اليوم هو يوم النفير من ألمانيا إلى التشيك، وأنا أعتقد أن العرب قديما كانوا يستخدمون هذه الكلمة للانتقال من مكان إلى آخر... لا أعلم... ربما... أنا أعرف النفر بالأوردو الهندية تعني شخص. إذا قال إيك نفر وإذا قال إيك نفر آدمي... يعني هذا الشخص آدمي ومتعلم... وبالفارسية إذا كان هذا الشخص قوي ويهزم أربعة رجال عند المشاجرة فيسمونه جار نفر... تعلمنا هذا في المحرق... أكتب هذا المقال ليوم الأحد (أمس) وأنا في طريقي إلى جمهورية التشيك بواسطة القطار الذي هو مريح جدا والحركة بداخله أكبر من الحركة بداخل الطائرة، كما أنه لا يسبب ارتفاع ضغط الدم مثل الطائرة ويمكن للمدخنين أن يأخذوا راحتهم فيه ويوجد فيه مطعم كبير ومقهى ومرافق نظيفة، ولركاب الدرجة الأولى مثلا توجد كراسي كبيرة مثل كراسي الطائرة الجامبو «حره»... والجيد في أوروبا أن محطة القطارات تكون عادة في وسط المدينة ونحن في البحرين عندنا محطات النقل العام تبعد عن منازل المواطنين مسافة ساعتين مشيا على الأقدام... يعني الواحد يروح مشواره مشي أسرع إليه... القطار الذي أنا فيه الآن يسمى ICE يعني قطار عابر للمدن وسريع ومدة الرحلة من مدينة بريمن في ألمانيا إلى مدينة كارلوفي فاري في التشيك تستغرق 8 ساعات تقريبا... يعبر فيها القطار أراضي خضراء كبيرة وسهول ووديان وحقول زراعية مفروشة بالورود ألوان وأشكال... الله فعلا منظر بديع ومثلما قال المطرب اللبناني الكبير وديع الصافي جنات على مدِّ البصر ما بينشبع منها النظر... يعني تقريبا المنظر نفسه الذي تراه من جنوب العوالي وحتى راس البر... الله خلق وفرق...
عندهم الدنيا خضراء وعندنا تراب وحصى ويقول بعض علمائنا: «لهم الدنيا ولنا الآخرة». أولا: هذا كلام يحتاج إلى نقاش كبير وتوضيح وتصديق، وإذا كان أحد القراء لديه أي تفسير منطقي لهذا القول فنرجو سماعه وعندكم عنوان البريد الإلكتروني المكتوب أسفل المقال ويللا أتحفونا برأيكم... ثانيا: الله وحده العالم ماذا سنرى في الآخرة بعد كل الذي عملناه بالدنيا... يا الله يا رب بحسن الخاتمة... أمضيت 8 ساعات جميلة في القطار وكنت أعتقدها مملة جدا وحضرت نفسي جيدا للقراءة والكتابة حتى يمضي عليّ الوقت... ولكن لم أستخدم أيا من الكتب لأن أصدقائي الأعزاء لم يتركوا لي لحظة فراغ واحدة فالمكالمات الهاتفية والمسجات الأخبارية والمسلية حولت الثمان ساعات الى ثمان دقائق... بعض المسجات من أصدقائي المقربين وبعضها من قراء أعزاء مثل حسين وجعفر وطارق وعثمان وعارف... أما الأصدقاء فإني دائما أطلق عليهم أسماء رنانة مثل ريتشارد كامبل وسنحام والفتيحي وعنبر الذي يفرق عنهم بحسب صناعته ورائحته... فصناعته من خشب أما رائحته فأنا أشمها من التلفون عندما يبعث مسج وأعرف قبل أن أقرأ ان هذا المسج من عنبر... لقد وصلت الآن الى فندق المصحة وسأبدء من غد في إجراء الفحوصات الطبية اللازمة لإجراء التمارين الرياضية المناسبة والصعبة حتى استرجع لياقتي البدنية التي مكنتني في ديسمبر/ كانون الأول الماضي من المشي المتواصل من مدينة الخبر بالمملكة العربية السعودية الى حلبة البحرين الدولية ولمسافة 80 كلم وفي مدة 24 ساعة... وإن شاء الله في ديسمبر المقبل سنقوم بعمل مسيرة من مدينة الرياض الى مدينة المنامة ولمسافة 450 كيلومترا وهذه لها حديث آخر، أما الآن فنقول لكم ولجميع الأهل نسخ ليه دانو وهذه تعني إلى اللقاء باللغة التشيكية
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 633 - الأحد 30 مايو 2004م الموافق 10 ربيع الثاني 1425هـ