التصرفات الجماهيرية التي حفل بها الأسبوع الماضي محليا وخليجيا كانت محط الأنظار الأكبر باعتقادي في مختلف المسابقات أكثر من فحوى المسابقات نفسها نظرا لأن الإثارة التي لا تتواجد في داخل الملعب تصنع في المدرجات وبين الجماهير التي بدأت بالوصول إلى داخل الملعب بدلا من اللاعبين لتحول الملعب من ملعب كرة قدم إلى حلبة ملاكمة!
فالحوادث التي رافقت مباراة النصر السعودي والوصل الإماراتي ونزول جمهور الأخير إلى داخل الملعب لضرب طبيب الفريق السعودي أمر مستغرب ومستهجن ويعكس مستوى ما وصلنا إليه في لقاءات الأشقاء الأعداء!
إذ سنظل نتشدق بأهمية اللقاءات الخليجية في إحداث الترابط بين مواطني دول مجلس التعاون الخليجي في محاولة للقفز على الواقع والوقائع بخلق عالم افتراضي حالم غير موجود لا في النفوس ولا في التطبيق.
فما حدث في تلك المباراة كان حفلة جنون بامتياز بطلها الجماهير التي تدفقت بكل قوتها إلى داخل الملعب في مشهد غرائزي غريب يعكس غياب العقول وسيطرة الانفعالات الآنية التي تنتج عنها تصرفات غير معقولة.
الجمهور من المفترض أنه يقدم إلى الملعب من أجل الاستمتاع والتشجيع الرياضي البريء، والاحتجاج الحضاري كما نرى في الدوري الإسباني مثلا من رفع المناديل البيضاء احتجاجا على قرارات الحكام أو احتجاجا على أداء الفريق ومدربه، أما أن يدخل الجمهور بنفسه إلى داخل الملعب ليصنع الحدث فهذا أمر مستهجن بامتياز.
الدورات الخليجية ومن خلال ما حدث في مباراة النصر السعودي والوصل الإماراتي في الدور نصف النهائي تتطلب إعادة دراسة وتقييم شاملة وفي جميع الألعاب لأن الحوادث السابقة كثيرة ولا نحتاج إلى تعدادها سواء في اليد أو السلة أو الطائرة.
ما حدث في مباراة النصر السعودي والوصل الإماراتي يجب أن يكون دافعا حقيقيا نحو التغيير في مختلف المسابقات الخليجية في مختلف الألعاب، بحيث أن هذه الدورات يجب أن تكون المنافسة فيها بالحدود الرياضية ولا تعطى أكبر من حجمها وخصوصا أنها في معظمها بطولات غير معترف بها قاريا أو دوليا، فلماذا كل هذا التقاتل بين الأشقاء على لاشيء؟!
أما محليا فإن بعض الجماهير واصلت إساءاتها المستمرة إلى بعض اللاعبين بشكل يبعث على الاشمئزاز لأن التشجيع يجب أن لا يمتد إلى الاعتداء على الآخرين أو النيل منهم لأنه بذلك ينتقل من حالة التشجيع إلى حالة الاعتداء وهما أمران مختلفان تماما، وفي حال لم يتم وقف الاعتداءات من الجهات التنظيمية فمن حق المعتدى عليه حينها الرد قضائيا وإعلاميا وبكل الوسائل الحضارية المتاحة، والبادئ أظلم!
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 2769 - الإثنين 05 أبريل 2010م الموافق 20 ربيع الثاني 1431هـ