العدد 2768 - الأحد 04 أبريل 2010م الموافق 19 ربيع الثاني 1431هـ

ديمقراطية العراق

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

من سيصبح رئيسا للوزراء في العراق؟ وما هي العوامل التي ستنتج رجل العراق القادم؟ وهل سيلعب العراق دوره الإقليمي والمحوري الذي يتناسب مع إمكاناته، خصوصا بعد أن أدى العراقيون واجبهم في انتخابات تكاد تكون الأولى من نوعها في المنطقة؟ هذه بعض الأسئلة التي تحاول «الوسط» الإجابة عليها من خلال ملحقها الخاص عن العراق (انظر ملحق «الوسط السياسي» الصادر مع عدد اليوم).

إن ما يحذره العراقيون هو أن تطول فترة ولادة الحكومة المرتقبة؛ لأن الانتظار طويلا قد يفسح المجال للعابثين بأرواح الناس إلى العودة إلى نشاطاتهم الإرهابية كما حدث يوم أمس في تفجيرات استهدفت عددا من السفارات في بغداد.

ولعلَّ العراقيين أكثر الناس استحقاقا للديمقراطية بعد كل ما قدموه من تضحيات جسام طيلة العقود الماضية، وأصبح واضحا الآن أن العراقيين يحتاجون كل مكوناتهم بشكل متآلف ومتكامل من أجل النهوض بعراق جديد يستمد قوته من تاريخه الحضاري ومن تنوعه المجتمعي ومن ثرواته الطبيعية والبشرية الحالية. كما إن الخير قد يتولد من الشر، فالحرب والاحتلال قد ينتجان عملية سياسية تشاركية لا يستطيع أيُّ طرف أو فئة أو حزب أو فرد أن يستأثر بمقاليد الأمور. كما إن العراقيين ولحساسيتهم من طول مدة حكم النظام السابق أصبحوا يشكون في أي جهة أو فرد يسعى لإطالة أمد بقائه على سدة الحكم، حتى لو عن طريق الانتخاب.

العراقيون أيضا يتطلعون إلى العودة إلى محيطهم العربي، والدول العربية تباطأت مع عراق ما بعد 2003، وحاليا فإن قادة الكتل السياسية الرئيسية يقومون بجولات إقليمية للتعريف برؤيتهم إلى القادة العرب، وهذه فرصة سانحة لتصحيح مسار العلاقات العراقية - العربية؛ لأن المسيرة تتحرك الآن برغم كل الصعاب، وما هو واضح أن كلا من تركيا وإيران أصبحتا أكثر تأثيرا في الشأن العراقي مع تراجع الدور العربي.

لقد تذوق العراقيون طعم اختيار حكومتهم لأول مرة بشكل ينافس ما يجري في الدول الديمقراطية العريقة، والعثرات الحالية متوقعة، لكن الإرادة الجامعة ستحسم الأمر في النهاية، وحرية التعبير عن الرأي ستنتصر على العبث والقتل والإرهاب، وستبرز لنا دولة ذات نظام سياسي تعددي ومنتخب... والعراقيون لن يسمحوا بأن تتحول بلادهم إلى لبنان بحيث تكون ساحة لتصفية حسابات غيرهم، والمستقبل القريب للعراق لن يكون سوى ما تستحقه أرض الرافدين التي كانت قبلة للحضارة والتجارة منذ آلاف السنين. إننا نعتقد، بأنه وبالرغم من كل ما يقال عن الاستحقاق الانتخابي الحالي، فإن رياح التغيير في العراق لا يمكن صدها، وهي ماضية في طريقها نحو ديمقراطية يفخر بها العراقيون ومن يحبهم.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2768 - الأحد 04 أبريل 2010م الموافق 19 ربيع الثاني 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 7:46 ص

      ابن البحرين

      قال طلقه وخذ اخته قال الله يلعن الثنتين يبه مادام الحكام عرب لاسني ولاشيعي كلهم واحد ومن نفس الكارتون..... والله يحفظنه ويحفظ اخوانه الشيعة الطيبين ويجمع كلمتنه ويوحد صفنه ضد الظلم والطغيان والجشع والجبروت الي ماينتهي.

    • زائر 8 | 4:35 ص

      عندى سؤال

      يادكتور العراقيين عندهم دفان اراضى وبيعها مثلنابعد؟...والأخ الزائر رقم اذا انت تحب السعودية هللون روح عيش فيها وفكنا .... وتاج راسنا شولة يبه تاج راسك انت الله يخليك

    • زائر 7 | 4:11 ص

      البحرين بلد الدمقراطيه

      لا بلد في العالم يضاهي المقراطيه البحرانيه

    • زائر 6 | 4:09 ص

      عبد علي عباس البصري

      شكرا زائر رقم 5 بس كم رواتبكم انتون ؟

    • زائر 5 | 1:34 ص

      ماذا يسمى ؟

      يتقاضى رئيس الوزراء مليونين دولار يعادل مايتقاضاه رئيس إمريكا لمدة 3 سنوات ( إنظر جريدة الرؤية الكويتية عدد اليوم )
      والشعب يعاني من الفقر أي حكومة تستقر في هذا الحال

    • زائر 4 | 12:52 ص

      عبد علي عباس البصري

      صحيح ان العراق اصبحت ثاني دوله ديموقراطيه في الوطن العربي ، وانهو بذلك زمن الاستعباد ، الا ان امامهم الكثير الكثير ربما يكون صعب تحقيقه اولا: الوحده العراقيه في القوائم الثلاث الشيعيه في الجنوب والسنيه في الشمال والكرديه . ثانيا : طرد المحتل الامريكي بالقوه لا بالمفاوضات وتمزيق كل الاتفاقيات الامنيه وغير الامنيه لانها جائت في ظلال حكم القوي على الضعيف. اعادة تسليح الجيش العراقي اقوى مما كان عليه في عهد صدام ليعيد للعراق هيبته . رفع الاقتصاد العراقي واعده البنيه التحتيه للعراق .انهاء المحاصصه في

    • زائر 3 | 12:38 ص

      الى الزائر رقم 1

      برد اعصابك خاصة الصبح والسعودية بتضل تاج راسك شئت او ابيت.

    • زائر 2 | 11:58 م

      ؟؟

      الحقيقة بان ديمقراطية العراق ليست كالدول الديمقراطية ان من ناحية القانون الانتخابي او الحزبي فهي خليط ما بين تدخلات خارجية واستئثارات حزبية

    • زائر 1 | 11:05 م

      لماذا لا تقولها صراحة ؟ امي ماتقدر الى على ابوي

      انت تعرف والكل يغرف ان ملايين الدولارات وآلاف الأجسام النتنة قد اتت ومازالت تاتي من السعودية ومن اليمن وبعض الدول العربية من اجل اجندات طائفية ثم من قال لك ان جميع العراقيين يحبون الهدوء والعملية الدمقراطية ؟ حيث اكثر هذه العمليات الإنتحارية قد تم تسهيلها من الساسة الكبار الذين اصبحوا اليوم يدافعون عمن قام ويقوم بها حتى وصل بالبعض بالتسهيل لهم لتفجير مبنى البرلمان رغم وجودهم فيه ولعلك سمعت كلمة المجرم الدوري عندما خاطب الزعماء العرب لطلب المزيد

اقرأ ايضاً