إذا كان النواب لديهم صلاحية سحب الثقة من الحكومة متمثلة في وزرائها فإن للشعب أيضا أن يسحب الثقة من نوابه الذين أوصلهم بأوراقه التي أنزلها في صناديق الاقتراع.
والموضوعات التي من شأنها أن تسحب الثقة من النواب هي الموضوعات ذات الصلة المباشرة بالناخبين، فملف كملف هيئتي التأمينات والتقاعد ذو شأن مباشر بجيوب الناخبين غنيهم وفقيرهم، قويهم وضعيفهم، يمكن له أن يكون محكا حقيقيا ليحصل النائب فيه على ثقة ناخبيه أو أن يسحب الناخبون الثقة منه.
الصراخ الذي صاحب مناقشة ملف هيئتي التأمينات والتقاعد يهلك ملوكا ويستخلف آخرين في الدول المتقدمة، يطيح بحكومات وينصّب أخرى، كيف لا والدنيا تحترق كلها في تلك الدول، وتقوم من دون إعطاء موعد للقعود إذا زاد على سعر رغيف الخبز فلس أو اثنان، ونوابنا المحترمون يرون بأم أعينهم «اليمامية» سرقة الملايين من جيوبهم وجيوب ناخبيهم فلا يدينون وزيرا واحدا!
عندما يكون إطلاق اللحى ولبس النقاب هما فقط الملفان المستحقان لإجماع النواب فستخسأ كل ملفات الفساد التي تمزق جيوبكم أيها الناخبون، لتسقط منها دنانيركم في صندوق مقفل لا يقوى نوابنا على فتحه. فصبرا جميلا فلن يفتح ذلك الصندوق إلا ملائكة الرحمن يوم تطاير الكتب.
وتذكروا أيها الناخبون أنه ليس في أيديكم شيء تفعلونه، إلا الصمت إلى حين انتخابات 2006 ليكون القرار في أيديكم أنتم فقط لاختيار من يخاف على جيوبكم أكثر من خوفه على جيبه
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 632 - السبت 29 مايو 2004م الموافق 09 ربيع الثاني 1425هـ