى وأصبحوا يبحثون لهم عن أماكن في الوزارات وعلى رأسهم وزارة الأشغال على حساب المواطنين يجب أن لا يغيب عن بالنا دائماً أن مشروع التجنيس سوف يظل يهدد المواطنين بشكل عام وفئة منهم بشكل خاص

    • زائر 6 | 12:37 ص

      ربط لقمة عيشه وامتيازاته بمدى خضوعه للأوامر التي قد تكون غير عادلة

      فإن النظم الدكتاتورية والشمولية هي التي تصادر حريات المواطن، وترعبه، وتحاول إذلاله عبر ربط لقمة عيشه وامتيازاته بمدى خضوعه للأوامر التي قد تكون غير عادلة أو غير لائقة أو غير عقلانية أو غير إنسانية. ولذا فإن بدايات تكوُّن طبقة متوسطة لدينا في البحرين، تنشط باعتدال من أجل الوطن يُعتبر من أهم ما يمكن أن يخرج به مجلس النواب الحالي.

    • زائر 5 | 12:35 ص

      إذا" نحن في البحرين بعيد جدا" عن هذا..

      نصف بلدا بالديمقراطية، فإن المقصود بذلك البلدان التي تلتقي على مبادئ مشتركة برغم اختلاف نظمها الدستورية، ومن أهم المبادئ: احترام حقوق الإنسان الأساسية، وضمان الحرية الفردية للمواطنين، وأن الدولة تحمي المجتمع ككل وليس فئة واحدة منه، وأن المواطن يشعر بالأمان بأن لا تستخدم أجهزة الدولة سلطاتها بصورة عشوائية أو مزاجية ضده، وأن رأي المواطن مهم، ويمكنه أن يشارك في صنع القرار (عبر من ينتخبهم)، وأن تتم معاملته على أساس المساواة أمام القانون.

    • زائر 4 | 12:34 ص

      لن يجوع النواب بعد الخروج بالتقاعد المجزي بينما يبقى الجائع هو المواطن

      الطبقة المتوسطة عادة ليست جاهلة أو خائفة أو جائعة... بدايات تكوُّن طبقة متوسطة لدينا في البحرين، تنشط باعتدال من أجل الوطن يُعتبر من أهم ما يمكن أن يخرج به مجلس النواب الحالي...

    • زائر 3 | 12:15 ص

      اين الحقيقه ؟

      الفقره الأخيره من المقال هى لب الموضوع و حقيقة التى تجرى على هذه الأرض .

    • زائر 2 | 11:52 م

      شكر

      شكرا دكتور

    • زائر 1 | 11:48 م

      تحركات في مختلف الجهات

      المشكلة انه لايوجد ضمان باستمرار تعاضد البرلمان، ثم ان وجود مجلس الشورى يهدد جهود البرلمان. كذلك قوات الامن الاجنبية تشكل خطرا على مستقبلنا. المطلوب تحركات في مختلف الجهات

اقرأ ايضاً