لم أكن أتصوّر أن زيارة خاطفة لجزيرتنا ذات الابتسامة الساحرة، يمكن أن تفجّر كل هذه المشاعر والأحاسيس الرومانسية لدى أحد الزوّار الجدد، وتوصله بسرعة إلى حالة من النيرفانا!
الزائر الجديد لم يدخل البحرين بجنسيته الأصلية حفاظا على سلامته الشخصية كما قال، وخصوصا بعد قضية المبحوح في دبي، وإنّما دخلها باعتباره موظفا بالقسم الأوروبي من شركة استثمار محلية. ومع أن منظّمي المؤتمر الذي شارك فيه كانوا يعرفونه جيدا، إلا أنه أوصى جميع معارفه وأصدقائه هنا بإخفاء هويته، حفاظا على سمعة الجميع!
في طريق عودته من البحرين إلى «جيروزاليم» عبر عمّان، جلس في الطائرة إلى جانب رجل أعمال ذهب مع زوجته لتلقي العلاج عن السرطان. وخلال الرحلة التي تمتد لأكثر من ساعتين، دارت بينهما دردشات كثيرة، إلا أن ما سمعه من بعض مضيّفيه على الأرض كانت أكثر بكثير، فالنقاشات الودية والأحاديث القلبية فتحت له أبواب التأمل في أحوال العالمين العربي و«الإسرائيلي»... حتى وصل إلى درجة النيرفانا!
الاعترافات التي نشرها الكاتب الإسرائيلي «جيرشون باسكين» في مقاله بـ «جيروزاليم بوست» في الأول من أبريل/ نيسان 2010 حول زيارته للبحرين تستحق التوقّف لأهميتها. فهو قد عاد من رحلته البحرينية وهو أكثر تفاؤلا بما يبذله الإسرائيليون كأمّة من جهد عظيم، فقد انفتح له باب الإلهام للتفكير بمستقبل مشرق لـ «إسرائيل»! وهو يعترف بضرورة ألاّ يفوّت الإسرائيليون هذه الفرصة التاريخية لإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط: «فالفلسطينيون قد تنازلوا لنا عن 78 في المئة من أرض فلسطين التاريخية ولم يعد بمقدورهم تقديم ما هو أكثر، وقبلوا بمبدأ استبدال بعض الأراضي، وبقاء المستوطنين والمستوطَنات بالضفة تحت السلطة الاسرائيلية. كما انهم سلّموا بأن حق عودة اللاجئين لن يُطبّق إلا على أراضي السلطة الفلسطينية!
يعترف الإسرائيلي «جيرشون باسكين» أيضا بأن عدم قبول الاسرائيليين بمبدأ التعايش مع الفلسطينيين، هو الذي دفعهم لإقامة مزيد من الجدران العالية، فيما تتساقط هذه الجدران العازلة في مختلف بقاع الأرض الأخرى، في وقت باتت الحدود والحواجز بين الشعوب والحضارات تتهاوى... «فمقاومتنا لهذا التغيير وإصرارنا على التمسك بالعيش لوحدنا يوقعنا في الشَرَك»!
ويخلص باسكين إلى القول أن التحدي الرئيسي لإسرائيل هو في أصولييها، الذين يعيشون على أوهام المسيحانية والاعتقاد بأن لا حياة إلا بالسيف! وهو ما يجعلنا ندخل حربا في مواجهة العالم كله، بينما علينا أن نمتلك الشجاعة بألا نبقى أسرى لمخاوفنا الدائمة، فقد حان الوقت لنعيش في سلام مع جيراننا كما قال.
خلال الأيام الثلاثة التي قضاها في البحرين استطاع عددٌ من أصدقائه ومضيفيه، إقناعه بأن ما يلاقونه هناك في «اسرائيل» أصغر كثيرا مما تواجهه البحرين من مشكلات، وهو ما دعاه للحديث بنبرةٍ متفائلة! فبعضهم تحدّث معه عن تعاظم نفوذ المعارضة و «الأصوليين»! وبعض آخر (نشطاء حقوق إنسان حسب وصفه) تحدّث معه عن خطورة الديمقراطية الكاملة التي ستقوّض الاستقرار والازدهار الاقتصادي، فلابد من ديمقراطية محدودة ومنقوصة الصلاحيات.
الكاتب الإسرائيلي الذي وصف رحلته القصيرة الى البحرين بالساحرة، التقى بكثيرين من أصدقائه، وفي الليلة الأخيرة خرج للعشاء مع فتاتين محليتين تعملان على شبكة الانترنت، وعلى اتصال بـ «إيال رافيف»، المتعهد الإسرائيلي للتبشير بصنّاع السلام على الفيس بوك، والذي قابل الكثير من العرب والبحرينيين الشباب في مؤتمر بلندن مطلع مارس/ آذار الماضي بحسب زعم «جيروزاليم بوست»! بل زعم أنه في مؤتمر الطاقة الأخير «جلس إلى جانب علماء من دول خليجية والعراق وكوريا الجنوبية والصين وحتى إيران» حسبما ورد في المقال.
... قبل يومين قال التحري ضاحي خلفان مكتشف قتلة المبحوح، إن الكثير ممن يعملون لصالح الموساد في الخليج يحملون جوازات أوروبية، ويعملون في وظائف وشركات ومسميات متعددة... حفظ الله الخليج وأهله من شرور مايكتبون ومايفعلون.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 2768 - الأحد 04 أبريل 2010م الموافق 19 ربيع الثاني 1431هـ
غريبة
اعتقد ان القصة واضحة، فالكاتب يتكلم عن زيارة صحفي اسرائيلي صهيوني للبحرين للمشاركة في مؤتمر الطاقة الذي عقد قبل اسبوع تقريباً
ولما عاد كتب مقال في جريدة اسرائيلية توضح كيف استقبلوه اصدقاؤه بالاحضان في البحرين، ولكنه قال لهم استروا عليي عشان ما احد يعرف اني صهيوني.وكان مستانس وااااااجد واجد لدرجة انه حس نفسه يطير من الفرح، هذا اللي أنا فهمته يا اخت زهراء من المقال. والله أعلم.
زهراء .........
سيد سامحني .. لا أريد أن أدعي .. ولا أن أعلق تعليقاً سخيفاً يوضح بأني إنسانة غبية لا تريد الاعتراف بأنها لم تفهم شيئا من مغزى المقال ... لذا اسمح لي أن أسألك للمرة الأولى هذا السؤال الطفل : يعني شنو ؟ ماذا تريد أن تقول ؟ وأتمنى أن لا ترد عليّ رد إبن تمام على الحيرى من حوله !!!
أحسنت بارك الله فيك
شكرا على التوضيح يا زائر رقم 8، وأنا أقول ويش معناها، لأن السيد احيانا ما يشرح معاني المصطلحات، الله يسامحه. لذلك لازم اعيد قراءة المقال مرة ثانية عشان افهم المقصود، وأشعر بما شعر به الصحفي الاسرائيلي من غبطة وسرور.......
النيرفانا
"النيرفانا" هي كلمة هندية سنسكريتية معناها "النشوة" أو "الغبطة المستديمة" وهي التي يصبو إليها الإنسان في كل مراحل حياته منذ ولادته حتى مماته. هي شعور المحبة الدائم, النقاء, الصفو ورمز الكمال الأعلى والأمل بالوصول إلى الجنة والفردوس.
عند الشعور بالمحبة والتعامل مع الآخرين بنفس الشعور فإن الروح تصقل وتهذّب فتطِّهر وتنقي القلوب ويمنحها المزيد من البريق والصفاء والإنسجام والتسامح.
على شنو أصحاب الردود منقهرين
على شنو أصحاب الردود منقهرين ؟؟؟ زائر اسرائيلي دخل البحرين بجنسية أوروبية ... مو غلط السفارة و الجمارك . و منقهرين على هالفقير ليش ... إذا أكبر ممثل رسمي للبلد في الخارج قعد و ياهم و أكل و استانس و يدري أنهم مو بس يهود و لكن صهاينة ...؟؟
أين دور المجتمع المدني؟
لا أعتقد بان الحكومة يمكن ان تنفي هذه المعلومات لانها منشورة في صحيفة اسرائيلية، ولذلك فإن السؤال: ما هو دور الجمعيات السياسية وعلى رأسها المنبر والاصالة والوفاق ووعد وامل والاخاء والديمقراطي.... الخ؟ أليس مقاطعة اسرائيل متفق عليها كعدو؟ وما هو دور جمعية مقاومة التطبيع مع العد الصهيوني؟
الحفاظ على الضيوف
اكيد راح يوصف رحلته للبحرين بالساحرة لأنهم تلقوه بالاحضان والاكرام. وتعاونا معه على اخفاء هويته الاسرائيلي وتستروا عليه في دخوله وخروجه. في دبي كشفوا الاسرائيليين وهنا يتسترون عليهم ويحافظون على امنهم وسلامتهم الشخصية. .
!!!
هي خرابة هالبلد خرابة ويش بنسوي الله يكون بالعون
لهالدرجة؟
انا اللي قهرني طلوعه مع فتاتين بحرينيتين للعشاء، يعني وصلت المواصيل لهذه الدرجة؟ يعني قلنا تجنيس وتمييز وظلم، بس يسارعون في التطبيع ليش؟ ويش مصلحة البحرين من التطبيع؟ وين النواب نايمين؟
التطبيع
تقصد الوصول إلى حالة التطبيع الشامل والكامل مع العدو الصهيوني؟ هل هذه هي النيرفانا؟
يعني كاتب اسرائيلي؟
تققصد يعني كاتب اسرائيلي زار البحرين؟ أعوذ بالله! من اللي سمح له بالدخول؟