العدد 2769 - الإثنين 05 أبريل 2010م الموافق 20 ربيع الثاني 1431هـ

إعادة اختراع الدولة القومية في البحرين

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

التصريحات الصادرة من بعض الجهات الرسمية في البحرين تتحدث عن ضرورة إصدار قرارات من كل نوع وفي كل اتجاه لـحماية الدولة من «تدخل الآخرين في الشئون الداخلية»...

الحديث عن التدخل في الشئون الداخلية أصبح يوجه حاليا دول حليفة وصديقة تعتمد عليها البحرين في مجمل علاقاتها وسياساتها الاستراتيجية.

لربما إننا نشهد بروز نظرية جديدة لـ «إعادة اختراع الدولة القومية» انطلاقا من البحرين، هذا في الوقت الذي يشهد العالم تطورات في الاتجاه المعاكس. فمن الناحية التاريخية، فإن الدولة القومية بمفهومها الحديث إنما ظهرت في أوروبا في منتصف القرن السابع عشر بعد الوصول إلى اتفاقات لإنهاء حروب في أوروبااستمرت عقودا من الزمن بسبب تنافس وتناحر المذاهب المسيحية هناك... وتطورت الأمور بحيث أصبحت «الحدود القومية» تتقدم على «الاعتبارات الدينية»، وتأسست النظم القومية والدساتير التي تتابعت لحاقا وتكللت بالثورة الفرنسية في 1789م وهي التي أسست المبادئ الدستورية المذكورة حاليا في دساتير العالم، مثل «الشعب مصدر السلطات»، الخ.

على أن العالم شهد منذ التسعينات من القرن الماضي ما سمي بـ «عصر ما بعد الدولة القومية»، وقد أقرت جميع دول العالم في مؤتمر للأمم المتحدة في العام 1993 بـ «عالمية حقوق الإنسان»، بمعنى أن حقوق الإنسان «تعبر الحدود القومية»، ومن ثم برزت ظواهر عالمية تخطت حدود الدولة القومية، مثل «عولمة الاقتصاد»، وثورة الاتصالات والمعلومات، والسعي الحثيث لحماية البيئة من الدمار. كل هذه الظواهر أعلنت «نهاية الدولة القومية التقليدية» ولم يعد بإمكان أي دولة أن تنتهك حقوق الإنسان داخل حدودها ومن ثم تطالب الآخرين بعدم التدخل في شئونها، كما لم يعد بإمكان الدول العيش من غير الدخول بشكل أو آخر في العولمة وفي عضوية منظمة التجارة الدولية، الخ.

ما يجري لدينا من شن حملات متتالية على جهات صديقة في الأساس لمملكة البحرين، وإصدار قرارات وتصريحات ضد ها ربما يصدر من جهات ليست لديها بُعد نظر، أو لربما من جهة متطورة جدا بحيث تسبق كل العالم وتعيش في فضاء كوني متفوق على غيرها. وشخصيا فأنا أحتمل أن «قصر النظر» لدى البعض هو السبب وليس التفوق على الآخرين.

علينا أن نقر بأن البحرين ليس بإمكانها «إعادة اختراع مفهوم الدولة القومية»، فهذا «اختراع» تم واستكمل في أوروبا، والدول التي جاءت به - دول الاتحاد الأوروبي حاليا - تعلن أنها تعيش في مرحلة «ما بعد الدولة القومية»، ويشاركها في هذا القول جميع دول العالم المتقدم.

إن أملنا أن ننتبه لكي لانجلب لبلادنا مشكلات أكثر، والأفضل من كل هذه الحملات غير العقلانية الالتفات إلى الوضع الداخلي ومعالجته بحكمة بدلا من التخبط يمينا ويسارا. .. ففي نهاية الأمر «لا يصح إلا الصحيح».

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2769 - الإثنين 05 أبريل 2010م الموافق 20 ربيع الثاني 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 7:16 ص

      لماذا الزعل

      ليش نرضى بتدخل الدول الأخرى في شئونا الداخلية العلاقات شي والتدخل شي آخر هم أصلاً يشرعون القوانين اللي تناسبهم ولاتستطيع أي دولة التدخل بشؤونهم منعوا الحجاب منعوا النقاب منعوا المآذن إلخ ونحن نقول شأن داخلي صحيح كيفهم طيب ليش نرضى بتدخلهم شوف ليبيا على مساوئها أجبرت دول الإتحاد الأوروبي على إلغاء قرار منع سفر بعض مواطنيها لأحدى الدول الأوروبية اليوم يادكتور هم متدخلين في موضوع تراه متوافق مع إتجاهك وميولك بس غداً بيتدخلون في أمور مغايرة خلنا نحل مشاكلنا مع بعض بروحنا أحسن لنا.

    • زائر 12 | 5:00 ص

      14 نور // تابع للحدود

      و المعنى من ذلك بأنهم نقضوا غزلهم بعد قوة فهم يتبعون المخطط للحدود ولكن ألا يعلمون بأن الله عز وجل خل كل شيء و على قدر معين ومثال على ذلك لو أن الأرض تتحرك بمقدار شعرة لكانت الأرض في عداد المحروقين و هي خبر إلهي وبعد التحقيق أكده العلماء العلمانيين وهم بعيدين كل البعد عن الإسلام فما بالك بالمتأسلمين الذين يدعون الإسلام والإسلام منهم براء, فهم يتبعون الحدود المحددة الموضوعة لتحدد المحدد بفعل العامل الإلهي و لا أريد الإطالة بالتحديد فحدي قد وصل إلى حدود حدوده ولم يعد لحدي حد أكثر.

    • زائر 11 | 4:54 ص

      14 نور // تابع للحدود

      ولن ترقى لأن تكون دولة قومية كما كانت قومية الةحدة بين سوريا ومصر على زمن جمال عبد الناصر ففي تلك الفترة كانت هناك وحدة جميلة المعاني ولكنها لم ترى النور الطويل الأمد بسبب وجود أنصاف الوحدويين ومن كان يرى الوحدة من طرف صانعي الحدود القومية و النتيجة سقطت فكرة القومية أما في البحرين فالقومية إبتدأت من فكرة مريضة كان المعول عليها تمكين الغير ممكن من الممكن وإضعاف القوة بتفرقة قوة معينة وإدخال قوة لا تمت للوطن بشيء يذكر وهو كما ذكر صاحب بلادي بلادي فهو شرح المجود من القومية التي لا تمد للقومي بشيء

    • زائر 10 | 4:42 ص

      14 نور/ لا حدود للحدود ولكن هل هناك حدود لمن رسم الحدود

      لا حدود للحدود ولكن هل هناك حدود لمن رسم الحدود ففي بلدي لا نتماشى مع الحدود بطبيعتها الكونية وإنما بطبيعتها العنصرية المبتدعة من قبل المحدد وهي خلاصة قصة الحدود فإن كان وطني يريد الإنخراط في سلك الدولة القومية فهي بعيدة كل البعد عن ذلك فالقومية لها مقومات و كما ذكرها أخي عباس البصري وقد كان وصفه لها جميل جداً ويعكس معنى القومية بأمثلتها التي كتبها, قومية البحرين هي قومية آنية مفبركة تتماشى مع الواقع السياسي المرسوم وهي الطامة الكبرى وهم يرسمون ملامحها عبر التجنيس السياسي و الطائفي ولكنها فاشله

    • زائر 9 | 3:02 ص

      انا اللى يضحكنى

      يادكتور ان اللى يطالب بعدم تدخل الاخرين ( لو ان ما ادرى فى شنو يتدخل ) مسكين لان الحكومة مب زعلانه لا وقابلت السفير واش حلوهم ....الحرَة على هالمساكين ال 240 مجلس وبيانهم بعدم التدخل ( بالعدال على التدخل ) اللى ما هزهم وجود 100000 مستوطن فى البلد ولا زعلهم الا لقاء السفير ... بذمتك يادكتور فى سخافة اكثر من هللون

    • زائر 8 | 1:19 ص

      بلادي بلادي بلادي لك حبي وفؤادي.

      البحرين دولة عربية وجزء لا يتجزأ عن مجلس التعاون الخليجي وصارت بقدرة ظالم تحتضن قوميات من مختلف العالم لا حصر لهم ولا عدة، هنود سيخ، بنغاليين، باكستانيين، أردنيين، سوريين، يمتيين، مصريين، بعض المغاربة وسودانيين وألخ صاروا بحرينيين بجرة قلم طائفي، ((( في المطار الموظف يعض على شفتيه ويقول يالقهر ويسئل الهندي أو الباكستاني أو البنغالي شنهو جنسية مال أنت ما يشوف أنا بهريني ))) والشامي يرقص عى دلعونا وعلى دلعونا أنا بحريني وبلادي باعونا. واشترتهم البحرين بثمن طائفي وعنصري بغيض. نبيل حبيب العابد

    • زائر 7 | 1:18 ص

      أخي الدكتور الجمري

      لعلك وفيت وكفيت فيما ذكرته ولكن اعتقد ان هذا الموضوع بحاجة الى كتابته بعدة حلقات متتابعة وذلك لعظم امره وحبذا لو استعنتم بإعادة كتابة بعض التصريحات الغير مسئولة والتي صدرت من اشخاص ارادوا منها شرا كي يتم فضحهم

    • زائر 6 | 12:55 ص

      الى متى

      إنها عقدة الذنب والخوف من كشف المستور ليس بالنسبة للمواطنين فاللعب أصبح على المكشوف إنما الخوف دائماً من الخارج فالجرائم التي ترتكب وعلى رأسها التجنيس السياسي المبني على أسس طائفية والقضاء على الهوية العربية ومحاصرة المواطنين في رزقهم وتقديم المجنسين عليهم في كل المرافق حتى في الوزارات ولدينا مثل صارخ في وزارة الأشغال كل هذه السؤات يجب مداراتها وسن القوانين للتعتيم عليها

    • زائر 5 | 11:19 م

      عبد علي عباس البصري(الدويلات العربيه )

      فهل يعقل ان تكونهناك دوله قوميه بحرينيه ههههه
      نعم لو قلنا الدوله القوميه العربيه يعني مثل ما كان عليه في العصر الاسلامي نعم يصح لتجمع جميع عناصر الدوله القوميه من صفات وراثيه مشتركه ورجوعنا الى نسل نبي الله اسماعيل وكذلكفي لغه ووحده الارض والتاريخ ووحده المصير واللون ايضا.

    • زائر 4 | 11:04 م

      عبد علي عباس البصري

      (يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير ) هذه الآيه تصر على ان هناك جدود قبليه وشغوبيه ، يعني امر لا بد منه ومفروغ منه لان ذلك جعل من الله فكل قبيله لها عاداتها وتقاليدها وصفاتها الوراثيه في المزاج واللون و والطول والقصر فيصعب في بعض الاحيان التمازج بين الشعوب ببعضها وذلك لرابطه الشعوبيه والقبليه
      تترتب عليه الحدود السياسيه والتكتلات الدوليه مثل الاتحد الاوربي والولايات المتحده الامريكيه وما الى ذالك .

    • زائر 3 | 10:51 م

      عبد علي عباس البصري

      وكذلك اللغه فمازالت الهند بلد متعدد اللغات منها الاردو والماليالم والبنجابيه ... غير ان اللغه لم تأثر على الحدود السياسيه والدوليه ولاعلى حتى التوجه السياسي . اما الانتماء العرقي فهناك الكثير من الشعوب العرقيه تمتد في عده دول وحاولو الحصول على دوله مستقله الا ان الواقع لا يسمح بذلك مثل الاكراد في شمال ايران والعراق وتركيا ،وبعد صقوط صدام احجم الاكراد عن الاستقلال نهائيا عن العراق ، يعني ما نفعتهم قوميتهم لاسباب كثيره ، اهمها الامتدادات العرقيه .

    • زائر 2 | 10:44 م

      عبد علي عباس البصري

      الدوله القوميه : هي الدوله التي تجدها الانتمائات الدينيه والعرقيه ورابط اللغه والارض ، بس هذا التحديد غير ذقيق ، لعده اسباب منها اولا: رابط الدين ، حيث نجد هناك الكثير من دول العالم متتعدده الديانات مثل الهند ، فلا احد يستطيع ان يحد الهند بالهندوسيه او الاسلام او المسيحيه على سبيل المثال خطأ انفصال باكستان على يد محمد على جناح على حساب ديني ما زالت باكستان تعاني وتدفع فاتوره هذا الخطأ وهو الانقسام على حساب الدين , وكذلك افريقيا دول عده فيها قوميات متشابكه ، بس ما اثر على الحدود السياسيه .

    • زائر 1 | 10:22 م

      عبد علي عباس البصري

      منصور الجمري لي يذكر سبب هذا الكلام وما الذي حداه عل ذلك ، في احد مصرح بكلام ؟؟؟

اقرأ ايضاً