أبدت الأوساط الأكاديمية العراقية قلقها الشديد من ازدياد ظاهرة اغتيال وخطف الكوادر العلمية في معظم محافظات العراق. وطالبت هذه الأوساط مجلس الحكم وقوات التحالف بتأمين مستلزمات وقف هذه الظاهرة وكشف الأطراف التي تقوم بها وتقديم المذنبين إلى المحاكمة ومعاقبتهم.
وذكرت هذه المصادر أن حصيلة عمليات الاغتيال وصلت إلى أكثر من ألف شخص من الكوادر العلمية والثقافية والفنية، وغالبيتهم من الأطباء وأساتذة الجامعات والمهندسين.
ومن بين الذين تم اغتيالهم خلال الفترة القليلة الماضية حازم العاني (دكتور) أثناء وجوده في عيادته في منطقة الغزالية، وكذلك قاضي محكمة محافظة بابل، والصحافي طلال الخالدي، والناقد قاسم عبدالأمير عجام، إضافة إلى أربعة من أساتذة الجامعة المستنصرية، إذ يرتفع عدد الأساتذة المغدورين إلى خمسة بعد إضافة اسم عبداللطيف المياحي (دكتور) الذي اغتيل بعد يوم واحد من مقابلة أجرتها معه فضائية «الجزيرة».
أما عمليات الاختطاف فتركزت بصورة كبيرة على الأطباء، ومن بينهم: وليد الخيال (استشاري زراعة الكلى)، عبدالهادي الخليلي (استشاري جراحة الدماغ)، راجح الكعبي (استشاري الباطنية والقلبية والعصبية)، ريسان الفياض (استشاري الجراحة العامة)، مظفر كركجي (استشاري جراحة الكسور)، رياض الساكني (استشاري أمراض المفاصل)، جواد الشكرجي (استشاري طب وجراحة العيون)، سرمد الفهد (استشاري الباطنية والقلبية والعصبية)، غياث زين العابدين (استشاري طب وجراحة العيون)، رجاء الدهوري (اختصاصية نسائية).
وتواصل منظمات سرية تهديدها للأطباء والعلماء بالخطف والقتل، الأمر الذي دفع أعدادا منهم إلى مغادرة العراق.
وذكرت المصادر أن 400 امرأة عراقية خطفت منذ دخول القوات الأميركية العراق حتى الآن، كما جاء في مرافعة قدمتها منظمة نسائية عراقية إلى قوات الاحتلال.وأشارت المصادر إلى أن عصابات الاختطاف في بغداد تدير سجونا خاصة تحتجز فيها المختطفين، وأن الكثير منهم اختفوا بصورة تامة، ويعتقد أنهم إما قتلوا أو هربوا إلى بلدان أخرى.
مجلس الحكم يرشح علاوي بالإجماع
من جانب آخر، اتفق أعضاء مجلس الحكم على ترشيح عضو المجلس ورئيس حركة الوفاق الوطني إياد علاوي لرئاسة الحكومة المؤقتة المقبلة.
وذكرت مصادر قريبة من مجلس الحكم أن المجلس أبلغ كلا من ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق الأخضر الإبراهيمي وكذلك الحاكم المدني الأميركي بول بريمر بهذا القرار، آملين أن يعلنه بصورة رسمية في غضون الأيام القليلة المقبلة.
وإياد علاوي هو طبيب باطنية، كان أحد القياديين في حزب البعث من الصف الثاني، وتعرف على صدام حسين حينما كان طالبا في كلية الطب ببغداد، إذ تردد صدام على بيت علاوي الواقع في عرصات الهندية في الكرادة الشرقية في سنوات الستينات قبل وصوله إلى الحكم، برفقة عزة الدوري وآخرين، ولكن صدام كان يضمر شيئا من الكراهية الخفية لعلاوي، ما دفع الأخير بعد صعود صدام إلى السلطة في بداية السبعينات إلى الانتقال إلى بريطانيا للعمل في السلك الدبلوماسي العراقي، فأصبح مسئولا عن تنظيمات حزب البعث في أوروبا إضافة إلى عمله القنصلي في السفارة العراقية في لندن. وفي منتصف التسعينات بدأت تظهر خلافات بين علاوي وقيادة حزب البعث في الداخل، إذ اتهمته سلطة بغداد بالعمل لصالح المخابرات البريطانية، الأمر الذي دفعه إلى ترك عمله في السفارة والابتعاد عن النظام، وفي مطلع التسعينات انضم إلى المؤتمر الوطني العراقي الموحد الذي شكله أحمد الجلبي، بيد أن الخلافات بين الاثنين بدأت تظهر تدريجيا، حتى أعلن علاوي تجميد نشاط حزبه «الوفاق الوطني» في المؤتمر، وأصبحت علاقته مباشرة بأصحاب القرار في الإدارة الأميركية التي دعمته ماليا ومعنويا.
ومع أن علاوي والجلبي أقرباء من الأمهات اللائي ينتمين إلى عائلة عسيران اللبنانية، فإن أواصر العلاقات العائلية لم تنقطع ولكنها انقطعت سياسيا، حتى دخول القوات الأميركية العراق، إذ اختير كلاهما في مجلس الحكم العراقي المؤقت.
وكان علاوي سافر إلى واشنطن قبل شهرين تقريبا للتباحث مع المسئولين الأميركان، وقيل في وقتها إن الإدارة الأميركية اختارته ليكون رئيس الوزراء العراقي المقبل، والآن قد تحققت هذه الإشارات، إذ أقر مجلس الحكم العراقي المؤقت اختيار علاوي لرئاسة هذه الحكومة
العدد 632 - السبت 29 مايو 2004م الموافق 09 ربيع الثاني 1425هـ