من المعروف أن الإرهاب بكل أنواعه لا دين له ولا وطن، وأنه ظاهرة وجدت في العالم كله قديما وحديثا...
ومعروف - أيضا - أن ظاهرة الإرهاب ليست من صنع الإسلام ولكنها من سوء فهم الخارجين عليه مهما كانت الأسباب التي يتذرعون بها للقيام بأعمالهم الإرهابية.
والإرهاب كما رأينا في حالة حدوثه يؤثر على جميع مفاصل الدولة! فهو يؤثر على الاقتصاد والسياحة والبناء لأن هذه القضايا لا يمكن أن تستمر في ظل غياب الأمن ومن هنا كان حرص السعودية على محاربة هذه الظاهرة بكل الطرق والوسائل المتاحة.
الإرهاب ضرب السعودية منذ سنوات ومازال يحاول ذلك حتى الآن، ولعل القبض على المجموعة الأخيرة التي تجاوز عددها المئة خير دليل على ذلك، وكانت هذه المجموعة - بحسب الناطق الرسمي باسم الداخلية - تنوي تفجير بعض المناطق البترولية في المنطقة الشرقية، ولنا أن نتخيل حجم المأساة لو تم ذلك التفجير...
محاربة الإرهاب لا تتم بالطرق الأمنية وحدها؛ لأن الإرهاب فكر لا يحارب إلا بفكر مثله إذا كان الهدف القضاء عليه بالكلية أو إلى حد كبير على أقل تقدير.
ومن هذا المنطلق فقد حرصت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وكذلك الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة على إقامة مؤتمرين كبيرين في الأسبوع الماضي أحدهما في الرياض والآخر في المدينة المنورة لمناقشة هذه المسألة البالغة الحساسية من خلال أبحاث علمية ومناقشات جادة لهذه الأبحاث...
استمعت إلى حديث وزير الداخلية الأمير نايف وهو يتحدث عن مخاطر الإرهاب ليس في السعودية وحدها بل في العالم كله، وكذلك مطالبته لكل فرد في المجتمع أن يساهم في هذه العملية بهدف القضاء على هذه الظاهرة الخطيرة.
كان هناك حديث واضح عن نوعين من الإرهاب، الإرهاب الذي تنفذه مجموعات تحت مظلة الإسلام، والإرهاب الذي تنفذه مجموعات تحارب الإسلام تحت حجج واهية.
إن محاربة ثوابت الإسلام إرهاب خطير يجب أن تنتبه له كل الدول، مسلمها وغير المسلمين منها.
وللأسف، وكما نرى في بعض بلادنا العربية والخليجية والسعودية منها تحديدا فهناك من يسخر ببعض ثوابت الإسلام ومبادئه تحت باب حرية الرأي - أحيانا- أو فهم الإسلام بطريقة معينة أحيانا أخرى!
في إعلامنا من يكتب ساخرا بالعلماء ظلما، ومن يكذب عليهم تعمدا، ومن يطالب بتحجيم دورهم المجتمعي أحيانا باعتبار أن الدين يجب ألا يكون له دور في حياة المجتمع...
هناك من يسخر ببعض أحاديث الرسول الكريم باعتبار أن عقله لا يستوعبها، وكأن عقولهم هي التي يجب أن تحكم على صحة الأحاديث من عدمها!
هناك من يدعي أن التعليم الديني أو المناهج الدينية في المدارس هي المسئولة عن الإرهاب وأن المصلحة تستدعي حذف هذه المناهج أو تهذيبها بحسب أفهامهم السقيمة...
يفعلون كل ذلك وسواه تحت باب حرية الرأي ولكنهم ينسون هذه الحرية عندما يريد آخرون أن يناقشوهم فيما يقومون فيمنعون مقالاتهم بحجة أنها لا تصلح للنشر!
أقول: مثل هذه المسائل من مسببات الإرهاب، وأحيانا يتكئ عليها بعض الإرهابيين بحجة أن الإسلام يحارب علنا وأنهم لا يتمكنون من الدفاع عنه.
الأمير نايف وزير الداخلية تحدث عن هذا الموضوع بصراحة عندما طالب الصحف السعودية بضرورة الالتزام بالمنهج الشرعي في كتاباتهم وعدم مصادمة ثوابت الدولة المعتمدة على الإسلام...
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في مؤتمرها الكبير والمميز ناقشت بعض هذه الجوانب إضافة إلى دور المجتمع في رعاية أبناء الشهداء، أما الجامعة الإسلامية فقد استعرضت أكثر من ثمانين بحثا حول كافة قضايا الإرهاب وأكدت أهمية أن تدرس مادة الإرهاب في الجامعات ودور العلم.
أقول: يجب دراسة هذه الظاهرة بعمق وموضوعية ومن كافة النواحي الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وأقول: يجب ألا تستغل هذه الظاهرة في تصفية بعض الخصوم، ومن الأهمية ألا يصاب الأبرياء لأن مثل هذه الإساءات تغذي الظاهرة وتزيدها قوة.
العدالة واحدة من أهم أسباب القضاء على الإرهاب...
إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"العدد 2769 - الإثنين 05 أبريل 2010م الموافق 20 ربيع الثاني 1431هـ
الارهاب
حسب استطلاعي ورأيي ان الارهاب اول ،ناشئاته في احظان الدوله السعوديه فهي من احتظنته وعانقته حتى كبر فتعالى عليها وهو الان يسعى لهدم سيادتها واسقاط مملكتها
خبز
حبز خبزتموه كلوه . و كفى