العدد 632 - السبت 29 مايو 2004م الموافق 09 ربيع الثاني 1425هـ

اختزال مفهوم الوطن في الطائفة

يوسف البنخليل comments [at] alwasatnews.com

في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام 2001 شاركت في ندوة جماهيرية على أرض المعارض بعنوان «الجمعيات السياسية بين الطائفة والوطن» بمشاركة - حسبما أذكر - كل من عبدالرحمن النعيمي وعبدالجليل النعيمي. ودارت مناقشات الندوة ومداخلات الحضور واستفساراتهم حول طبيعة تكوين الجمعيات السياسية التي بدأت أعدادها بالتزايد منذ تلك الفترة، وتباطأت مع نهاية العام 2002. وكذلك بحثت الندوة الأصل في الانتماء إلى هذه الجمعيات، بمعنى هل تكون التنظيمات السياسية معبِّرة عن طائفة معينة؟ أم انها تقوم على مصلحة الوطن، وتسعى إلى خدمته؟

قد تكون الإجابة على أسئلة هذه الندوة معروفة سلفا، ولكن في حقيقة الأمر كانت الإجابة في ذلك الوقت صعبة للغاية. واليوم فإنها أسهل ما تكون بعد متابعة تطور أداء الجمعيات السياسية، وأسلوب تعاملها مع السلطة، وطرق عملها السياسي، وقراءة مدى وعي قياداتها وأعضائها، إذ كشفت الساحة السياسية عن ضعف التنظيمات السياسية القائمة، وحتى التي تتميز بامتداد تاريخي يصل إلى أكثر من نصف قرن.

وأعتقد أنه بالإمكان القول إنه حتى الآن لم تتطور البنى التقليدية للمجتمع بالشكل المطلوب، ومازالت البنى الطائفية حاضرة، أما التنظيمات السياسية فما هي إلا تعبير واضح عن البنى الطائفية في النظام السياسي البحريني، باستثناء بعض المحاولات المتواضعة التي تعكف عليها جمعيات محدودة.

ومن المؤشرات الواضحة على تزايد دور البنى الطائفية في المجتمع، تفاعل عدد من الجمعيات السياسية مع القضايا الطائفية بشكل أكبر من تفاعلها مع قضايا الوطن. والسبب في ذلك يعود إلى الاختزال الفكري لقيادات هذه الجمعيات لمفهوم الوطن في مفهوم الطائفة، وتقديم الأخيرة على الأولى، ومحاولة نشر ذلك بين أعضاء الجمعيات أنفسهم.

لكن هناك مؤشرات أخرى أعتقد أنها أكثر تعبيرا عن تفاقم الوضع الطائفي في النظام، ويمكن رصد ذلك في مجلس النواب. فالكتل البرلمانية داخل المجلس يلاحظ عليها التحزب الطائفي، على رغم أن بعضها يمثل جمعيات هي امتداد لبنى طائفية أيضا. وبالتالي فإن أداء أعضاء مجلس النواب يعكس النزعة الطائفية التي مازالت قوية في الفكر السياسي البحريني. وقد ظهر ذلك بشكل متكرر في أكثر من جلسة نيابية، وفي طبيعة الاقتراحات برغبة المقدمة من النواب، ومشاريع القوانين، ولجان التحقيق البرلمانية، وغيرها.

وللأسف الشديد مازالت الحقيقة مرّة حتى يعترف بها المجتمع، ويقول إن النزعة الطائفية، واختزال مفهوم الوطن في الطائفة هي المنطلق الأساسي لمختلف التفاعلات السياسية.

وللحديث صلة..

العدد 632 - السبت 29 مايو 2004م الموافق 09 ربيع الثاني 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً