استعرض نائب السفير البريطاني السابق سايمون ويلسون العلاقات البريطانية البحرينية منذ مطلع القرن التاسع عشر حتى الزمن الحاضر، واصفا طبيعة العلاقات بين البلدين بأنها «حميمية وعميقة وثابتة». حاء ذلك في ندوة مساء أمس نظمتها جمعية تاريخ وآثار البحرين بمقرها في الجفير.

وقال ويلسون ان العلاقة التي بدأت رسميا العام 1814م استمرت في قوتها على رغم الظروف التي مرت بها المنطقة طوال هذه الفترة، مستذكرا ماقاله حاكم الهند (أثناء فترة الاستعمار البريطاني) اللورد كاريزون الذي زار البحرين في 1903 إن بريطانيا تواجدت في الخليج لحماية تجارتها مقابل حماية أمن الحكام المتحالفين معها. وقال إن المصالح البريطانية امتدت إلى أكثر من التجارة إلى الثقافة والمساهمة المباشرة في دفع عملية التنمية الاقتصادية. وقال إن بريطانيا بدأت علاقاتها مع البحرين في العام 1814م عندما أعلنت حيادها بشأن الخلاف مع عمان آنذاك (والحياد كانت خطوة إيجابية لأن العلاقة بين عمان وبريطانيا كانت متوطدة ضد أطراف أخرى)، وتطورت لاحقا في 1820 عندما وقعت البحرين على الاتفاقية العامة للسلام بين بريطانيا وشيوخ الخليج، ثم في العام 1853 عندما دخلت البحرين في اتفاقية السلم الشامل بين بريطانيا وشيوخ الخليج، ومن ثم عدد من الاتفاقيات الأخرى المصاحبة لاتفاقية السلم.

وأشار ويلسون إلى ان البحرين وبريطانيا وقفتا جنبا الى جنب في كل المحطات التاريخية، وكيف ان هذه العلاقة تطورت تباعا من الحماية الى الاستقلال القائم على معاهدة الصداقة التي وقعت العام 1971.

واستذكر زيارة حاكم البحرين سابقا سمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة بصحبة المستشار تشارلز بليغريف والوجيه حسين يتيم إلى رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرتشل في العام 1953، معتبرا ان البحرين كانت علاقاتها مميزة، وأن جميع البريطانيين الذين عملوا مع البحرينيين يحملون ذكريات جميلة.

كما قرأ ويلسون بعضا من مفكرة والده عن البحرين التي زارها لغرض أعمال التجارة في مطلع الخمسينيات من القرن الماضي، ووصفها بأحسن الصفات.

هذا، واستعرض ويلسون صورا تاريخية عن البحرين، وعن الزيارات المتبادلة بين المسئولين منذ مطلع القرن الماضي، كما أجاب على عدد من أسئلة الحضور المتعلقة بتفاصيل العلاقات التاريخية بين البلدين.

يذكر ان ويلسون كان نائبا للسفير البريطاني بين 2001 و 2005، شهد خلالها فترة الانفتاح السياسي. كما كانت أولى زيارة له في البحرين في العام 1987.