تساءلت الناشطة الاجتماعية وعضو جمعية المستقبل النسائية رباب الملا عن عدم إدراج بعض الأمراض المزمنة غير المعدية ضمن الخطة الوطنية للمسح الوطني للأمراض المزمنة غير المعدية، التي بدأ القائمون عليها بتنفيذ المراحل الأولى، قائلة: «من أهم الأمراض التي لم تدرج في الخطة هو مرض الروماتيزيوم، ونوجه السؤال إلى الوزارة، فبعد أن شكلت اللجان، وتقدم المتطوعون من مختلف المحافظات للعمل تحت مظلة الخطة الوطنية، لماذا تم استثناء الروماتيزيوم، وهو مرض يعاني منه عدد كبير وخصوصا في صفوف الفتيات».
وأضافت أن «هذا المرض سببه التغير في الجو، وجو المملكة يتغير في اليوم أكثر من مرة، ما يضاعف احتمال الإصابة أكثر وأكثر. كما أن المرض له عدة أنواع، وهناك نوع واحد لا يتمكن إلا القليل من تشخيصه، وهو مرض «الذئبة الحمراء» الذي يصيب النساء أكثر من الرجال، ولا أبالغ عندما أقول إن هناك طبيبا واحدا فقط بمقدوره أن يشخص المرض في المملكة كلها».
وعن تأثيرات المرض أوضحت الملا أنه قد يتسبب في تشنج العضلات في أي وقت، ولنفترض أن المصاب يقود سيارته وأصابته التشنجات العضلية، فما مصيره. كما أن هناك بعض الأدوية التي تعطى للمريض، ومنها الحبوب التي تساعده على العيش حياة طبيعية، ولكن العلاج مكلف جدا، ولمجمل الأدوية آثار جانبية كالاكتئاب، وخلل في الدماغ، وهناك من يصاب بآثار سلبية تتسبب في خلل عضلة القلب. وتساءلت الملا قائلة: «إذا كان المرض بهذه الخطورة، وإذا كانت له هذه المضاعفات التي قد تتسبب في وفاة المصاب، لماذا لا تتحرك وزارة الصحة على ابتعاث الكثير من الأطباء ليتخصصوا في هذا المرض، وخصوصا ما يسمى بالذئبة الحمراء. قد يكون هناك أكثر من طبيب متخصص في الروماتيزيوم في الوزارة، لكن لا يوجد إلا واحد متخصص في الذئبة الحمراء. هذا إلى جانب عدم وجود الممرضات المتخصصات في العلاج. لذلك من الواجب على الصحة أن تضع في الاعتبار الاهتمام بهذه الفئة، في ظل تزايد المرض. والمراقبون يرون أن المرض في ازدياد لأن أجواء المملكة تساعد على ذلك، ولماذا تتجشم الوزارة عناء علاج بعض الحالات في الخارج بكلف باهظة في الوقت الذي بإمكانها أن تهتم أكثر بالمرض».
من جهة أخرى، بينت بعض المصابات بالذئبة الحمراء، أنهن يخجلن من عرض أنفسهم على الأطباء، لأنهن فعلن ذلك من قبل ولكن الطبيب لم يتمكن من تشخيص المرض. وطالبن بإنشاء جمعية خاصة بمرض الروماتيزيوم ليستطيع المريض اللجوء إلى المختصين، حالهم حال بقية المصابين بالأمراض الأخرى.
من جانبه أوضح عضو فريق تعزيز أنماط الحياة الصحية في المسح الوطني لمكافحة الأمراض المزمنة غير المعدية أحمد عمران، أن الهدف من المسح هو تسليط الضوء على بعض الأمراض المزمنة التي تعتلي قائمة أكثر مسببات الوفاة في المملكة وهي الضغط والسكري وغيرها. وقال: «هناك مئات الأمراض المزمنة التي لم تدرج، ومنها مرض الروماتيزيوم... وبالنسبة إلى الذئبة الحمراء، فهي ليست بتخصص، ولذلك فلا يمكن أن نقول إن الطبيب الفلاني متخصص في الذئبة الحمراء، لأن هذا المرض يندرج أساسا تحت الروماتيزيوم»
العدد 631 - الجمعة 28 مايو 2004م الموافق 08 ربيع الثاني 1425هـ